الثلاثاء 30 أبريل / أبريل 2024

صفارات الإنذار دوّت في كل أوكرانيا.. قصف وضحايا وكييف تستعد "للدفاع"

صفارات الإنذار دوّت في كل أوكرانيا.. قصف وضحايا وكييف تستعد "للدفاع"

Changed

تقرير لـ "العربي" حول "اختطاف" عمدة ميليتوبول بعد سيطرة الجيش الروسي على المدينة (الصورة: غيتي)
استمر الهجوم الروسي على أوكرانيا حيث استهدف القصف السبت مدنًا عدّة، في ظل تصاعد الضغط على العاصمة كييف التي تستعد للمواجهة.

سُمعت في مختلف أرجاء أوكرانيا صفارات الإنذار السبت، كما تناهت إلى الآذان أصوات القصف، وتراءت آثاره.

في اليوم السابع عشر من عمر الهجوم الروسي على البلاد، ما زال الصراع في الميدان، وللهجوم والدفاع حساباتهما ربحًا وخسارة.

للمرة الأولى، خرج الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي متحدثًا عن حجم الخسائر البشرية التي تكبّدها عديد قوات بلاده، كاشفًا أن نحو 1300 جندي أوكراني قُتلوا منذ بدء الهجوم في 24 فبراير.

قال الرجل أيضًا إن بعض البلدات الأوكرانية الصغيرة دُمّرت بالكامل بسبب الحرب، وشدّد على أنّ الغرب غير منخرط بما يكفي في مفاوضات السلام بشأن أوكرانيا.

وبينما دعا إلى حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا، التي قال إنها ترسل قوات جديدة إلى بلاده، شدد على أنّ خسائر الجيش الروسي هي الأكبر منذ عقود، داعيًا أمهات الجنود الروس إلى منع إرسال أبنائهن إلى "الحرب" في أوكرانيا. 

وشدد على أن الأخيرة "لم ترغب أبدًا في هذه الحرب الرهيبة، ولا تريدها، لكنها ستدافع عن نفسها بقدر ما يتطلبه الأمر".

من جهتها، أفادت وزارة الدفاع الروسية أن الوضع الإنساني يتدهور في أوكرانيا، وأنه "كارثي" في بعض المدن. 

وكشفت عن تحديثها بشأن خسائر الأوكرانيين اللوجيستية عسكريًا، متحدثة عن تدمير 3 آلاف و593 منشأة عسكرية منذ بدء الهجوم.

وبينما تلقت موسكو مزيدًا من العقوبات الغربية، نبّه مسؤول بوزارة الخارجية إلى أن روسيا كانت موردًا موثوقًا به للطاقة، ولكنها مستعدة لمواجهة صعبة في هذا القطاع إذا لزم الأمر، دون أن يذكر تفاصيل عمّا قد تنطوي عليه تلك المواجهة.

إلى ذلك، حذّر رئيس وكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس" دمتري روغوزين من أن العقوبات الغربية المفروضة على روسيا قد تتسبّب بسقوط محطة الفضاء الدولية، التي تزن 500 طن على البر أو في البحر"، مطالبًا برفع هذه الإجراءات.

ضغوط على كييف

بالعودة إلى الأرض، ذكرت وسائل إعلام محلية صباح السبت أن صفارات الإنذار دوت في كل الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك المدن الكبرى كييف وأوديسا ودنيبرو وخاركيف.

وبينما شددت القوات الروسية ضغوطها على العاصمة، أعلن الجيش الروسي تحقيقه بعض التقدم على جبهتها الشرقية، بحسب ما نقل مراسل "العربي".

وتحدث عن سلسلة انفجارات في فاسيلكوف جنوبي كييف؛ جراء قصف استهدف قاعدة جوية.

من جهتها، أكدت وزارة الدفاع البريطانية استمرار القتال شمالي غرب كييف، مشيرة إلى تمركز الجزء الأكبر من القوات الروسية على بعد نحو 25 كيلومترًا من قلب المدينة.

وأعلن ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس زيلينسكي في تسجيل فيديو أن "كييف رمز للمقاومة"، وهي تستعد "للدفاع".

ومساء، اتهم جهاز المخابرات الأوكراني روسيا بإطلاق النار على قافلة كانت تقوم بإجلاء نساء وأطفال من قرية بريموها في منطقة كييف، مما أسفر عن مقتل سبعة بينهم طفل.

