الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

"على المسار الصحيح".. تفاؤل أممي بشأن العملية السياسية في السودان

"على المسار الصحيح".. تفاؤل أممي بشأن العملية السياسية في السودان

Changed

"العربي" يواكب التحركات الميدانية الأخيرة في السودان ضد "الاتفاق الإطاري" (الصورة: موقع الأمم المتحدة)
أكّد رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لمساعدة الانتقال في السودان أن الأمور تسير ببطء، ولكن على المسار الصحيح.

أعربت الأمم المتحدة عن تفاؤلها الكبير إزاء الجهود المبذولة ضمن المرحلة النهائية للعملية السياسية في السودان، لإيجاد مخرج للأزمة والشروع في مرحلة انتقالية جديدة وحكم ديمقراطي، على الرغم من أن "الأمور تسير ببطء".

جاء ذلك، على لسان رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لمساعدة الانتقال في السودان "يونيتامس" فولكر بيرتس، الذي أكّد في مقابلة نشرها موقع البعثة، اليوم الأربعاء، أن المرحلة النهائية للعملية السياسية في السودان ستقود حتمًا إلى إنشاء حكومة مدنية وانتخابات.

وانطلقت المرحلة النهائية للعملية السياسية في السودان مطلع الشهر الجاري، بعد توقيع القيادة العسكرية ومجموعة واسعة من الأطراف المدنية الاتفاق الإطاري يوم 5 ديسمبر/ أيلول الفائت الذي يمهّد الطريق لاتفاق سياسي نهائي وتشكيل حكومة مدنية جديدة.

وتشمل العملية السياسية للتوصل لاتفاق نهائي 5 قضايا، هي: العدالة والعدالة الانتقالية، الإصلاح الأمني والعسكري، ومراجعة وتقييم اتفاق السلام، وتفكيك نظام 30 يونيو 1989، وقضية شرقي السودان.

"السودان على المسار الصحيح"

وتعقيبًا على هذه المستجدات على الساحة السودانية، قال بيرتس: "هذه المرحلة الثانية والأخيرة إن شاء الله.. العملية السياسية مهمة جدًا طالما كان الهدف منها الوصول إلى تسوية سياسية ستقود حتمًا إلى إنشاء حكومة مدنية وإلى مرحلة انتقالية جديدة، أو بالأحرى العودة إلى الانتقال السياسي نحو السلام الداخلي والانتخابات والحكم الديمقراطي".

وأضاف: "الأمور تسير ببطء، ولكن تسير على المسار الصحيح، أنا متفائل أكثر بكثير مما كنت عليه منذ سنة تقريبًا".

كما دحض بيرتس أية شكوك بشأن وجود ضغوط دولية للانتقال إلى هذه المرحلة النهائية، لافتًا إلى وجود "تشجيع دولي لأي عملية تقود إلى تسوية معقولة ومعترف بها ومستدامة".

 وعن الانقسام السياسي بشأن التفاوض مع المكون العسكري، لم ينكر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان وجود أزمة ثقة بين المدنيين والعسكريين، وحتى بين القوى المدنية المختلفة كما القوى العسكرية.

لكن بيرتس يرى أن "هذا أمر طبيعي في سياق صراع سياسي حاد"، مشدّدًا على أنه لا يمكن الانتظار حتى تأتي الثقة لتبدأ العملية السياسية، "إنما العكس صحيح".

توازيًا، تشهد الخرطوم بشكل شبه يومي مواجهات بين قوات الأمن السودانية والمتظاهرين الذين يخرجون إلى الشوارع رفضًا لـ "الاتفاق الإطاري"، وللمطالبة بإنهاء "الانقلاب العسكري".

مواجهات بين قوى الأمن والمتظاهرين في العاصمة السودانية -  غيتي
مواجهات بين قوى الأمن والمتظاهرين في العاصمة السودانية - غيتي

السودان بعد المرحلة النهائية

أما التطلعات بعد إتمام الاتفاق فهي وفق المبعوث الأممي تنصب نحو تشكيل حكومة مدنية جديدة ذات مهمات محددة، التي ستكون حكومة انتقالية.

ويتابع: كما فهمت من السودانيين والسودانيات، على الحكومة المرتقبة أن تنظر إلى الوضع الاقتصادي الاجتماعي في الدرجة الأولى وتعالجه.. وتراعي تنفيذ اتفاق جوبا بكامل أبعاده".

واستطرد بيرتس: "عليها أن تدخل في مفاوضات مع الحركات التي لم توقع على اتفاق سلام إلى حد الآن، وعليها أن تحضر للانتخابات لتنتهي المرحلة الانتقالية بانتخابات نزيهة، فتبدأ بعد ذلك مرحلة ديمقراطية كاملة".

وختم فولكر بيرتس، طالبًا من الشعب السوداني أن يحافظ على الصبر لدعم كل من يبحثون عن تسوية سلمية لهذه الأزمة.

ويهدف الاتفاق السياسي إلى حل الأزمة السودانية الممتدة منذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، حين فرض رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان إجراءات استثنائية منها حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، واعتقال وزراء وسياسيين، وإعلان حالة الطوارئ.

وقبل إجراءات البرهان الاستثنائية، بدأت بالسودان في 21 أغسطس/ آب 2019، مرحلة انتقالية كان مقررًا أن تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024 ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقَّعت مع الحكومة اتفاق سلام جوبا عام 2020.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close