السبت 18 مايو / مايو 2024

عصيان مدني في شعفاط الأحد.. الأسرى يواصلون خطواتهم التصعيدية

عصيان مدني في شعفاط الأحد.. الأسرى يواصلون خطواتهم التصعيدية

Changed

نافذة سابقة تسلط الضوء على تحركات الأسرى الاحتجاجية في سجون الاحتلال (الصورة: غيتي)
أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، أن خطوات العصيان ستكون مفتوحة حتى التاريخ المحدد لخطوة الإضراب عن الطعام المقررة في الأول من رمضان المقبل.

يواصل الأسير الفلسطيني خضر عدنان (44 عامًا) إضرابه عن الطعام لليوم الـ14 على التوالي، في زنازين معتقل "الجلمة"، وذلك رفضًا لاعتقاله، حيث جرى تمديد اعتقاله حتى يوم غد الأحد.

وكانت قوات الاحتلال قد أعادت اعتقال عدنان من منزله، في بلدة عرابة بمحافظة جنين، في 5 فبراير/ شباط الجاري، وأعلن إضرابه عن الطعام منذ لحظة اعتقاله الأولى، علمًا بأنّ توقيفه ترافق مع عمليات تفتيش، وتخريب طالت المنزل، وتهديدات لعائلته.

يُذكر أنّ الأسير عدنان تعرض للاعتقال (12) مرة، وأمضى ما مجموعه في سجون الاحتلال نحو ثماني سنوات، معظمها رهن الاعتقال الإداري.

وسبق أن خاض عدنان الإضراب المفتوح عن الطعام في السجون الإسرائيلية 5 مرات آخرها عام 2021 لمدة 25 يومًا.

الأسرى يواصلون "العصيان" الجماعي

في غضون ذلك، يواصل الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الخامس على التوالي، خطوات "العصيان" الجماعي ضد إدارة السجون، ردًا على إعلانها البدء بتطبيق الإجراءات التي أوصى بها وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، للتضييق عليهم.

وكانت لجنة الطوارئ العليا للحركة الأسيرة قد قررت يوم أمس بعد صلاة الجمعة الاعتصام في ساحات السجون، وإعلان مضاعفة حالة الاستنفار، والتعبئة في مختلف السجون، في ضوء التطورات الخطيرة، وإعلان إدارة السجون توسيع دائرة تهديداتها، والاعتداء على الأسرى في سجن "جلبوع".

وكانت إدارة سجون الاحتلال قد أبلغت الأسرى بفرض عقوبات جماعية بحقهم، اعتبارًا من أمس الأول الخميس في عدد من المعتقلات، ردًا على خطوات "العصيان" التي نفذوها رفضًا لإعلانها عن البدء بتطبيق إجراءات المتطرف بن غفير.

"العقوبات الجديدة"

ففي سجن "ريمون"، تمثلت العقوبات الجديدة، التي بُدئ بتنفيذها صباح أمس، بإغلاق "الكانتينا"، إضافة إلى إغلاق بعض المرافق اليوم وغدًا، وتكبيل يدي كل أسير عند خروجه من القسم، حتى إن خرج إلى عيادة السجن، كما أعلنت عن حرمان الأسرى من الخروج لأداء الرياضة الصباحية، وأن هذه العقوبات ستبقى قائمة طالما استمر الأسرى بخطواتهم، حسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا".

وفي سجن "نفحة"- إضافة إلى الإجراءات التي نفّذتها إدارة السجون خلال الأيام الماضية وتمثلت بوضع أقفال على الحمامات الخاصة بالاستحمام وقطع المياه الساخنة- فقد أبلغت إدارة السجون الأسرى بوقف الرياضة الصباحية، وإغلاق مرافق المعتقل اليوم الجمعة، كما سيتم تقييد أي أسير يخرج من القسم، مهما كان سبب خروجه.

أما في سجن "عوفر"، فقد أعلنت إدارة سجون الاحتلال نيتها فرض عقوبات في حال استمر الأسرى بتنفيذ خطواتهم، على مستويين فردي وجماعي، وتشمل "الكانتينا"، والزيارة، وتقسيم الفورة (ساحة السجن)، بحيث يتم استهداف نظام خروج الأسرى إلى ساحة السجن، حيث ستكون المدة المتاحة للأسير أقل مما هو عليه سابقًا.

كما سحبت الإدارة بلاطات التسخين، وبعض الأدوات الأساسية من أحد الأقسام في سجن "جلبوع"، كخطوة تهديد للأسرى.

وفي سجن "مجدو"، أعلنت إدارة السجون عن جملة من التهديدات بحق الأسرى، تستهدف نظام الخروج إلى ساحة السجن، وسحب بعض الأدوات الأساسية من غرفهم.