إلى ذلك، قُصفت مواقع مدنية في مدن أخرى بينها مدينة ماريوبول. وأعلنت الخارجية الأوكرانية أن مسجدًا لجأ إليه ثمانون مدنيًا بينهم أتراك، تعرّض للقصف في المدينة، من دون أن تحدد متى حدث ذلك.

وقالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن مدينة ماريوبول المحاصرة منذ نحو 12 يومًا، وتتعرض لقصف روسي باستمرار، باتت في وضع "شبه ميؤوس منه".

وفي مدينة ميكولايف الساحلية، لم تتوقف عمليات القصف ليلًا وأصابت خصوصًا مركزًا لرعاية مرضى السرطان ومستشفى للعيون.

أما في ميليتوبول، فقد اختُطف العمدة الجمعة بأيدي جنود روس يحتلون هذه المدينة الواقعة في الجنوب، وفق ما أعلن مسؤولون أوكرانيون، وهو ما أكده لاحقًا زيلينسكي.

إلى ذلك، أعلن حاكم منطقة دونيتسك الأوكرانية أنّ الجيش الأوكراني انسحب من مدينة فولنوفاكا شرقي أوكرانيا. وجاء ذلك في وقت استهدفت العمليات العسكرية الروسية مدينة لوتسك غربي أوكرانيا لأول مرة منذ بدء الحرب، بحسب ما نقل مراسل "العربي".

في خيرسون، أعلن نائب رئيس المجلس المحلي أن القوات الروسية تخطط لتنظيم استفتاء "صوري" لإقامة إقليم انفصالي.

تراجع أعداد اللاجئين

على المستوى الإنساني، أعلنت الدول المجاورة لبولندا تراجع أعداد اللاجئين إليها من أوكرانيا، في حين تبذل الحكومات وجماعات المتطوعين جهودًا مضنية لتوفير المأوى لنحو 2.6 مليون لاجئ معظمهم من النساء والأطفال فرّوا منذ بدء الهجوم الروسي.

وتعتزم فرنسا استقبال 2500 أوكراني لجأوا إلى مولدوفا، في إطار عملية تُنسّقها المفوضية الأوروبية داخل "البلدان المتطوعة".

كما قالت السلطات في غواتيمالا إنها استقبلت أول مجموعة من عائلات أوكرانية فرّت من بلادها.

بدورها، أعلنت إسبانيا أنها استقبلت 25 طفلًا أوكرانيًا مصابين بالسرطان، حتى يتمكنوا من مواصلة علاجهم الذي توقف بسبب الهجوم الروسي على بلادهم.

عقوبات وتداعيات

وردًا على استمرار الهجوم الروسي، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن استبعاد روسيا من نظام العلاقات التجارية الجاري، عبر حرمانها من وضع "الدولة الأولى بالرعاية" ما يمهد الطريق لزيادة الرسوم الجمركية.

وبحسب البيت الأبيض، فقد وافق بايدن على منح أوكرانيا أسلحة ومساعدات عسكرية أخرى بقيمة 200 مليون دولار.

من ناحيته، حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد قمة للاتحاد الأوروبي في فرساي قرب باريس، من استعداد الأوروبيين لفرض "عقوبات قاسية" على روسيا.

وأعلن "دويتشه بنك"، أكبر مصرف في ألمانيا، أنه سينسحب من روسيا، حاذيًا بذلك حذو مؤسسات مالية دولية أُخرى.

من ناحيتها، أعلنت رابطة الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم عزل رجل الأعمال الروسي رومان أبراموفيتش، مالك تشيلسي من منصب مدير النادي.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإيطالي إن الشرطة صادرت يختًا فاخرًا من الملياردير الروسي أندريه إيجوريفيتش ميلينشينكو، بعد بضعة أيام من وضع رجل الأعمال على قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي.

من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الزراعة في أوكرانيا أنها حظرت تصدير الأسمدة بسبب الهجوم الروسي. مع العلم أن كييف كانت قد حظرت بالفعل تصدير بعض السلع الزراعية، وقررت إصدار تراخيص لسلع التصدير الرئيسة، ومنها القمح والذرة وزيت دوار الشمس.

على المقلب الآخر، تواجه مجموعة التعدين الروسية العملاقة "نوريلسك نيكل" مشاكل في عمليات النقل ومصاعب أخرى، بعدما فرض الغرب عقوبات غير مسبوقة على موسكو على خلفية الهجوم على أوكرانيا، وفق ما أفاد رئيسها.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close