احتفظت المعارضة في الكويت بتفوقها في مجلس الأمّة، عقب الإعلان الرسمي فجر الجمعة عن نتائج رابع انتخابات برلمانية خلال أربع سنوات والأولى في عهد أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.
وأُغلقت مراكز الاقتراع عند منتصف ليل الخميس الجمعة، بعد 12 ساعة خصصت لعملية الانتخاب التي بلغت نسبة المشاركة فيها 62,10% من الناخبين البالغ عددهم 834 ألفًا و733 ناخبًا وناخبة، الذين اختاروا 50 نائبًا من بين 200 مرشح في 5 دوائر لعضوية المجلس 4 سنوات.
وبحسب صحيفة "الجريدة" الكويتية، فإن عدد المرشحين في هذه الانتخابات (بينهم 13 امرأة) هو الأقل منذ عام 1975.
المعارضة بيدها 29 مقعدًا
ويحق للناخبين اختيار مرشح واحد من بين المرشحين في الدائرة الانتخابية، بحيث يمثل كل دائرة المرشحون العشرة الأوائل فيها.
وبحسب النتائج الرسمية التي نشرتها وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا)، فقد أبقت المعارضة على مقاعدها الـ29 من أصل 50 بينما خسر ثمانية نواب سابقين تمثليهم النيابي.
وشمل التغيير 11 معقدًا، فاز باثنين منهما عضوان في حركة العمل الشعبي المعارضة التي يقودها النائب السابق والمعارض مسلم البراك.
ولا يختلف البرلمان الجديد كثيرًا عن البرلمان السابق، إذ شهد أيضًا عودة كل من رئيسي مجلس الأمة السابقين مرزوق الغانم وأحمد السعدون.
وانتخابات مجلس "أمة 2024" هي الانتخابات البرلمانية الحادية والعشرين في تاريخ الكويت.
توتر في علاقة الحكومة بالبرلمان
ويغلب التوتر على العلاقة بين الحكومة ومجلس الأمة في الكويت؛ مما أدى مرارًا إلى تقديم الحكومة استقالتها أو إقالتها؛ إثر استجوابات متكررة من النواب، بالإضافة إلى حل المجلس مرات عديدة.
وكشفت النتائج تصدر النائب عبد الكريم الكندري قائمة نواب الدائرة الانتخابية الثالثة من حيث الأصوات، إذ حقق أكثر من 9 آلاف صوت.
والإثنين الفائت، حث الأمير مشعل، الذي تولى الحكم في ديسمبر/ كانون الأول 2023، الناخبين على المشاركة في الانتخابات وعدم مقاطعتها.
وحذر أمير الكويت، خلال خطاب متلفز، الناخبين من "دعاة الفتنة (لم يسمهم) وممارسات تهدد الوحدة الوطنية".
حل البرلمان السابق
وفي 15 فبراير/ شباط الماضي، أصدر الأمير مرسومًا بحل مجلس الأمة، الذي انتُخب في يونيو/ حزيران 2023، بسبب إساءة له خلال جلسة برلمانية، تضمّنها رد النائب الكندري على خطاب للأمير اتهم فيه البرلمان والحكومة بالإضرار بالبلاد.
وأرجع الأمير الحل إلى "ما بدر من مجلس الأمة من تجاوز للثوابت الدستورية في إبراز الاحترام الواجب للمقام السامي وتعمد استخدام العبارات الماسة غير المنضبطة".
وفسر الوزراء تصريحات الكندري حينها على أنها إهانة ضمنيّة للأمير الذي طالب في خطاب أداء اليمين بتحسين أداء السلطتين التنفيذية والتشريعية.
وهذه ثاني انتخابات تنظّم خلال شهر رمضان منذ بدء الحياة السياسية في الكويت، ورابع انتخابات برلمانية في أربع سنوات. كما تجري بعد أقل من عام على آخر انتخابات أفضت إلى فوز قوى المعارضة بغالبية المقاعد.
