الجمعة 10 مايو / مايو 2024

لبنان يدعو السعودية إلى الحوار.. الأزمة تلقي بظلالها على خدمات الشحن

لبنان يدعو السعودية إلى الحوار.. الأزمة تلقي بظلالها على خدمات الشحن

Changed

تشهد العلاقات بين لبنان والسعودية نفورًا منذ سنوات على خلفية شكوى الرياض من تزايد نفوذ حزب الله (غيتي)
تشهد العلاقات بين لبنان والسعودية نفورًا منذ سنوات على خلفية شكوى الرياض من تزايد نفوذ حزب الله (غيتي)
دعا وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب إلى حل "الإشكالية" الراهنة بين بلاده والسعودية بـ"الحوار"، و"تغليب المصلحة العربية المشتركة".

أوقفت شركتا شحن دوليتان كبيرتان خدمات الشحن بين السعودية ولبنان، على ما أفاد موظفون وكالة فرانس برس، بعد أيام من نشوب خلاف دبلوماسي بين البلدين أشعلته تصريحات أدلى بها وزير الإعلام اللبناني بشأن حرب اليمن.

وأبلغت شركة الشحن والتوصيل الدولية "دي اتش ال" موظفيها في رسالة بريد إلكتروني أنّ القرار دخل حيز التنفيذ.

وبحسب فرانس برس، فقد أوقفت شركة "فيديكس" للشحن في السعودية عمليات الشحن بين البلدين في الاتجاهين، باستثناء الطرود التي تحمل مستندات فقط.

وخلال الأشهر الماضية، أعلنت السعودية عن عمليات عدة ضد مهرّبي المخدرات تمكّنت خلالها من مصادرة آلاف من حبوب الكبتاغون المخبأة داخل فواكه مستوردة من لبنان.

وبلغت قيمة الصادرات اللبنانية إلى السعودية أكثر من 290 مليون دولار منذ بداية العام الجاري، حسب ما أفادت قناة الإخبارية الحكومية في تقرير الإثنين.

واستدعت السعودية سفيرها لدى بيروت وطلبت من السفير اللبناني مغادرة الرياض وقرّرت وقف كل الواردات اللبنانية بسبب التصريحات التي اعتبرتها "مسيئة".

وقرّرت البحرين القيام بالمثل ثم لحقت بهما الكويت السبت قبل أن تقرّر الإمارات سحب دبلوماسييها ومنع مواطنيها من السفر إلى لبنان.

ووصف وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي حرب اليمن بأنها "عبثية" في مقابلة تلفزيونية أجريت قبل توليه حقيبة الإعلام في حكومة نجيب ميقاتي وتم بثّها الأسبوع الماضي.

وقال إنّ الحوثيين "يدافعون عن أنفسهم" في وجه "اعتداء خارجي" من السعودية والإمارات.

"فتور" مستمرّ منذ سنوات

وأكدت الحكومة اللبنانية "رفضها" تصريحات قرداحي، مشيرة إلى أنه "لا يعبر عن موقفها إطلاقًا، لكن الوزير رفض التراجع عنها.

وتشهد العلاقة بين لبنان والسعودية فتورًا منذ سنوات، على خلفية تزايد دور حزب الله الذي تعتبره الرياض منظمة "إرهابية" تنفذ سياسة إيران خصمها الإقليمي الأبرز وتأخذ على المسؤولين اللبنانيين عدم تصديهم للحزب.

وكانت السعودية قبل تراجع دورها من أبرز داعمي لبنان سياسيًا وماليًا.

وأكد وزير الخارجية السعودي في مقابلة تلفزيونية انتفاء الجدوى من التعامل مع لبنان في ظل استمرار "هيمنة وكلاء إيران" على هذا البلد العربي، في إشارة لحزب الله.

ودعا وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب اليوم الأربعاء، إلى حل "الإشكالية" الراهنة بين بلاده والسعودية بـ"الحوار"، و"تغليب المصلحة العربية المشتركة".

وعقد بو حبيب لقاء مع الرئيس اللبناني ميشال عون، عرض خلاله آخر الاتصالات لمعالجة التطورات التي نشأت عن قرار السعودية ودول عربية أخرى سحب سفرائها من لبنان، والطلب من السفراء اللبنانيين مغادرة أراضيها.

لا حل إلا بالحوار

وعقب اللقاء، نقل بو حبيب تأكيد عون موقف لبنان حيال ضرورة قيام أفضل العلاقات مع السعودية وسائر دول الخليج والدول العربية، مشددًا على عدم جواز تأثر العلاقات بأي مواقف فردية.

واعتبر بو حبيب أن وجهة نظر الدولة اللبنانية محددة في ما يصدر عن أركان الحكومة وفي البيان الوزاري الذي نالت الثقة على أساسه.

وأضاف أن لبنان يعتبر أن أي إشكالية تقع مهما كان حجمها بين دولتين شقيقتين، مثل لبنان والسعودية، لا بد أن تُحل من خلال الحوار والتنسيق وفق المبادئ المحددة في ميثاق جامعة الدول العربية، "فكيف إذا كانت هذه الإشكالية غير صادرة عن شخص أو عن جهة في موقع المسؤولية".

وتابع أن لبنان يتطلع إلى أشقائه العرب ليكونوا إلى جانبه في الظروف الصعبة التي يمر بها، معتبرًا أن أي تباعد عنه ستكون له انعكاسات سلبية تؤذي التضامن والتعاون بين الأشقاء.

ورأى بو حبيب أن ما حصل يجب أن يقف عند حد "تغليب المصلحة العربية المشتركة".

ويتطلع لبنان للحصول على مساعدات، ولا سيما من دول خليجية، حيث يعاني منذ نحو عامين، أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه.

ودعا سياسيون لبنانيون، بينهم نواب برلمان، قرداحي إلى الاستقالة، إلا أن الأخير يقول إن حديثه عن اليمن لم يحمل إساءة لأي دولة، ويرفض "الاعتذار" أو "الاستقالة".

وتاريخيًا، كانت تسود علاقات مميزة بين الرياض وبيروت، إلا أنها توترت عام 2017، حين اتهمت السعودية "حزب الله" (حليف إيران) بأنه يسيطر على القرار السياسي والأمني في لبنان، وهو ما نفى الحزب صحته.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close