الخميس 2 مايو / مايو 2024

دعت إلى "سلام" بين النظام والمعارضة.. "استدارة" تركية في الملف السوري؟

دعت إلى "سلام" بين النظام والمعارضة.. "استدارة" تركية في الملف السوري؟

Changed

نافذة ضمن "الأخيرة" تسلط الضوء على الإعلان عن لقاء بين وزير الخارجية التركي ووزير خارجية النظام السوري قبل أشهر (الصورة: غيتي)
كشف تشاووش أوغلو عن محادثة "سريعة" أجراها مع وزير خارجية النظام قبل أشهر، ما فتح علامات استفهام عن "التحول" في موقف أنقرة من الملف السوري.

في موقف بدا مفاجئًا لكثيرين، كشف وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو عن محادثة وصفها بـ"السريعة" عقدها مع وزير خارجية النظام السوري قبل أشهر، على هامش اجتماع دول عدم الانحياز في بلغراد.

لكنّ تشاووش أوغلو أكد، رغم ذلك، أنّ تواصل بلاده مع النظام السوري "أمر غير مطروح حاليًا"، مشيرًا إلى أنّ أجهزة المخابرات في بلاده تتواصل مع نظيرتها في سوريا لبحث عدد من القضايا.

وأضاف: "لوقت طويل، عرض الروس علينا عقد اجتماعات مع النظام السوري، لكنّ التواصل يتمّ بين أجهزة الاستخبارات. تحدّثت مع وزير خارجية سوريا (النظام) بشكل سريع ونحن واقفون على هامش دول عدم الانحياز في بلغراد".

"سلام" بين المعارضة والنظام في سوريا

ولفت تشاووش أوغلو إلى أنّ إحلال السلام في سوريا يتمّ عبر ما وصفه بـ"سلام" بين المعارضة والنظام في سوريا.

وتابع: "نقول دائمًا إنّ السبيل الوحيد لخروج سوريا من أزمتها هو المصالحة وتطهيرها من الإرهابيين. نحن في تركيا قلنا إنه يجب أن يكون هناك سلام بين النظام والمعارضة، ويجب أن تكون هناك حكومة قوية، وهذا يتحقق عبر الوحدة والتضامن".

ولا تزال المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة، متعثرة وتراوح مكانها، ولا سيما أن اجتماعات اللجنة الدستورية السورية المكلفة بصياغة دستور جديد للبلاد برعاية أممية، بنسختها التاسعة لم تعقد في موعدها المقرر من 25 إلى 29 يوليو/ تموز 2022 في مدينة جنيف السويسرية.

تشاووش أوغلو

"تطبيع كامل" بين تركيا والنظام السوري؟

ويشير أستاذ العلوم السياسية يوسف كاتب أوغلو إلى أنّ اللقاء بين وزير الخارجية التركي ووزير خارجية النظام السوري "قديم"، موضحًا أنّه حصل قبل 10 أشهر وكان لقاء قصيرًا.

ويرى في حديث إلى "العربي"، من إسطنبول، أنّ الموقف التركي واضح المعالم ولن يكون هناك تغيير فيه، بمعنى أنه لن يكون هناك تواصل على مستوى الرؤساء.

لكنّه، مع ذلك، يعرب عن اعتقاده بأنّ ما يحصل الآن ربما يمهّد لحوار بنّاء. وإذ أقرّ بأنّ الإعلان عنه ربما شكّل مفاجأة لكثيرين، إلا أنّه يتحدث عن أهداف تركية خلفه.

ويوضح أنّ أهم هذه الأهداف هو إظهار حسن النوايا التركية والتنسيق المشترك لمحاربة التهديدات الإرهابية في الشمال السوري في ظل عملية عسكرية مرتقبة.

ويجزم انطلاقًا من ذلك بأنّه "من المبكر الحديث عن تطبيع كامل بين النظام السوري وبين الحكومة التركية".

السياسة "فنّ المصالح المشتركة"

وبالنسبة إلى إشارة تشاووش أوغلو إلى "سلام بين المعارضة والنظام"، يلفت الأكاديمي التركي إلى أنّه قصد الحديث عن "اتفاق"، مضيفًا: "قد نكون أمام أستانة بشكل جديد من خلال فتح قنوات الحوار ومحاولة الوصول إلى اتفاق".

ويتحدّث عن "ضبابية واضحة في المشهد وربما مناورة سياسية من جانب وزير الخارجية التركي"، مشيرًا إلى أنّ "من الصعب التنبؤ بما يدور خلف الكواليس وعلينا أن ننتظر لنرى ما ستسفر عنه الأيام المقبلة".

ويلفت إلى وجود تغير واستدارة في السياسة الخارجية التركية في العديد من الملفات التي كان بعضها خطوطًا حمراء على غرار التقارب مع السعودية والإمارات وغيرها، موضحًا أنّ "السياسة لا تقبل الفراغ وهي فنّ المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة".

لكنّه يلاحظ أنّه "لم يتمّ الإعلان بشكل واضح ورسمي من قبل الرئيس رجب طيب أردوغان عن استدارة في الملف السوري"، مشدّدًا على أنّ أردوغان يرفض التواصل مع النظام السوري وهو ما أكّده وزير الخارجية أيضًا.

ويخلص إلى أنّ هذا الإعلان قد يكون فقط من أجل تحقيق بعض الأهداف التي ستصبّ في المصلحة التركية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close