الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

لبحث الديمقراطية وتغيّر المناخ.. بلينكن في نيروبي يستهلّ جولة إفريقية

لبحث الديمقراطية وتغيّر المناخ.. بلينكن في نيروبي يستهلّ جولة إفريقية

Changed

تُعد نيروبي المحطة الأولى لبلينكن في أول جولة له منذ تولّيه منصبه على دول في جنوب الصحراء الكبرى
تُعد نيروبي المحطة الأولى لبلينكن في أول جولة له منذ تولّيه منصبه على دول في جنوب الصحراء الكبرى (تويتر)
في جولة تستمرّ حتى السبت، سيزور بلينكن ثلاث دول تُعدّ أساسية في الإستراتيجية الإفريقية للرئيس جو بايدن، بدءًا من كينيا، وبعدها نيجيريا، وانتهاءً بالسنغال.

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن فجر اليوم الأربعاء إلى نيروبي، المحطة الأولى في أول جولة له منذ تولّيه منصبه على دول في جنوب الصحراء الكبرى، سيركز خلالها على ملفَي الديمقراطية والتغيّر المناخي، رغم أنّ أزمتَي إثيوبيا والسودان تضعان مسائل الأمن في الواجهة.

وفي جولته التي تستمرّ حتى السبت، سيزور الدبلوماسي الأميركي ثلاث دول تُعدّ أساسية في الاستراتيجية الإفريقية للرئيس جو بايدن، بدءًا من كينيا الحليفة التقليدية لواشنطن في منطقة باتت تشهد حضورًا صينيًا متزايدًا، وبعدها نيجيريا أكبر دول القارة من حيث عدد السكان، وانتهاءً بالسنغال التي تعد مثالًا لديمقراطية مستقرة في قارة غالبًا ما شهدت نزاعات دامية.

"مسار مغاير"

وستكون دول إفريقيا جنوب الصحراء الأحدث في جدول زيارات بلينكن، الذي عرقلته بعد الأشهر الأولى من توليه منصبه، جائحة كوفيد-19 وإجراءاتها الوقائية، والأحداث التي رافقت الانسحاب الأميركي من أفغانستان. 

وفي ظل غياب زياراته المباشرة، أبقى بلينكن على تواصل افتراضي مع مسؤولين إفريقيين، كما زار الرئيس الكيني أوهور كينياتا البيت الأبيض حيث التقى بايدن.

ويأمل بلينكن في أن يخطّ في إدارة بايدن، مسارًا مغايرًا للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الذي لم يخفِ ضعف اهتمامه بإفريقيا، وكان أول رئيس أميركي منذ عقود لا يقوم بأي زيارة إلى القارة السمراء.

وتأتي زيارة الوزير الأميركي قبل أسابيع من استضافة بايدن قمة للدول الديمقراطية في واشنطن، وبعد أيام من انتهاء مؤتمر المناخ للأطراف (كوب26) في مدينة غلاسكو الاسكتلندية، حيث انضمت واشنطن الى المطالبات بالابتعاد عن استخدام الوقود الأحفوري الملوّث للهواء.

وقال المسؤول البارز في الخارجية الأميركية إرفين ماسينغا: "التركيز على تنشيط الديمقراطيات، إضافة الى التغيّر المناخي والتنمية المستدامة تسلّط الضوء على المقاربة الحالية" بشأن إفريقيا.

وأشار الى أن بلينكن سيبحث أيضًا في تعزيز القدرات الإفريقية لإنتاج لقاحات مضادة لكوفيد-19، بدفع يأمل من خلاله بايدن بالتمايز عن الصين التي لجأت الى ترويج لقاحاتها في القارة.

تركيز على الأزمات 

وتأتي زيارة بلينكن في وقت تسعى الولايات المتحدة الى تعزيز الدور الدبلوماسي في بلدَين كانا يشكّلان بالنسبة إليها بارقة أمل: إثيوبيا والسودان.

ولطالما كانت أديس أبابا حليفة لواشنطن، إلا أن الأخيرة باتت ممتعضة من القيود التي تفرضها إثيوبيا على إدخال المواد الغذائية إلى إقليم تيغراي بشمال البلاد، حيث يعاني مئات آلاف السكان من ظروف تقارب المجاعة.

وتخوض حكومة رئيس الوزراء أبيي أحمد منذ نحو عام، نزاعًا مع "جبهة تحرير شعب تيغراي" التي حققت قواتها تقدمًا في اتجاه جنوب البلاد خلال الأشهر الماضية، ولم تستبعد شنّ هجوم عسكري على العاصمة.

وقالت سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة لورا توماس-غرينفيلد في الآونة الأخيرة: "هذه ليست إثيوبيا التي اعتقدنا أننا سنراها قبل عامين، حين كنا نشيد ببلاد تتمتع بأسرع نمو اقتصادي في إفريقيا".

وأعلن بايدن في مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني إلغاء تفضيلات تجارية كانت ممنوحة لإثيوبيا بموجب قانون أميركي صدر في العام 2000، وأعفيت بموجبه دول إفريقيا جنوب الصحراء من الرسوم الجمركية الأميركية على معظم صادراتها، إلا أنه امتنع عن فرض عقوبات على مسؤولين حكوميين أو من المتمردين أملًا في التشجيع على إبرام تسوية للنزاع.

إلى ذلك، علّقت الولايات المتحدة ما قيمته 700 مليون دولار من المساعدات إلى السودان؛ على خلفية قرار قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان حلّ هيئات الحكم الانتقالية المدنية المشكّلة في أعقاب الإطاحة بحكم الرئيس السابق عمر البشير إثر احتجاجات واسعة في 2019.

"فرصة ضائعة"

وحذّر جوني كارسون، كبير دبلوماسيي ملف إفريقيا في الخارجية الأميركية خلال عهد الوزيرة السابقة هيلاري كلينتون، من "فرصة ضائعة" في حال زار بلينكن كينيا من دون أن يدعو قادة دول الجوار إلى إيجاد حل إقليمي.

وأوضح كارسون، وهو باحث حاليًا في معهد الولايات المتحدة للسلام، أن "القرن الإفريقي هو منطقة شديدة الهشاشة، والتحولات الديمقراطية التي اعتقدنا أنها ستمضي قدمًا في إثيوبيا والسودان، خرجت عن مسارها".

وحذّر من أنه في حال "فشل هاتين الدولتين خلال العام المقبل، سنرى انهيارًا إقليميًا أوسع نطاقًا".

ومن المحتمل أن يواجه بلينكن نقاشات حساسة في نيجيريا، بعد تعليق الولايات المتحدة تسليم مروحيات عسكرية على خلفية مخاوف بشأن حقوق الانسان.

كما يُتوقع أن تشمل زيارة الوزير الأميركي، التطرّق إلى ملف التجارة، إذ ان اتفاق إعفاء صادرات دول إفريقية من الرسوم الأميركية تنتهي مفاعيله في 2025، ولا يبدو بايدن في عجلة لطرح اتفاق بديل في ظل تزايد انتقادات الرأي العام الأميركي للاتفاقات التجارية.

ويُتوقع أن يمهّد انتهاء مفاعيل الاتفاق الطريق أمام تعزيز الصين لحضورها الاقتصادي في إفريقيا، حيث تقبل على ضمان الحصول على الموارد الطبيعية، مع غضّ الطرف عن الحوكمة.

ورأى كارسون أنه "من المهم أن يبدأ التفكير الآن والبحث مع القادة الإفريقيين بشأن أي اتفاق تجاري قد يكون متاحًا".

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close