واصلت آلة الحرب الدموية الإسرائيلية عدوانها على قطاع غزة لليوم الثالث والعشرين بعد المئة، وسط استهداف الفلسطينيين الذين يحاصرهم الموت والجوع.
فقد أعلنت وزارة الصحة في غزة تسجيل 12 مجزرة راح ضحيتها 107 شهداء خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مشيرة إلى أن حصيلة ضحايا العدوان منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بلغت 27585 شهيدًا و66978 جريحًا.
واليوم الثلاثاء، طال القصف عدة مناطق شمالي قطاع غزة، إضافة إلى حي الجنينة في مدينة رفح جنوبي القطاع، وفق ما أفاد به مراسل "العربي".
كما سقط عدد من الشهداء والمصابين جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي شقة في مدينة حمد شمال غربي خانيونس، إضافة إلى 6 شهداء على الأقل في استهداف سيارة تابعة للشرطة الفلسطينية في مدينة رفح.
ولم تتوقف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي عن قصف محيط مستشفى الشفاء حيث يعيش النازحون معاناة بسبب توقف الخدمات الطبية وانعدام المواد الأساسية.
ومنذ صباح الثلاثاء قصف الاحتلال بالقذائف والقذائف الدخانية محيط مجمع الشفاء، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين المقاومين والقوات الإسرائيلية المتوغلة في المنطقة.
حماس تسلم ردها بشأن اتفاق الإطار
وبعيدًا عن الميدان المحتدم، تسارعت المساعي الدولية بشأن التوصل إلى اتفاق هدنة بين إسرائيل وحركة "حماس" التي أعلنت الثلاثاء أنها سلمت ردها بشأن اتفاق الإطار إلى قطر ومصر، وذلك بعد "إنجاز التشاور القيادي في الحركة ومع فصائل المقاومة".
وقالت حماس في بيان، إنها "تعاملت مع المقترح بروح إيجابية بما يضمن وقف إطلاق النار الشامل والتام، وإنهاء العدوان على شعبنا، وبما يضمن الإغاثة والإيواء والإعمار ورفع الحصار عن قطاع غزة، وإنجاز عملية تبادل للأسرى".
وكشف غازي حمد، القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، لوكالة "رويترز" اليوم الثلاثاء أن الحركة لديها "توجه للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية".
من جانبه، أكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الثلاثاء، أن رد حركة حماس حول مقترح الهدنة في قطاع غزة "إيجابي ويتضمن ملاحظات".
وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي زار الدوحة بعد القاهرة والسعودية ضمن جولة شرق أوسطية جديدة بهدف الدفع نحو إحياء مقترح الهدنة: "تسلمنا رد حماس حول اتفاق الإطار (بشأن هدنة غزة) وهو يتضمن ملاحظات وإيجابي في مجمله".
وأضاف: "ليس من صالح المفاوضات الإفصاح عن تفاصيل (اتفاق هدنة غزة)، ولكن هناك تقدم. وتم تسليم هذا الرد إلى الجانب الإسرائيلي".
إلى ذلك، أفاد عضو المجلس الوزاري الحربي الإسرائيلي بيني غانتس، الثلاثاء، بأن الحكومة التي يقودها بنيامين نتنياهو "تعمل على التوصل إلى خطة لاستعادة المحتجزين" لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وأكد غانتس في كلمة أن "إسرائيل مستعدة لتسليم مساعدات إنسانية إلى أيّ كيان داخل غزة ليس له علاقة بحماس"، وفق قوله.
وأشار إلى أنّ "السيطرة الأمنية في قطاع غزة ستبقى للجيش"، لافتًا إلى أن الحكومة الإسرائيلية "تعرف الأعداد الدقيقة للقتلى المحتجزين في قطاع غزة".
"الميركافا" في مرمى نيران المقاومة
وفي المقابل، واصلت المقاومة الفلسطينية التصدي لقوات الاحتلال على محاور مختلفة من القطاع، فقد أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها استهدفت دبابة ميركافا بقذيفة "RPG" في حي الأمل غربي خانيونيس بجنوب قطاع غزة.
وقالت كتائب شهداء الأقصى، إنها تخوض اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال وآلياته بالأسلحة الرشاشة وقذائف "RPG" في محاور التقدم وسط وغرب خانيونس.
من جانبها، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" الثلاثاء عن استهداف دبابة "ميركافا" إسرائيلية بقذيفة الياسين 105 غربي مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة. كما دمّرت جرافة إسرائيلية من نوع "دي9" بعبوة "شواظ" غرب مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.
وتمكنت القسام برفقة كتائب المجاهدين من استهداف طائرة مروحية من طراز "أباتشي" بصاروخ "سام 7" غرب مدينة غزة.
مأساة متفاقمة
وفي الأثناء، يتفاقم الواقع الإنساني في القطاع الذي يئن تحت وطأة شح المساعدات ونقص الغذاء ومأساة النزوح.
وأفادت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في تدوينة عبر منصة "إكس"، الثلاثاء، بأن 4 فقط من أصل 22 منشأة صحية تابعة لها لا تزال تعمل بسبب القصف المتواصل والقيود المفروضة.
وصرحت دوروثي كلاوس مديرة شؤون "الأونروا" في لبنان الثلاثاء، بأن الوكالة تتوقع من الدول المانحة مراجعة قراراتها المتعلقة بوقف التمويل بعد نشر تقريرها الأولي بخصوص الاتهامات الإسرائيلية بمشاركة 12 من موظفي الأونروا في عملية "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل.
ومع توسع رقعة الدمار في غزة يثير إنشاء إسرائيل لمناطق عازلة القلق، حيث قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" الثلاثاء، إن مساحة الأماكن التي تريد إسرائيل إخلاءها في قطاع غزة بلغت 246 كيلومترًا مربعًا، وهذا الرقم يعادل ثلثَي مساحة القطاع البالغة نحو 360 كيلومترًا مربعًا.
وأضاف البيان أن الأماكن التي تريد إسرائيل إخلاءها، كان يقيم فيها نحو 1.78 مليون فلسطيني، قبل 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وهو ما يعادل 77% من سكان غزة.