من المقرر أن يسلّم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب نفسه غدًا الخميس للسلطات، حيث يواجه اتهامات قضائية بالتآمر لقلب نتيجة الانتخابات في ولاية جورجيا عام 2020.
وذكرت وسائل إعلام أميركية، أنه سيتم إحضار ترمب إلى سجن مقاطعة فولتون سيئ السمعة بأتلانتا، والمعروف بأنه غير آمن ويفتقر لشروط النظافة وموبوء بالحشرات، عدا عن كونه مشمولًا بتحقيق من جانب وزارة العدل بسبب تقارير عن ظروف السجن المزرية فيه.
وكان القضاء الأميركي قد أعطى المرشح الرئاسي الجمهوري الأوفر حظًا، حتى ظهر يوم الجمعة لتسليم نفسه طوعًا، لكن ترمب أعلن إنه سيتوجه إلى أتلانتا الخميس "كي يتم اعتقاله".
أصفاد وصورة جنائية لترمب
وعليه، سيسلم الرئيس السابق البالغ من العمر 77 عامًا والمتهمون الـ 18 معه في قضية التلاعب، أنفسهم لسجن مقاطعة فولتون في شارع رايس في أتلانتا، الذي بني عام 1985، ويقول الكثيرون الآن إنه بحاجة إلى الهدم.
وتعني إجراءات التوقيف الكلاسيكية، أنه سيتم تقييد يدي المتهم بالأصفاد وأخذ بصماته، إلى جانب التقاط صور جنائية له قبل إطلاقه بكفالة، والتي حُددت بـ200 ألف دولار في هذه القضية.
ولم يُضطر ترمب في القضايا الجنائية الأخرى التي واجهها، لتحمل إهانة التقاط صورة جنائية له.
فقد اعتقل الرئيس الجمهوري 3 مرات هذا العام، الأولى في نيويورك بتهم دفع أموال لإسكات ممثلة إباحية، والثانية في فلوريدا لإساءة التعامل مع وثائق حكومية بالغة السرية، والثالثة في واشنطن بتهم التآمر لقلب خسارته في 2020 أمام الديمقراطي جو بايدن.
غير أن المسؤول الأمني المحلي عن مقاطعة فولتن بات لابات قال للصحافيين في وقت سابق هذا الشهر إنه عندما يتعلق الأمر بالتوقيف في هذا السجن "مهما كان وضعكم، سنكون على استعداد لالتقاط صوركم".
سجن قذر وغير آمن
ونشر موقع "إنسايدر" لقطات قال إنها من داخل سجن فولتون، وتُظهر المعدات المكسورة، والقاعات القذرة، والقمامة المتناثرة في جميع أنحاء المنشأة.
بدوره، يشدد المحامي الأميركي راين بوكانان على أن "ادعاءات برزت مؤخرًا عن مساكن قذرة تعج بالحشرات، وتفشي العنف الذي أدى إلى وفيات وإصابات، ولجوء العناصر إلى القوة المفرطة، ما يثير قلقًا بالغًا ويستدعي إجراء تحقيق شامل".
وبحسب صحيفة "أتلاتنا جورنال كونستيتيوشن"، فإن السجن الذي يُعرف أيضًا باسم "رايس ستريت" يضم حاليًا أكثر من 2500 سجين، أي ضعف العدد المصمم أساسًا لاستيعابه.
وفيما من غير المرجح أن يوضع ترمب المصاب برهاب الجراثيم في زنزانة، يؤكد المركز الجنوبي لحقوق الإنسان أن مركز الاعتقال يوفر "ظروف معيشية غير صحية" أدت إلى تفشي فيروس كورونا، والقمل، والجرب.
كما وثق المركز معاناة النزلاء من سوء التغذية بشكل كبير، ما أدى إلى انتشار حالة تسمى الدنف، والمعروفة أيضًا باسم متلازمة الهزال.
وبعد إجراءات التوقيف، سيمثل ترمب أمام محكمة حيث ستوجه له الاتهامات رسميًا، ويدخل في مرحلة الطعن أو الإقرار بالذنب.
عشرات الوفيات في سجن فولتون
من جهتها، فتحت وزارة العدل الأميركية في يوليو/ تموز المنصرم، تحقيقًا حول أوضاع سجن مقاطعة فولتن حيث توفي عدد من المعتقلين في السنوات القليلة الماضية.
وقال المدعي العام ميريك غارلاند إن التحقيق أطلق "استنادًا إلى ادعاءات خطيرة عن ظروف معيشية غير آمنة وتفتقر لشروط النظافة".
فقد توفي 15 سجينًا في السجن العام الماضي، وسُجلت 4 وفيات في الأسابيع الخمسة الماضية وحدها.
وتوفيت الشهر الماضي شابة تبلغ من العمر 19 عامًا تُدعى نوني باتيست كوسوكو، في سجن مقاطعة فولتون على الرغم من صدور أمر باحتجازها في موقع مختلف.
وقال محامون إنه في سبتمبر/ أيلول 2022، توفي لاشون طومسون بعد أن تم وضعه في السجن بظروف تشبه "غرفة التعذيب"، ووافقت مقاطعة فولتن مؤخرًا على تسوية بقيمة 4 ملايين دولار مع عائلة الرجل البالغ من العمر 35 عامًا ويعاني من مشكلات عقلية، بعدما عثر عليه ميتًا في زنزانته مغطى بالقمل والبقّ.
