السبت 18 مايو / مايو 2024

استئناف محادثات فيينا.. تدريبات إسرائيلية تحاكي ضربة محتملة على إيران

استئناف محادثات فيينا.. تدريبات إسرائيلية تحاكي ضربة محتملة على إيران

Changed

تُعقد المباحثات النووية في العاصمة النمساوية فيينا (غيتي)
تُعقد المباحثات النووية في العاصمة النمساوية فيينا (غيتي)
كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يستعد لإجراء مناورات جوية ضخمة خلال الأشهر الستة المقبلة، تحاكي ضربة عسكرية محتملة لإيران.

تُستأنف المحادثات بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015، اليوم الخميس في فيينا، تزامنًا مع محادثات أميركية- إسرائيلية حول تدريبات عسكرية محتملة؛ من شأنها التحضير لأسوأ سيناريو ممكن لتدمير المنشآت النووية الإيرانية إذا أخفقت الدبلوماسية وإذا طلبها زعماء البلدين.

وتؤكد الاستعدادات الأميركية-الإسرائيلية، التي لم ترد تقارير بشأنها من قبل، قلق الغرب إزاء المحادثات النووية العسيرة مع إيران التي أمل الرئيس الأميركي جو بايدن في أن تحيي الاتفاق بين البلدين الذي انسحب منه سلفه دونالد ترمب.

وبعد جولة سابعة من المحادثات انتهت في الثالث من ديسمبر/ كانون الأول، عبّر مسؤولون أميركيون وأوروبيون عن "خيبة أملهم"، وقالوا: إن إيران سعت إلى تغييرات جذرية على اتفاقات أولية تمّ التوصّل إليها هذا العام؛ ما زاد شكوك الغرب في أن إيران تسعى لكسب الوقت فيما تطوّر برنامجها النووي.

استئناف المحادثات

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، أمس الأربعاء: إن المبعوث الأميركي الخاص بالملف الإيراني روب مالي يعتزم السفر إلى فيينا من أجل محادثات جديدة بشأن إحياء اتفاق 2015 النووي مع إيران.

وتهدف المحادثات إلى معاودة الامتثال لبنود الاتفاق من جانب الولايات المتحدة وإيران التي فرضت بموجبه قيودًا على برنامجها النووي مقابل تخفيف عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة عنها.

وغرّد مورا على "تويتر" أمس الأربعاء أن "المحادثات ستُستأنف يوم الخميس".

وفي إشارة إلى بيان الاتحاد الأوروبي حول استئناف المحادثات يوم الخميس، قال برايس للصحافيين: "نفهم أنه ستكون هناك اجتماعات لمدة يوم قبل أن يتعيّن حضور رؤساء الوفود، لذا فإن المبعوث الخاص مالي والوفد المشترك ما بين الوكالات سيخطط للمشاركة في المحادثات مطلع الأسبوع".

وأضاف أنه "يفترض على واشنطن أن تكون قادرة على الحكم سريعًا على ما إذا كانت إيران راغبة في التفاوض بجدية، وبحسن نية".

تدريبات عسكرية أميركية-إسرائيلية

من جهته، قال مسؤول أميركي رفيع المستوى لوكالة "رويترز": إن قادة الدفاع في الولايات المتحدة وإسرائيل سيبحثان، اليوم الخميس، تدريبات عسكرية محتملة من شأنها التحضير لأسوأ سيناريو ممكن لتدمير المنشآت النووية الإيرانية؛ إذا أخفقت الدبلوماسية وإذا طلبها زعماء البلدين.

وأوضح المسؤول، مشترطًا عدم الكشف عن هويته، أن المحادثات المقررة بين وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ونظيره الإسرائيلي بيني غانتس، تأتي في أعقاب إفادة قدّمها القادة في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لمستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان بشأن مجمل الخيارات العسكرية المتاحة لضمان عدم تمكن إيران من صنع سلاح نووي.

وأحجم المسؤول الأميركي عن كشف تفاصيل عن التدريبات العسكرية المحتملة.

وقال: "نحن في هذا المأزق لأن برنامج إيران النووي يتطوّر إلى نقطة" يتجاوزها أي أساس منطقي معهود، معربًا في الوقت نفسه عن أمل في المباحثات.

مناورات إسرائيلية ضخمة

في هذا الإطار، كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية، أمس الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي يستعد لإجراء مناورات جوية ضخمة خلال الأشهر الستة المقبلة، تحاكي ضربة عسكرية محتملة لإيران.

وذكرت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية "كان" أن المناورة المزمع إجرائها في الربيع ستكون "واحدة من أكبر التدريبات التي أجراها سلاح الجو الإسرائيلي على الإطلاق، حيث يشارك فيه عشرات الطائرات المقاتلة، بما في ذلك إف-35 وإف- 16 وإف 15".

وستُجري الطائرات الإسرائيلية التدريبات على مسافات بعيدة فوق البحر الأبيض المتوسط لمحاكاة المسافة -أكثر من 1000 كيلومتر (620 ميلًا)- التي ستحتاجها الطائرة لضرب المنشآت النووية الإيرانية.

وأشارت "كان" إلى أن "التدريبات ستكون ضمن الرسائل التي ترسلها إسرائيل إلى العالم وإيران"، منوّهة بأن "المناورات ستكون مرئية ومتاحة للجميع".

وذكّرت الهيئة بتصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي، التي أطلقها قبل ثلاثة أشهر، وأكد فيها أن "الجيش الإسرائيلي يسرع خططه لمهاجمة إيران"، معتبرة أن "هذا يعني حدوث تحوّل في الميزانيات والتدريب على مخطط الهجوم على إيران، الذي يتضمن من بين أمور أخرى، الطيران لمسافة تزيد عن ألف كيلومتر".

بدوره، ذكر موقع "واي نت" العبري أن ديفيد بارنياع، رئيس الموساد الإسرائيلي، يواصل محادثاته في الولايات المتحدة حيث قدّم للأميركيين سلسلة من المواد الاستخباراتية المحدثة فيما يتعلّق بالتقدّم في البرنامج النووي الإيراني.

تحذيرات إسرائيلية

وكانت إسرائيل حذّرت الدول الغربية من إمكانية "اتخاذ إجراء فردي" في حال تم تخفيف العقوبات بدون ضمانات بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، الأسبوع الماضي: "إنه حان الوقت المناسب لاستخدام سلة أدوات مختلفة أمام التقدم الإيراني فائق السرعة في مجال التخصيب".

ورفع اتفاق 2015 النووي العقوبات عن إيران، لكنه فرض قيودًا صارمة على أنشطة تخصيب اليورانيوم؛ بما يطيل الوقت اللازم لإنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي، إذا اختارت فعل ذلك، إلى عام على الأقل من شهرين إلى ثلاثة أشهر تقريبًا.

وما يؤكد على التآكل الشديد في الاتفاق، هو أنه لا يسمح لإيران على الإطلاق بتخصيب اليورانيوم في فوردو، ناهيك عن استخدام أجهزة طرد مركزي متطورة في ذلك.

ومع تعرّض المنافع التي يعود بها الاتفاق النووي لخطر كبير الآن؛ يقول بعض المسؤولين الغربيين إنه لم يتبق إلا وقت قصير قبل أن يتضرّر أساس الاتفاق إلى درجة لا يمكن معها إصلاحه.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close