الإثنين 13 مايو / مايو 2024

صراع نفوذ روسي على باخموت.. المخابرات الأوكرانية: خطر الغزو من بيلاروسيا منخفض

صراع نفوذ روسي على باخموت.. المخابرات الأوكرانية: خطر الغزو من بيلاروسيا منخفض

Changed

رصد مراسل "العربي" احتدام المعارك في محور باخموت واستعانة روسيا بقوات فاغنر (الصورة: نيويورك تايمز)
رأى بودانوف أن التهديد بتجدد حرب روسيا من الحدود الشمالية لأوكرانيا مع بيلاروسيا "ليس وشيكًا، إلا أنه لا يمكن استبعاده"، مقرًا بأن المخاطر طويلة الأمد باقية.

قلّل مدير المخابرات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف من إمكانية أن تغزو روسيا أوكرانيا من بيلاروسيا في الوقت الحالي، واصفًا محاولة موسكو إقناع كييف بتحويل مسار جنودها من منطقة القتال بجنوب شرقي البلاد، من خلال موجة من الأنشطة العسكرية إلى الشمال في بيلاروسيا، بـ"المناورات الروتينية المخادعة التي تهدف إلى إرباك المنطقة".

وقال بودانوف في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، إن ما تقوم به روسيا يندرج في إطار "حملات التضليل"، واصفًا الجهود الروسية لاحتلال مدينة باخموت ذات القيمة الإستراتيجية الضئيلة بـ"الهوس الذي لا معنى له".

ورأى بودانوف أنه في حين أن التهديد بتجدّد الحرب الروسية من الحدود الشمالية لأوكرانيا مع بيلاروسيا "ليس وشيكًا، إلا أنه لا يمكن استبعاده"، مقرًا بأن "المخاطر طويلة الأمد باقية".

وفي أكثر التعليقات الأوكرانية واقعية حتى الآن حول وجود معلومات استخبارية تشير إلى تهديد وشيك من بيلاروسيا، قال بودانوف: "سيكون من الخطأ استبعاد هذا الاحتمال، ولكن من الخطأ أيضًا القول إن لدينا أي بيانات تؤكد وجود هذه الاحتمالات".

وأوضح أن أيًا من القوات الروسية "لم ينتظم في تشكيلات هجومية، حيث تمتلئ معسكرات تدريب الجنود الروس، بالمدنيين الذين تم حشدهم حديثًا والذين يتم إرسالهم، بعد الانتهاء من التدريب، للقتال في منطقة دونباس في شرق أوكرانيا"، مضيفًا أن مواقع التدريب تفتقر إلى عدد كاف من العربات المدرعة لشن هجوم.

تعزيز التواجد الروسي في بيلاروسيا

وعلى مدى أسابيع، عزّزت روسيا قواعدها العسكرية في بيلاروسيا بالمجنّدين، ونقلت قواتها بالسكك الحديدية ذهابًا وإيابًا نحو الحدود البيلاروسية- الأوكرانية، ما أثار مخاوف من أنها قد تُخطّط لغزو ثانٍ لأوكرانيا من الشمال.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الاتحاد السوفيتي استخدم تكتيكات مماثلة خلال الحرب العالمية الثانية، حيث أرسل الجنود في رحلات قطار غير مجدية لتقليد الهجمات أو الانسحاب.

وروى بودانوف أن قطارًا محمّلًا بالجنود الروس توقف مؤخرًا لمدة نصف يوم بالقرب من الحدود الأوكرانية، ثم عاد ومعه جميع الجنود الذين كانوا على متنه. واعتبر أن القصف المدفعي الروسي عبر الحدود على منطقتي سومي وخاركيف في شمال شرق أوكرانيا لا يُنذر بتهديد فوري بتكرار الغزو.

وقال: "لا يتم تجميع الوحدات العسكرية الروسية لشن هجوم، ولا يمكن تشكيلها في يوم واحد".

الهدف الروسي من السيطرة على باخموت؟

عن التطورات في جنوب شرق منطقة دونباس، أوضح بودانوف أن الطموحات السياسية لقائد مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوزين فرضت جزئيًا استراتيجية على الجانب الروسي.

وتنسّق قوات "فاغنر" مع الجيش الروسي، لكنه القوة الأساسية في جبهة باخموت.

وقال بودانوف: "شنّ بريغوزين حملة للسيطرة على مدينة باخموت للتغلب على القادة المنافسين في الجيش النظامي الروسي"، مضيفًا أن قائد القوات الروسية في أوكرانيا سيرغي سوروفكين تحالف مع بريغوزين لمنافسة مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو".

وعن الهجوم العنيف على باخموت، قال: "وحدات فاغنر تحاول بشدة الاستيلاء على هذه المدينة، لإثبات أنهم قوة، ويمكنهم فعل ما لا يستطيع الجيش الروسي القيام به. ونحن نرى ذلك بوضوح ونفهمه".

وأوضح أن السيطرة على باخموت "لا تعتبر مهمة من الناحية الاستراتيجية، لكن من شأنها أن تحسّن موقع روسيا في الشرق، من خلال فتح الطرق إلى مدن دونباس الأخرى التي لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية".

وأضاف أن تحالف بريغوزين وسوروفكين أدى إلى نقل الأسلحة الثقيلة من الجيش إلى وحدات فاغنر، مما أدى إلى توسيع دور المجموعة في الحرب.

وتدور الحرب الروسية في أوكرانيا الآن في ساحتين منفصلتين إلى حد كبير، حيث تستمر المعارك البرية في الجنوب والشرق، والمنافسة بين أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية وصواريخ كروز الروسية والطائرات بدون طيار التي تستهدف البنية التحتية الكهربائية.

ماذا عن علاقة روسيا وإيران؟

في ظل الصعوبات على الأرض، انتهجت روسيا إستراتيجية الضربات المكثّفة على البنية التحتية الأوكرانية ولا سيما الطاقة، على فترات من أسبوع تقريبًا إلى 10 أيام، بمتوسط نطاق يبلغ حوالي 75 صاروخًا في كل وابل، وفقًا لبودانوف.

وقال بودانوف: إن "روسيا تعتمد إلى حد كبير على إيران للتزوّد بالطائرات دون طيار، كما تعوّل موسكو على طهران لتجديد ترسانتها الصاروخية".

ولإقناع إيران بدعم هذا الجهد، قدّمت روسيا المعرفة العلمية للصناعة العسكرية الإيرانية، وفقًا لبودانوف، الذي وصف العلاقة بين روسيا وإيران التي ظهرت خلال الحرب في أوكرانيا بـ"الجيوسياسية".

لكنه، في الوقت نفسه، قال إن الأمر لم يذهب أبعد من ذلك، حيث رفضت إيران حتى الآن دعم روسيا بنقل صواريخ باليستية، وهو الخطر الذي أثار المسؤولون الأوكرانيون مخاوف بشأنه في السابق.

وقال بودانوف: "إيران لا تتسرّع في القيام بذلك لأسباب مفهومة، لأنه بمجرد أن تطلق روسيا الصواريخ الأولى، فسيزداد ضغط العقوبات" على إيران، مشيرًا إلى أنه بموجب عقد تمّ التوصّل إليه خلال الصيف، "حصلت روسيا على 1700 طائرة بدون طيار من طراز شاهد من إيران".

وأوضح أن روسيا أطلقت حتى الآن حوالي 540 طائرة مسيرة في ضربات تكتيكية على طول خط المواجهة، ولاستهداف محطات الطاقة وأبراج خطوط النقل والمحطات الفرعية الكهربائية.

المصادر:
العربي، ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close