بدورها، أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، أنّ خطوات "العصيان" ستكون مفتوحة حتّى التاريخ المحدد لخطوة الإضراب عن الطعام المقررة في الأول من رمضان المقبل، وستكون هذه الخطوات مرهونة بموقف إدارة سجون الاحتلال، والتطورات التي يمكن أن تحدث خلال الفترة المقبلة، وستبقى لجنة الطوارئ في حالة انعقاد دائم.

وتتمثل خطوات العصيان الأولية التي أقرتها لجنة الطوارئ العليا للحركة الأسيرة، والتي بدأ بتنفيذها معتقلو سجن "نفحة" الثلاثاء الماضي، بـإغلاق الأقسام، وعرقلة ما يسمى "الفحص الأمني" وارتداء اللباس البني الذي تفرضه إدارة السجون، كرسالة لتصاعد المواجهة، واستعداد الأسرى لذلك.

وكان الأسرى في سجن "نفحة" قد شرعوا الثلاثاء الماضي بتنفيذ خطوات عصيان، وأقدمت إدارة السجون على قطع المياه الساخنة عنهم، كما أقدم أحد السجانين خلال ما يسمى "الفحص الأمني" على استفزاز الأسرى، والتباهي بإجراءات "بن غفير"، الأمر الذي أدى إلى حالة من التوتر في السجن.

يُذكَر أنّ لجنة الطوارئ العليا للأسرى، قد صرحت في بيان سابق، أنه "من قرّر محاربتنا برغيف الخبز والماء: فسنرد عليه بمعركة الحريّة أو الاستشهاد".

عصيان مدني في شعفاط

وعلى الصعيد الميداني، من المرتقب أن ينفذ الفلسطينيون عصيانًا مدنيًا اعتبارًا من فجر غد الأحد، تنديدًا بعمليات القمع التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأهالي في مخيم شعفاط في القدس المحتلة.

وقالت القوى الوطنية والإسلامية في بيان أمس الجمعة: "ردًا على "جرائم حكومة الاحتلال المتطرفة والعنصرية المسعورة اليومية ضد أبناء شعبنا الفلسطيني في القدس والمناطق الفلسطينية... نعلن العصيان المدني ضد الاحتلال ومؤسساته وأجهزته القمعية في مخيم شعفاط وبلدة عناتا اعتبارًا من الساعة الثانية من فجر الأحد الموافق 19/2/2023 بما يشمل عدة إجراءات".

ومن الإجراءات التي يشملها العصيان حسب القوى، "دعوة العمال إلى عدم التوجه إلى أماكن عملهم في داخل الخط الأخضر، ودعوة أبناء الشعب الفلسطيني إلى مقاطعة الاحتلال وعدم التعامل معه بشتى الطرق (المعاملات الرسمية، دفع الفواتير والرسوم والضرائب، بلدية الاحتلال... )، وكذلك إغلاق الطريق المؤدي إلى حاجز مخيم شعفاط وعدم السماح لأي شخص بّالمرور من خلاله.

من جهته، أكد الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن مدينة القدس محمد حمادة، أن أبناء القدس، وأهالي مخيم شعفاط على وجه الخصوص، سيوصلون غدًا رسالة تحدّ جديدة للاحتلال، بأنه سيرحل عن أرضنا المقدسة.

ودعا حمادة في تصريح صحفي إلى إسناد أهل القدس بكل الوسائل المتاحة، وألا تقتصر الهبة غدًا على القدس فقط، بل تشمل كل الضفة وداخل الخط الأخضر إسنادًا للمقدسيين الأوفياء.

وقال الناطق باسم حماس: إن "بطولة شعبنا فاجأت الاحتلال، الذي لم يتوقع هذه المقاومة من الشعب الفلسطيني، لأن كل مخططاته لترحيل أهل القدس لم تُجدِ نفعًا.

وتعمدت قوات الاحتلال، مؤخرًا، إغلاق حاجز شعفاط والتضييق على المواطنين، وخصوصًا أثناء خروج الموظفين والعمال والطلاب في ساعات الصباح.

وجدير ذكره أن إضرابًا شاملاً عمّ مخيم شعفاط، الخميس الماضي، رفضًا لسياسة التنكيل والحصار والعقاب الجماعي من قبل سلطات الاحتلال.

يذكر أن قوات الاحتلال تقوم باستفزاز دائم لسكان القدس المحتلة بشكل جماعي عند مرورهم بالحاجز، من خلال التفتيش المهين والاعتداءات والاعتقالات.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close