اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بارتكاب "فظائع" في خيرسون التي تشهد حالة من الفرح غداة انسحاب الجيش الروسي منها.
ورغم ذلك، يشكو كثير من السكّان من أنّ القوّات الروسيّة التي أنهت إخلاء المدينة الجمعة بعد ثمانية أشهر من وجودها فيها، قد عاثت خرابًا في أرجائها.
وشهدت المدينة الأحد أجواء من البهجة، إذ رُفِعت فيها الأعلام الأوكرانيّة وتعانق سكّانها مع جنود بلدهم فيما أطلقت السيّارات أبواقها تعبيرًا عن الفرح، كما شوهدت مركبات عسكريّة مدمّرة ومبان مشوّهة وانتشرت رائحة أخشاب محترقة في هذا الميناء الإستراتيجي المطلّ على البحر الأسود، الذي كانت الحرب لا تزال مستعرة فيه منذ بضعة أيّام.
أهالي #خيرسون يستقبلون القوات الأوكرانية بالهتافات، عقب انسحاب القوات الروسية من المدينة #روسيا #أوكرانيا pic.twitter.com/VDDGb4D9so
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 12, 2022
"جريمة حرب"
وقال زيلينسكي مساء أمس الأحد: إنّ القوّات الروسيّة التي كانت تحتلّ جزءًا من خيرسون استعاده الجيش الأوكراني، قد ارتكبت فيه "فظائع" سبق أن اقترفتها في مناطق أوكرانيّة أخرى كانت تحتلّها.
وأضاف: "عُثِر على جثث قتلى، جثث مدنيّين وعسكريّين. في منطقة خيرسون، ترك الجيش الروسي خلفه الفظائع نفسها التي ارتكبها في مناطق أخرى من بلادنا حيث تمكّن من الدخول"، واعدًا بـ"العثور على كلّ قاتل وإحالته أمام القضاء".
وأشار زيلينسكي أيضًا الى إحصاء 400 "جريمة حرب" روسيّة، من دون أن يوضح ما إذا كانت تتّصل بمنطقة خيرسون الجنوبية وحدها.
ومع امتداد طوابير الانتظار خارج مراكز توزيع المساعدات الغذائيّة والطوارئ، كان عدد كبير من البالغين والأطفال يجوبون شوارع خيرسون حاملين الأعلام الأوكرانيّة الزرقاء والصفراء. وتجمّع البعض في الساحة الرئيسية بالمدينة، من أجل التواصل مع أقاربهم من خلال خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية Starlink المملوكة من إيلون ماسك، رئيس تيسلا وتويتر.
وصفه #زيلينسكي بـ "اليوم التاريخي".. وحدات أوكرانية خاصة تدخل #خيرسون بعد انسحاب القوات الروسية منها تقرير: محمد شهابي pic.twitter.com/sat5Kfrl7r
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 12, 2022
وهذا هو الانسحاب الروسي الكبير الثالث منذ بداية الحرب. واضطرت روسيا إلى التخلي عن الاستيلاء على كييف في الربيع في مواجهة المقاومة الشرسة من الأوكرانيين قبل خروجها من كل منطقة خاركيف (شمال شرق) في سبتمبر/ أيلول.
عقوبات أميركية
وكانت الولايات المتحدة قد أشادت "بالشجاعة الرائعة" للجيش والشعب الأوكرانيين، على لسان وزير خارجيتها أنتوني بلينكن، يوم السبت، الذي وعد بأن الدعم الأميركي "سيستمر طالما لزم الأمر" لإنزال الهزيمة بروسيا.
بدورها، قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين: إن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات جديدة على شبكة عابرة للحدود تضم أفراد وشركات، وتعمل على شراء تقنيات عسكرية للجهود الحربية الروسية في أوكرانيا.
وأضافت يلين للصحفيين على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي بإندونيسيا: إن العقوبات ستستهدف 14 فردًا و 28 كيانًا. وأضافت أنه من المقرر صدور إعلان في وقت لاحق اليوم الإثنين.
وقالت يلين للصحفيين: "هذا جزء من جهدنا الأكبر لتعطيل جهود روسيا الحربية وحرمانها من المعدات التي تحتاجها من خلال العقوبات وقيود التصدير".