الجمعة 17 مايو / مايو 2024

عنف "مقلق" في السودان.. ضراوة المواجهات تعرقل وصول المساعدات الإنسانية

عنف "مقلق" في السودان.. ضراوة المواجهات تعرقل وصول المساعدات الإنسانية

Changed

تغطية سابقة للوضع الإنساني الكارثي في السودان وتحذير الأمم المتحدة من مأساة غير مسبوقة مع تعهدها بتقديم مساعدات عاجلة (الصورة: رويترز)
توضح منظمة "أطباء بلا حدود" أن "مستوى العنف الذي سُجل في الخرطوم ودارفور ضد المدنيين ومتطوعي العمل الإنساني مقلق".

تساهم المعارك المتواصلة في السودان بعرقلة جهود العمل الإنساني ومنع الوصول إلى المناطق المتضررة لمساعدة المحتاجين في بلد كان ثلث سكانه يعانون من الجوع أساسًا قبل الحرب.

وتعيش العاصمة السودانية الخرطوم حالة من الفوضى منذ أن اندلعت المعارك في 15 أبريل/ نيسان بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو الملقب بـ "حميدتي".

وأسفرت المعارك في الخرطوم ومناطق أخرى أبرزها دارفور في الغرب، عن مقتل 700 شخص على الأقل وإصابة الآلاف بجروح، بحسب تقارير، ويُعتقد أن هذه الأرقام أقلّ بكثير من الواقع.

كذلك هرب السجناء من ثلاثة سجون على الأقل في الخرطوم وتعرضت المستشفيات للقصف وانتشرت أعمال النهب في غياب الشرطة. ويقول العاملون في المجال الإنساني إن مقارهم تعرّضت للنهب.

نهب مساعدات غذائية

ويوضح كارل شمبري من المجلس النروجي للاجئين (NRC) أنه "لا يمكننا تعريض حياة زملائنا للخطر"، مضيفًا: "لا يمكننا الذهاب الى مراكزنا لمعاينة حجم عمليات النهب".

وفقد شمبري ومنظمته الشيخ محمد عمر، في الأيام الماضية، أحد المتطوعين المحليين. وكان عمر واحدًا من 191 شخصًا قتلوا بسبب أعمال العنف في مدينة الجنينة، عاصمة غرب دارفور، الإقليم المضطرب الذي يقع غرب البلاد والذي كان ساحة للتمرد المسلح والعديد من المعارك على مدار العقدين الماضيين والتي أسفرت عن مقتل 300 ألف شخص ونزوح 2,5 ملايين آخرين، بحسب الأمم المتحدة. وقتل 18 عاملًا في منظمات إنسانية منذ 15 أبريل.

ويكشف سيلفان بيرون من منظمة "أطباء بلا حدود" أن "مستوى العنف الذي سُجل في الخرطوم ودارفور ضد المدنيين ومتطوعي العمل الإنساني مقلق".

ويقول: "نفكر في كيفية العمل في هذا السياق ونأمل في العمل مع فرق صغيرة دولية وسودانية، بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني في أقرب وقت ممكن".

وفي مدينة بورتسودان الساحلية التي ظلّت نسبيًا بمنأى عن أعمال العنف، طالب منسّق عمليات الإغاثة الطارئة في الأمم المتحدة مارتن غريفيث الأربعاء بضمانات أمنية "على أعلى مستوى" لتأمين إيصال المساعدات إلى السودان، بعد نهب ست شاحنات تحمل مساعدات غذائية على وقع استمرار المعارك.

ومن الصعوبات التي تواجهها المنظمات الإنسانية معرفة مَن مِن الطرفين المتنازعين يُحكِم سيطرته في تلك المنطقة أو تلك من العاصمة أو دارفور حيث انضمت القبائل إلى القتال.

وتنقسم الأحياء والشوارع في العاصمة الخرطوم بين سيطرة هذه القوة أو تلك، ويبدو أن الطرفين يملكان القوة نفسها تقريبًا.

"مشاكل لوجستية ضخمة"

وكان ثلث سكان السودان البالغ عددهم 45 مليون نسمة تقريبًا، قبل هذه الحرب، يعاني من الجوع ويحتاج إلى الإغاثات الإنسانية. ويرجّح أن ترتفع هذه النسبة مع النقص الحاد في مناطق القتال في الغذاء والماء والكهرباء والنقد.

ويتعذّر على العديد من المصابين، في ظل الأوضاع الراهنة، الوصول إلى المستشفيات التي لا يعمل إلا 16% منها في العاصمة، بحسب نقابة الأطباء في السودان.

ويتوقع أن تزيد الحاجة إلى المساعدات في أشهر الصيف حيث يبلغ سوء التغذية ذروته في بلد متضرّر بشدة من تغيّر المناخ والفيضانات التي أدت إلى ظهور أوبئة مثل الملاريا.

وأكدّت الأمم المتحدة نهب "17 ألف طن من المواد الغذائية" من أصل 80 ألف طن من مخزون برنامج الأغذية العالمي التابع لها والذي "لا يزال يحاول تحديد ما تبقى" من موارده.

وفي الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، يقول المسؤول في المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين توبي هارورد: "وجدنا أنفسنا على الجبهة بين الطرفين وتأثّر العديد من مرافقنا (الأمم المتحدة)، ولكن لم نكن مستهدفين".

وأضاف أن مخزون المفوضية في نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، "استهدفه اللصوص والمجرمون وقطاع الطرق".

وفي ظلّ تعطّل عمل المصارف والتطبيقات المصرفية وخدمات تحويل الأموال، تواجه منظمات الإغاثة والعمل الانساني، بحسب ما يقول شمبري، "مشكلة لوجستية ضخمة".

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close