الأحد 5 مايو / مايو 2024

أجواء قاتمة تخيم على محادثات النووي.. إيران والغرب يتبادلان الاتهامات

أجواء قاتمة تخيم على محادثات النووي.. إيران والغرب يتبادلان الاتهامات

Changed

استُؤنفت المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي الإيراني في 29 نوفمبر 2021 (غيتي)
استُؤنفت المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي الإيراني في 29 نوفمبر بعد توقف دام خمسة أشهر (غيتي)
اتهمت إيران الأطراف الغربية بالاستمرار في "لعبة إلقاء اللوم"، بعد يوم من قول دبلوماسيين أوروبيين إن الاتفاق سيكون قريبًا عديم الجدوى ما لم يتم إحراز تقدم.

ما تزال أطراف جولة المباحثات النووية الحالية في فيينا، يتراشقون الاتهامات بالوقوف وراء مراوحتها مكانها، إذ صعدت إيران من لهجتها وحمّلت الأطراف الغربية ما سمته "الاستمرار في لعبة إلقاء اللوم"، وذلك بعد يوم من تهديد دبلوماسيين أوروبيين بأن الاتفاق النووي المبرم عام 2015 سيكون قريبًا عديم الجدوى دون إحراز تقدم.

وغرد كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، اليوم الثلاثاء، على تويتر قائلًا: إن "بعض الأطراف الفاعلة ما زالت تمارس عادة إلقاء اللوم بدلًا من الدبلوماسية الحقيقية. طرحنا أفكارنا مبكرًا وعملنا على نحو بناء ومرن لتضييق الفجوات"، حسب تعبيره.

لا تقدم

ووصف الدبلوماسي الإيراني الدبلوماسية بأنها طريق ذو اتجاهين، ومضى يقول: إذا كانت هناك إرادة حقيقية لتصحيح خطأ الجاني، فسيصبح الطريق ممهدًا لاتفاق سريع وجيد، وفق قوله.

وجاء كلام كبير المفاوضين الإيرانيين ردًا على ما قاله دبلوماسيون بريطانيون وفرنسيون وألمان، أمس الإثنين، من أن القوى الكبرى وإيران لم تبدأ بعد في المحادثات بشأن إنقاذ الاتفاق النووي، الذي سيصبح قريبًا جدًا "بلا معنى" دون إحراز تقدم.

وأكد مسؤولون دبلوماسيون من الدول الأوروبية الثلاث المشاركة في مفاوضات فيينا لوكالة فرانس برس، أن إيران قدمت مقترحات "لا تتماشى" مع الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وأعرب الدبلوماسيون من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة عن أسفهم لأنه "لم يتسن حتى الآن الدخول في مفاوضات حقيقية".

ولم يتوان هؤلاء الدبلوماسيون في الإعلان صراحة أنهم يضيعون وقتًا ثمينًا في مناقشة مواقف إيرانية جديدة لا تتماشى مع خطة العمل الشاملة المشتركة أو تتجاوز ما تنص عليه.

وتابع الدبلوماسيون أن "الوضع محبط لأن الخطوط العريضة لاتفاق عادل وشامل يسمح برفع جميع العقوبات المرتبطة بخطة العمل الشاملة المشتركة والاستجابة لمخاوفنا بشأن عدم الانتشار معروفة بوضوح منذ الصيف الماضي".

ونبّهوا إلى أن "الوقت ينفد، وبدون إحراز تقدم سريع، في ضوء التقدم السريع لبرنامج إيران النووي، ستصبح خطة العمل الشاملة المشتركة قريبًا إطارًا فارغا".

واتهمت الدول الغربية إيران بالتراجع عن نقاط التوافق المحرزة في الربيع. وقد أبدت الخارجية الأميركية شكوكًا في أن طهران تريد كسب الوقت مع مواصلة برنامجها النووي الذي يقربها أكثر فأكثر من تطوير سلاح ذريّ.

وحذرت واشنطن في الأيام الأخيرة من أنها لن تسمح لطهران بمواصلة ذلك، وأكدت أن خطة بديلة قيد الإعداد، بدون أن توضح طبيعتها.

مواقف ثابتة

وفي هذا الإطار، اعتبرت سحر خميس، وهي أستاذة الإعلام السياسي في جامعة ميربلاند، في حديث إلى "العربي"، أن أجواء قاتمة تخيم على جولة المحادثات النووية الحالية، وسط التحذيرات الغربية من الخطر النووي الإيراني.

وأضافت خميس من واشنطن، أن إيران تحاول أن تضع أوراق ضغط على طاولة المباحثات، ومنها تسارع وتيرة تخصيب اليورانيوم، في محاولة لعرض عضلاتها، حسب تعبيرها.

ولفتت خميس إلى أنه من غير الواضح مدى قدرة الجهود الروسية والصينية على الدفع نحو تغيير الموقف الإيراني.

وأشارت إلى أنه كان من ضمن مطالب إيران رفع جميع العقوبات حتى التي لا تتعلق بأنشطتها النووية، مما يعني أنه لا تغيير للمواقف الثابتة بين طهران وواشنطن.

وبعد توقف دام خمسة أشهر، استُؤنفت المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي الإيراني في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في فيينا، بمشاركة الدول التي لا تزال أطرافًا في الاتفاق، وهي الدول الأوروبية الثلاث بالإضافة إلى الصين وروسيا وإيران.

أما الولايات المتحدة التي انسحبت أحاديًا من الاتفاق عام 2018 وأعادت فرض عقوبات على طهران في عهد الرئيس دونالد ترمب، فهي تشارك بشكل غير مباشر.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close