الأربعاء 15 مايو / مايو 2024

عائلة أميني ترفض تقرير الطب العدلي.. وفاة جديدة تثير الجدل في إيران

عائلة أميني ترفض تقرير الطب العدلي.. وفاة جديدة تثير الجدل في إيران

Changed

تقرير عن الرد الإيراني حول العقوبات الأوروبية بسبب قمع الاحتجاجات في إيران (الصورة: غيتي)
طلب فريق الدفاع "إعادة مراجعة أسباب" الوفاة عبر لجنة أخرى تضم أطباء "تثق بهم" عائلة مهسا أميني، بعد تقرير عزا موتها إلى "حالة مرضية قديمة".

كشفت صحيفة إيرانية محلية نقلًا عن محامي عائلة مهسا أميني اليوم الخميس، أن العائلة رفضت تقرير الطب العدلي الذي يذكر أن وفاة ابنتهم بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق، تعود إلى وضعها الصحي وليس بسبب تلقيها "ضربات".

وتوفيت الإيرانية الكردية أميني البالغة 22 عامًا في 16 سبتمبر/ أيلول في المستشفى بعدما دخلت في غيبوبة لمدة ثلاثة أيام من توقيفها في طهران من قبل شرطة الأخلاق، على خلفية عدم التزامها القواعد الصارمة للباس.

وقالت هيئة الطب العدلي في 7 تشرين الأول/ أكتوبر إن وفاة أميني سببها تداعيات حالة مرضية قديمة وليس "ضربات" على أعضاء حيوية.

لكن فريق المحامين الموكل من العائلة "رفض تقرير الطب الشرعي"، وفق ما نقلت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية عن المحامي صالح نيكبخت، الذي كشف أن فريق الدفاع طلب "إعادة مراجعة أسباب الوفاة عبر لجنة أخرى تضم أطباء "تثق بهم" عائلة أميني.

كما أبلغ المحامي وكالة "إيسنا" الشهر الماضي، أن العائلة تقدمت بشكوى ضد عناصر الشرطة الذين أوقفوا أميني في طهران، وطالبت بإجراء "تحقيق مفصّل عن كيفية حصول الاعتقال حتى نقل مهسا إلى المستشفى".

وسبق لوالد مهسا، أمجد، أن أكد لوكالة "فارس" الإيرانية الشهر الفائت، أن صحة ابنته كانت "مثالية".

"لتوضيح ظروف التوقيف"

وجدد نيكبخت اليوم، التشديد على ضرورة توضيح كل الظروف المحيطة بالتوقيف، قائلًا إنه "من دون توضيح مسار التحقيق ودور الشخص أو الأشخاص الضالعين في نقل مهسا الى مركز شرطة الأخلاق، لن يكون ممكنًا الدفاع عن حقوق العائلة.. وإزالة الغموض بشأن سبب الوفاة".

كما أكد نيكبخت أن النيابة العامة وعدت "بأن فريقًا طبيًا تسمّيه العائلة، سيكون على اطلاع على مسار التحقيق"، واقترح فريق الدفاع، أن يختار القضاء الإيراني أطباء أعصاب وجراحة أعصاب، وقلب، ومتخصصين في الطب النفسي "من أصل لائحة من عشر أطباء ترشحهم عائلة أميني".

وكان تقرير الطب العدلي أكد أنه "على رغم نقلها الى مستشفى كسرى وجهود الطاقم الطبي، توفيت المريضة في 16 سبتمبر بعد فشل العديد من أعضاء الجسم جراء نقص الأكسجة".

لقطات كاميرات المراقبة

ونشرت وسائل إعلام إيرانية في الآونة الماضية، شريطًا قالت إنه من كاميرات مراقبة مركز الشرطة حيث نقلت أميني، تظهر فيه الشابة وهي تترجل من حافلة صغيرة لشرطة الأخلاق، وبدت في جزء آخر وهي تتحدث إلى أحد العناصر في المركز، قبل أن تسقط أرضًا.

 وفي مراحل لاحقة، ظهر مسعفون يعملون على إنعاشها، قبل أن يتم نقلها على حمالة الى سيارة إسعاف، ومنها الى المستشفى حيث رقدت في غيبوبة.

واندلعت في أعقاب وفاة مهسا أميني، احتجاجات واسعة قضى خلالها العشرات بينهم عناصر من قوات الأمن. وأعلنت السلطات توقيف مئات من "مثيري الشغب".

