الإثنين 6 مايو / مايو 2024

صفحة جديدة من العلاقات.. لماذا قررت أنقرة مد يدها للنظام السوري؟

صفحة جديدة من العلاقات.. لماذا قررت أنقرة مد يدها للنظام السوري؟

Changed

يُناقش "تقدير موقف" دلالات التقارب التركي السوري وتأثيره في المعارضة السورية واللاجئين والقضايا الأمنية المشتركة (الصورة: غيتي)
تغيّر الموقف التركي تجاه النظام السوري في موقف يراه البعض براغماتية سياسية فيما يراه البعض الآخر خطوة ذات مصلحة داخلية على أبواب انتخابات حاسمة.

بعد 11 عامًا من القطيعة، تغيّرت بوصلة المسؤولين الأتراك وأصبحت تؤشر على عودة العلاقات التركية مع النظام السوري.

ودخلت عوامل كثيرة على الخط وغيّرت حسابات تركيا في سوريا لتتماشى مع النهج البراغماتي الجديد الذي تتبناه أنقرة في ملفات عدة. 

هذا التحوّل الكبير في الرؤية التركية تجاه الملف السوري يراه البعض براغماتية سياسية في عالم يشهد تحولات متسارعة يومًا بعد يوم، بينما يراه البعض الآخر نظرة مصلحية داخلية على أبواب انتخابات رئاسية وبرلمانية مقبلة. وقد تحوّل ملف اللاجئين السوريين في تركيا إلى ورقة انتخابية حاسمة في يد المعارضة التي باتت تهدد حزب العدالة والتنمية.

الدور الروسي

وعلى الأرض، أحدث الدخول العسكري الروسي في الجغرافيا السورية تحولًا عميقًا في مقاربة أنقرة، فلم تعد الأهداف السياسية المتحكمة في أجندة تركيا، بل بنك الأهداف الأمنية في ظل تنامي قدرات قوات سوريا الديمقراطية.

وتنطلق المقاربة التركية للملف السوري من التهديد الكردي في سوريا وامتداده إلى الداخل التركي، ورغبة أنقرة في إقامة منطقة آمنة في عمق الأراضي السورية.

وتتخوف المعارضة السورية من التقارب وترى نفسها في موقف محرج بين عدو يتمكن يوما بعد يوم، وبين حليف مفترض تتغيّر مواقفه وفقًا لمصالحه الجيوسياسية.

تقارب تركي روسي

يؤكد أستاذ القانون والعلاقات الدولية سمير صالحة أن للبعد الخارجي التأثير الأهم في موقف تركيا الجديد من الملف السوري، حيث إن التقارب التركي الروسي ينعكس على التعاطي مع الملف إضافة إلى المواقف العربية.

ويقول صالحة في حديثه إلى "العربي" من بودروم: الجميع يعرف أن النظام السوري العاجز عن تقديم أي دعم للسوريين في الداخل عاجز عن تقديم أي إضافة لأنقرة.

ويعتبر أن المفاوضات الحقيقية لن تتم بين أنقرة والنظام، بل بين أنقرة وموسكو في ظل تقارب تركي روسي في التعاطي مع العديد من الملفات الإقليمية.

ويلفت إلى دور الملف الأوكراني في توسيع رقعة التقارب والتنسيق بين البلدين. 

اعتبارات تركيا الداخلية والخارجية

من جهته، يرى مدير وحدة الدراسات السياسية في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات مروان قبلان أن تركيا تراجع سياستها الخارجية ليس فقط تجاه النظام السوري، لكن تجاه المنطقة بأكملها.

ويقول في حديث إلى "العربي": إن "هذه المراجعة بدأت بشكل واضح بعد وصول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الحكم، لكن التغيّر التركي تجاه المسألة السورية بدأ عام 2016، ليس بمعنى التقارب مع النظام ولكن لم يعد تغيير النظام هدف السياسة الخارجية في سوريا".

ويوضح قبلان أن "تركيا عرفت أن تغيير النظام في سوريا لم يعد ممكنًا بعد التدخل الروسي".

ويشير قبلان إلى أن بداية مسار أستانة أشارت إلى تغيّر أهداف تركيا في سوريا، لافتًا إلى تأثير صعود تنظيم الدولة وتبني الولايات المتحدة لقوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها تركيا الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني.

وإذ يلفت قبلان إلى أهمية العوامل الخارجية؛ يعتبر أن القضايا الداخلية هي الأهم في تغيّر الموقف التركي تجاه سوريا، حيث يضغط خصوم حزب العدالة والتنمية بورقة اللاجئين السوريين، فيما وصلت نجاحات الحزب الاقتصادية إلى نهاياتها مع معدلات التضخم المرتفعة وتراجع العملية المحلية أمام الدولار.

موازين القوى الجديدة

من جهته، يشير منذر ماخوس، الباحث في الاقتصاد والعلاقات الدولية، إلى أن التحول في الموقف التركي هو نتيجة موازين القوى الجديدة على الساحة في الشمال الشرقي والشمال السوري الآن.

ويعتبر أنه مع صعوبة التدخل التركي العسكري هناك، أعيدت مقاربة الموقف التركي تجاه النظام السوري.

وفي حديثه من باريس، يلفت ماخوس إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد نصح نظيره التركي بمحاولة التفاهم مع النظام السوري في ظل الوضع الراهن على الأرض، ويبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد اقتنع، فيما سيواجه انتخابات حاسمة. 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close