مع بدء سريان وقف إطلاق النار المؤقت في أوكرانيا، بغية إجلاء المدنيين من 5 مدن بينها العاصمة كييف، تشهد بعض المدن تماسكًا في الهدنة، مما يسمح بإجلاء المدنيين، عبر الممرات الإنسانية.
وأكد الحاكم الإقليمي لمدينة سومي الأوكرانية، في تصريحات بثها التلفزيون، أن وقف إطلاق النار المؤقت متماسك إلى حد بعيد في المدينة اليوم الثلاثاء، مما يسمح بإجلاء مدنيين، بينهم نحو ألف طالب أجنبي.
ولفت الحاكم دميترو زيفيتسكي، إلى أن قوافل مكونة من 20 إلى 30 سيارة خاصة تغادر المدينة.
ومع دخول الهجوم الروسي على أوكرانيا يومه الـ13 على التوالي، توقّع مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، اليوم الثلاثاء، أن يتجاوز عدد اللاجئين الفارّين من الحرب في أوكرانيا المليونين خلال 48 ساعة.
ويعد هذا التصريح ضمن سلسلة مخاوف باتت تتصاعد حول سرعة استجابة التكتل الأوروبي لمزيد من التضامن حول مساعدة اللاجئين الأوكرانيين، التي تشير التوقعات بأن يصل عددهم إلى أكثر من خمسة ملايين لاجئ، إذا واصلت روسيا قصفها لأوكرانيا.
ورغم أن الجولة الثالثة من المفاوضات بين كييف وموسكو عند الحدود البيلاروسية المجرية، أسفرت عن خرق في فتح الممرات الإنسانية لعبور المدنيين، تتواصل المساعي الدولية لخطف أي فرصة لوقف الحرب.
فقد أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن تركيا ستستضيف محادثات ثلاثية بين وزراء خارجية روسيا وأوكرانيا وتركيا على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي هذا الأسبوع.
الناتو: روسيا تستهدف المدنيين في أوكرانيا
وفي سياق متصل، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، اليوم الثلاثاء، وجود تقارير موثوقة تفيد بأن روسيا تستهدف المدنيين في أوكرانيا.
وحث الأمين العام للحلف الذي تطمح كييف بالانضمام إليه إلى جانب الاتحاد الأوروبي، موسكو على إنهاء الصراع، متعهدًا بعدم السماح له بالانتشار أكثر من ذلك.
وشدّد ستولتنبرغ على مسؤولية الحلف في ضمان عدم تصعيد الصراع وانتشاره خارج أوكرانيا، ومضى يقول: "سنحمي وندافع عن كل شبر من أراضي الحلفاء".
وخلال حديثه إلى جانب رئيس لاتفيا إيجلس ليفيتس، قال إن الهجوم الروسي تسبب في معاناة مروعة وإن آثاره الإنسانية مدمرة.
ويوم أمس اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن الحرب الدائرة حاليًا في بلاده مع روسيا "لن تقف عند حدودها"، مؤكدًا الحاجة إلى فرض منطقة حظر جوي، محذرًا الدول الغربية من مخططات روسيا التوسعية.
وشدد زيلينسكي على الحاجة إلى تأمين المجال الجوي لأوكرانيا، وحث الولايات المتحدة وحلف "الناتو" على المساعدة في القيام بذلك، ولكن من دون جدوى.
لكن الطلب الأوكراني بإقامة منطقة حظر طيران، رفضه الحلف الجمعة الماضي؛ تحت بند تجنب التورط في النزاع.
كما تزامن ذلك، مع طلب رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي، أمس الإثنين، من القوات الأميركية المتمركزة في أوروبا إبداء تصميمها على منع اندلاع "حرب بين قوى عظمى".