وأثارت وفاتها أكبر موجة تظاهرات في إيران منذ احتجاجات عام 2019 ضد رفع أسعار الوقود، حيث تشهد إيران منذ أسابيع احتجاجات يومية قضى خلالها العشرات بينهم عناصر من قوات الأمن، وأعلنت السلطات توقيف مئات من "مثيري الشغب".

هذا وفرضت عدة عواصم غربية حزمة عقوبات على إيران بسبب ما وصفته "القمع العنيف" للمظاهرات، فيما انتقدت الخارجية الإيرانية ما أسمتها ازدواجية المعايير التي تنتهجها الدول الغربية حيال المظاهرات التي تشهدها البلاد، في وقت تتعهد طهران بالرد على العقوبات.

وفاة أخرى وتضارب الروايات

في السياق، توفيت فتاة إيرانية تبلغ 15 عامًا الأسبوع الماضي، على أثر تعرّضها للضرب على يد قوات الأمن التي دخلت إلى مدرسة شاهد في أردبيل الواقعة في شمال غرب البلاد، وفق ما أعلن المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين في إيران.

وبحسب بيان صادر عن المجلس، قضت أسرا بناهي في 13 أكتوبر/ تشرين الأول بعدما "هاجمت قوات أمنية بالزي المدني" مدرستها، حيث نظّم "حدث أيديولوجي" للطالبات في موقع يعرف بأنه مركز للاحتجاجات التي اندلعت على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية أن أشخاصًا "بالزي المدني ونساء محجبات" عمدوا إلى "تعنيف وإهانة" عدد من الطالبات اللواتي "أطلقن هتافات ضد التمييز وانعدام المساواة".

محيط مدرسة شاهد في أردبيل عقب الحادثة – موقع "إيران إنتل"
محيط مدرسة شاهد في أردبيل عقب الحادثة – موقع "إيران إنتل"

وتضاربت الروايات بين المسؤولين والإعلام الرسمي حول وفاة بناهي، إذ ذكر بيان نقابات المعلمين الصادر يوم الإثنين الفائت، أن الطالبات وبعد عودتهن إلى المدرسة تعرّضن للضرب مجددًا، و"بعد ذلك للأسف قضت طالبة تدعى أسرا بناهي في المستشفى وتم اعتقال عدد من الطالبات الأخريات".

لكن التلفزيون الرسمي بث مقابلة مع أحد أفراد عائلة الطالبة، قال خلالها إن الفتاة قضت من جراء نوبة قلبية.

توازيًا، أورد تقرير لموقع "ديدبان إيران" الإلكتروني نقلًا عن ممثل أردبيل في البرلمان النائب كاظم موسوي قوله إن الفتاة "أقدمت على الانتحار بابتلاع أقراص"، إلا أن هذه التصريحات أثارت غضب الناشطين ومن بينهم نجم كرة القدم المعتزل علي دائي المتحدر من أردبيل الذي واجه مشاكل مع السلطات على خلفية تأييده الاحتجاجات التي نظّمت على خلفية وفاة أميني.

ففي تعليق نشره في حسابه على إنستغرام أشار دائي إلى أنه لا يعتقد أن بناهي قضت من جراء نوبة قلبية ووصف بـ"الشائعات" ما أورده النائب بخصوص انتحارها.

وردًا على منشور دائي وصف موقع "ميزان" القضائي ما أورده بأنه "أخبار مضللة"، وطالب اللاعب السابق "بتقديم أي أدلة تثبت المزاعم بشأن وفاة الطالبة في أردبيل للمسؤولين المعنيين بأسرع وقت".

صورة المراهقة أسرا بناهي - غيتي
صورة المراهقة أسرا بناهي - غيتي

"للتوقف عن قتل الأبرياء"

وفي السياق، عاد المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين في إيران وأصدر بيانًا آخر يوم الثلاثاء، ندد فيه بقرار المدرسة إقحام طالبات في "حدث أيديولوجي" من دون موافقة ذويهن.

وتابع البيان "يدعو المجلس النظام والجيش وقوات الأمن إلى وقف تعدياتهم على المدارس"، داعيًا أيضًا "النظام إلى التوقف عن قتل الأبرياء والمحتجين العزّل".

والإثنين أعلنت أكثر من 40 منظمة مدافعة عن حقوق الإنسان من بينها منظمة العفو الدولية أن الحملة التي يشنها النظام الإيراني أدت "إلى تزايد أعداد القتلى من المتظاهرين والمارة" ومن بينهم 23 طفلًا على الأقل، خلال أربعة أسابيع من الاضطرابات.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close