فيما يبدو أن الأطراف السياسية في العراق تعمل على احتواء الأزمة، التي تفجّرت في الشارع وأودت بحياة ما يزيد عن عشرين شخصًا، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي مقطعًا مصورًا قيل إنه لأب عراقي يتلقى نبأ مقتل نجله خلال الاشتباكات.
وظهر في الفيديو رجل مسن داخل مركبة متحدثًا عبر الهاتف، لكن دموعه كانت تقاطعه وتخنق صوته فينتحب. وأفاد متحدث من خلف الكاميرا بأن الرجل الباكي قد "استشهد نجله"، وفق تعبيره.
وتعاطف نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مع ألم الوالد المفجوع، فدعوا له بالصبر والعوض من الله. ورأوا أن مصابه يعكس واقعًا مؤلمًا تشهده البلاد، آملين أن يتم وأد "الفتنة" سريعًا في العراق.
اشتباكات في المنطقة الخضراء
وشهدت المنطقة الخضراء في وسط العاصمة العراقية مواجهات في الساعات الماضية أوقعت 23 قتيلًا، وما لا يقل عن 380 جريحًا.
وتأجج الشارع العراقي جاء في تطور دراماتيكي عقب إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أمس الإثنين اعتزاله العمل السياسي، حيث اقتحم أنصاره على الأثر مقر القصر الحكومي.
وما لبث أن تطوّر الوضع إلى تبادل إطلاق نار بين أنصار الصدر من جهة والقوى الأمنية وعناصر الحشد الشعبي من جهة ثانية.
أبرز محطات التيار الصدري منذ التأسيس إلى إعلان زعيمه الاعتزال👇#العراق#العربي_على_أرض_عربية pic.twitter.com/6wxJ7pzCxx
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 30, 2022
والاشتباكات استمرت حتى اليوم الثلاثاء، وطلب الصدر من أنصاره الانسحاب من الشوارع، محذرًا من أن "القاتل والمقتول" في أحداث العاصمة العراقية بغداد "إلى النار".
بدورها، دعت اللجنة المنظمة لتظاهرات الشعب يحمي الدولة، محتجي الإطار التنسيقي إلى الانسحاب من المنطقة الخضراء والعودة إلى منازلهم.
ويشهد العراق أزمة سياسية، حيث لا تزال القوى عاجزة عن الاتفاق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، رغم مرور عشرة أشهر على الانتخابات التشريعية.
ومنذ أواخر يوليو/ تموز، ارتفع منسوب التصعيد بين التيار الصدري والإطار التنسيقي. فالتيار يطالب بحلّ البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، فيما يريد الإطار إجراء هذه الانتخابات لكن بشروط، مطالبًا بتشكيل حكومة قبل إجراء انتخابات مبكرة.
واعتصم أنصار التيار الصدري لنحو شهر داخل وحول مبنى مجلس النواب، فيما أقام أنصار الإطار التنسيقي منذ 12 أغسطس/ آب اعتصامًا على طريق يؤدي إلى المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد.