يلجأ اللبنانيون لكل الحيل الممكنة بهدف تأمين مصدر رزقهم، في ظل الانهيار الاقتصادي الكبير الذي تشهده البلاد، وفي الوقت الذي أصبحت فيه أزمة الوقود إحدى أبرز المشكلات اليومية التي يعشيها المواطنون.
وأمام هذا الواقع، لجأت فتاة لبنانية للعمل في محطة وقود، وهو ما أثار جدلًا على مواقع التواصل في لبنان.
وانشغلت مواقع التواصل اللبنانية طيلة يومين بفتاة تدعى أماني منيمنة، اختارت العمل في محطة لبيع المحروقات، في ظل الأزمة التي تتسبب بوقوف طوابير للسيارات على المحطات لتعبئة خزانات الوقود.
وفيما عكست الفتاة واقع الأزمة المعيشية على المواطنين، وضيق مساحات سوق العمل، رأى الكثير من الناشطين أنها خطوة شجاعة لكسر شروط السوق المحلي الذي يفرض على الفتيات نوعًا معينًا من العمل.
وصرحت الفتاة صاحبة الـ22 عامًا لوسائل الإعلام المحلية، أنها قصدت ذلك العمل بغرض مساعدة أهلها في ظل أوضاع البلاد الصعبة.
واعتبر ناشطون أن الفتاة تعرض نفسها للخطر، نظرًا لما يشهده محيط محطات الوقود من إشكالات فردية، ومنها ما سجل حوادث إطلاق نار.
بعرف الشغل مش عيب و انا بمرحلة من حياتي اشتغلت على محطة بنزين و اشتغلت ما هو اقل من هالشغل بس كرمال ما عوذ حدا، و فخور كتير بس ما بعرف ليه خبر أماني منيمنة، يلي شفتها متل أختي، حزّ بقلبي و اشعرت بغصّة و اتضايقت ... كل الاحترام و التقدير لأماني و كل اللعنات على كل مين وصلنا لهون
— لبناني #علقوا_المشانق (@Lebnenihor1) July 6, 2021
في المقابل، طالب معلقون بضرورة التحلي بالواقعية، ووضع الأمر في سياق التبدل الكلي الذي يشهده المجتمع اللبناني، حيث يلجأ الكثير من الشبان والشابات لأي عمل ممكن في المطاعم والمقاهي بغية تأمين الحد الأدنى من المدخول المالي.
أماني منيمنة... كلّ الاحترام والتقدير... الله يعطيك القوّة ويحميك... pic.twitter.com/ms7DtAoLhr
— Al 3atach (@A3atach) July 6, 2021
وإلى جانب أزمة الوقود، ضرب الانهيار الاقتصادي قطاع الكهرباء وفقدت مواد أساسية كالدواء من السوق؛ كما اعتبر البنك الدولي أن الأزمة اللبنانية الحالية هي ثالث أسوأ ازمة مالية منذ أكثر من 100 عام، في الوقت الذي يجتاح الفقر شرائح واسعة من المواطنين، وتوسعت رقعة البطالة لتطال اللبنانيين بمختلف أعمارهم، بعدما أقفلت العديد من الشركات والمحال التجارية.