الجمعة 27 Sep / September 2024

صورة توثّق المأساة.. مستقبل جيل يمني في خطر

صورة توثّق المأساة.. مستقبل جيل يمني في خطر

شارك القصة

بعض الصغار يبلغون من العمر عشر سنوات، دون أن يتسنّى لهم الذهاب إلى المدرسة نهائيًا (غيتي)
بعض الصغار يبلغون من العمر عشر سنوات من دون أن يتسنّى لهم الذهاب إلى المدرسة نهائيًا (غيتي)
حوالي 3 ملايين طفل يمني غير قادرين على الذهاب إلى المدرسة، وأكثر من نصفهم يحتاج إلى مساعدة تعليمية عاجلة.

سبع سنوات مرّت على الحرب الكارثية في اليمن، التي تسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم. ولا تلوح في الأفق القريب أي بوادر على انتهاء الصراع، بينما مستقبل جيل بأكمله معرّض للخطر. فحوالي 3 ملايين طفل يمني غير قادرين على الذهاب إلى المدرسة، وأكثر من نصفهم يحتاج إلى مساعدة تعليمية عاجلة.

ووثّق المصور الصحافي اليمني خالد زياد، في سبتمبر/ أيلول الماضي، سوء الأوضاع التي وصل إليها حال التعليم في البلاد.

في تلك الصورة المؤثرة من قرية حيس بمحافظة الحديدة، تقف معلمة أمام سبورة بدائية في غرفة لا سقف فيها ولا مقاعد، بينما يفترش 50 طفلًا الركام، ليحصلوا على ما تيسّر لهم من العلم، من دون أن يملك معظمهم أقلامًا أو دفاتر لتدوين المعلومات.

ورغم ذلك، يُعتبر هؤلاء من بين الأكثر حظًا في البلاد لمجرد وجود معلّم ومكان للتعلّم.

انعدام الأمن الغذائي

ويقول زياد لصحيفة "الغارديان" البريطانية: إن "الكثير من الأطفال يعانون ضغوطًا كبيرة لترك مقاعد الدراسة والتوجّه إلى العمل لمساعدة أهاليهم ماديًا". ويضيف أن بعض الصغار يبلغون من العمر عشر سنوات، "دون أن يتسنّى لهم الذهاب إلى  المدرسة نهائيًا".

ويتابع بأسى: "كيف يستطيعون الالتحاق بالمدرسة، وذووهم غير قادرين على تأمين لقمة عيشهم، أو تحمّل مصاريف العلاج وشراء الدواء في حالة المرض".

ورغم أن الأمم المتحدة لم تصدر أي بيانات رسمية عن المجاعة في اليمن، بسبب قلة المصادر والمعلومات الموثوقة، إلا أن الكثير من المنظمات الإنسانية قدّرت أن 16.2 مليون شخص (حوالي نصف السكان) يُعانون من انعدام الأمن الغذائي، بالإضافة إلى معاناة حوالي 2.3 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد.

ويجعل ضعف جهاز المناعة الأطفال أكثر عرضة لتفشّي الكوليرا وحمى الضنك في اليمن. ويقول معظم الناس: إن فيروس كوفيد 19 هو أقلّ مخاوفهم.

عمر الطفولة تراجع

وأوضحت الصحيفة أن عمر الطفولة في اليمن تراجع كثيرًا، حيث تعاني الفتيات اليمنيات من مأساة الزواج المبكر؛ كما يتمّ تجنيد الفتيان، الذين تقل أعمارهم عن 11 عامًا، للقتال في صفوف كافة أطراف الحرب.

ويقول زياد: إن معظم الأطفال الذين يتلقّون دروسًا أساسية في محو الأمية والحساب في قرية حيس، قد نزحوا من المناطق الشاسعة التي تسيطر عليها جماعة الحوثي.

وتشير منظمة اليونيسف إلى أن الأطراف المتحاربة هاجمت المدارس 231 مرة على الأقل منذ مارس/ آذار عام 2015. وفي هذا الإطار، يقول زياد: "لا يشعر الطلاب بالأمان. لقد دُمّرت المدارس والمنازل. ورغم ذلك، هناك فرصة أمام الكثير منهم للحصول على تعليم مناسب".

لا رواتب

لكنّ العديد من موظّفي الخدمة العامة لم يحصلوا على رواتبهم منذ سنوات عدة، وبالتالي لا يستطيع الكثير من الأطباء والمعلمين المُواظبة على مهامهم بشكل فعّال.

ويوجد في اليمن حوالي 170 ألف معلم في المدارس الابتدائية والثانوية، وحوالي ثلثيهم لا يتلقون رواتب منتظمة، لكنّ الكثير منهم، كما يقول زياد، يشعرون بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم.

ويضيف: "إذا تخلّوا عن عملهم فإنهم يعرفون أن هناك كارثة كبرى تحدق بالبلاد، ولذلك يواصلون أداء واجبهم المهم".

قلق من المستقبل

ويأمل زياد، الذي يعيش في مدينة الحديدة، أن يُساعد عمله العالم على فهم مأساة اليمن، من دون أن يخفي قلقه المستمر بشأن ما يخبئه المستقبل لابنه البالغ من العمر عامين.

ويقول: "إذا استمرت الحرب، لا أعتقد أن طفلي أو بقية الأطفال في الحديدة سيحصلون على مستقبل أفضل. الحرب يجب أن تنتهي".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
تغطية خاصة
Close