وصل وزير الخارجية المصري سامح شكري اليوم الإثنين، إلى العاصمة السورية دمشق، وفق ما أفادت وكالة الأنباء التابعة للنظام "سانا"، وذلك في أول زيارة لوزير خارجية مصري منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011.
وكانت الخارجية المصرية قد أعلنت في بيان أن شكري سيزور تركيا وسوريا اللتين تضررتا بشدة من زلزال مدمّر في 6 من فبراير/ شباط الجاري لنقل "رسالة تضامن من مصر مع الدولتين وشعبيهما الشقيقين".
واستقبل وزير خارجية النظام فيصل المقداد نظيره المصري في العاصمة، بحسب ما هو متداول عبر مواقع التواصل.
السيد سامح شكري يصل الي العاصمة السورية دمشق، حيث كان فى استقباله الدكتور فيصل المقداد وزير خارجية سوريا….. يعقد الجانبان حالياً جلسة مباحثات ثنائية. @syrianmofaex pic.twitter.com/zRsOIhcE8f
— Egypt MFA Spokesperson (@MfaEgypt) February 27, 2023
وقاطعت دول المنطقة النظام السوري يسبب حملة القمع الدامية التي شنها ضد المحتجين المناهضين له، مما أدى إلى تعليق جامعة الدول العربية عضوية سوريا عام 2011، وتم سحب سفراء العديد من الدول العربية من دمشق.
لكن رئيس النظام بشار الأسد استفاد من تدفق الدعم من جانب الدول العربية في أعقاب الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 5900 شخص في جميع أنحاء البلاد، وفق بيانات الأمم المتحدة والحكومة السورية.
وفي 7 فبراير/ شباط، تحدث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع الأسد هاتفيًا لأول مرة. والتقى وفد من رؤساء برلمانات عربية، بمن فيهم رئيس البرلمان المصري، بالأسد في دمشق أمس الأحد.
وأرسلت القاهرة عدة شحنات من المساعدات إلى سوريا، في أعقاب الزلزال خلال الأسابيع القليلة الماضية.
باحثا عن طوق نجاة.. هل استغل نظام الأسد مأساة السوريين لتحقيق مآرب سياسية؟ #قضايا #زلزال_سوريا_وتركيا pic.twitter.com/sGSmJ3iBKR
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 18, 2023
العلاقات بين تركيا ومصر
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية التركية الزيارة، موضحة أن شكري سيجري محادثات مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو، ويزور إقليم أضنة الجنوبي وميناء مرسين، حيث من المقرر أن تصل سفينة مساعدات مصرية.
وبدأت العلاقات في التحسن بين تركيا ومصر عام 2021 بعد توتر دام لسنوات، ضمن مسعى تركيا لتخفيف حدة التوتر مع العديد من القوى في المنطقة.
والتقى أردوغان والسيسي وتصافحا خلال نهائيات كأس العالم الأخيرة التي أقيمت في قطر. وتعهدت شركات تركية هذا الشهر بضخ استثمارات جديدة حجمها 500 مليون دولار في مصر.
خطوات نحو المصالحة.. #أردوغان يكشف تفاصيل لقائه مع #السيسي إثر المصافحة الأولى بينهما في #الدوحة خلال افتتاح #مونديال_قطر2022 #تركيا #مصر pic.twitter.com/vD8y2JhcjP
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) November 28, 2022
ما دلالات هذه الزيارة؟
ويرى الخبير في العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات، أحمد سيد أحمد، أن زيارة شكري لأنقرة ودمشق تحمل أبعادًا إنسانية وسياسية مهمة.
ويؤكد سيد في تصريح إلى "العربي" من القاهرة، أن "موقف مصر واضح من دمشق، وهي مع عودتها إلى الجامعة العربية وإنهاء عزلتها عربيًا"، وفق وصفه، مضيفًا أنّ القاهرة ترى أنه "لا بد من إعادة تفعيل العلاقات معها على مختلف الأصعدة".
ويعتبر أن كارثة الزلزال ساهمت في إذابة "الكثير من الجليد" بين البلدين، وقد جاءت الزيارة لتكرّس مرحلة جديدة من العلاقات، وتضعها في مسارها الطبيعي.
ويلفت سيد إلى أن زيارة شكري لقطر وسوريا وتركيا تعكس توجه السياسة الخارجية المصرية القائمة على منطق بسيط هو أن أرباح التعاون في العلاقات الطبيعية أكبر بكثير من تكلفة علاقات التوتر والفتور، مشيرًا إلى أن المتغيرات العالمية تفرض "المرونة" في السياسة الخارجية، وفق وصفه.