الخميس 2 مايو / مايو 2024

"فشل إستراتيجي لبوتين".. روسيا تؤكد أن حرب أوكرانيا ستستمر

"فشل إستراتيجي لبوتين".. روسيا تؤكد أن حرب أوكرانيا ستستمر

Changed

نافذة على "العربي" حول تطورات الحرب في أوكرانيا التي دخلت شهرها الرابع (الصورة: غيتي)
ألمح وزير الدفاع الروسي ورئيس مجلس الأمن القومي إلى أنه قد يتعين على موسكو القتال لفترة أطول في أوكرانيا لتحقيق أهداف هجومها العسكري.

تطوي الحرب الروسية في أوكرانيا شهرها الثالث من دون بوادر حل قريبة على الرغم من المحاولات لدفع موسكو وكييف إلى طاولة المفاوضات مرة ثانية.

وفي الوقت الذي تصرّ فيه روسيا على المضي قدمًا في تحقيق "أهدافها" داخل أوكرانيا، اعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أن الرئيس فلاديمير بوتين فشل إستراتيجيًا في حربه المتواصلة منذ فبراير/ شباط الماضي.

"القتال لفترة أطول"

وفي هذا السياق، ألمح وزير الدفاع الروسي ورئيس مجلس الأمن القومي النافذ، اليوم الثلاثاء، إلى أنه قد يتعين على موسكو القتال لفترة أطول في أوكرانيا لتحقيق أهداف هجومها الذي دخل شهره الرابع.

وقال الوزير سيرغي شويغو، خلال اجتماع عبر الفيديو مع نظرائه في دول كانت منضوية في الاتحاد السوفيتي السابق وبث التلفزيون مقاطع منه: "سنواصل العملية العسكرية الخاصة حتى تتحقق جميع الأهداف، بغض النظر عن المساعدات الغربية الضخمة لنظام كييف وضغط العقوبات غير المسبوق".

وأكد أن الجهود الروسية لتجنب وقوع ضحايا بين المدنيين "تؤدي بالطبع إلى إبطاء وتيرة الهجوم، لكن هذا الأمر متعمد".

"الأهداف سيتم تحقيقها"

ويأتي التصريح بعيد نشر مقابلة نادرة أجرتها صحيفة "أرغومينتي أي فاكتي" الأسبوعية مع رئيس مجلس الأمن القومي نيكولاي باتروشيف، قال فيها: إنّ العمليات العسكرية ستستمر طالما دعت الحاجة إلى ذلك.

وأضاف باتروشيف: "كل الأهداف التي حددها الرئيس سيتم تحقيقها. لا يمكن أن يكون الأمر على خلاف ذلك، لأن الحقائق، بما في ذلك حقائق التاريخ، في صفنا".

ومنذ فجر 24 فبراير الماضي، تواصل روسيا هجومها ضد جارتها، وتصف تحركاتها العسكرية هناك بأنها "عملية عسكرية خاصة" لتخليص جارتها ممن تصفهم بالنازيين ونزع سلاحها.

لكن القوات الروسية منيت بانتكاسات كثيرة وخسائر فادحة خاصة في كييف ومحيطها، الأمر الذي جعل موسكو تركز عمليتها في جنوب أوكرانيا وشرقها.

"الغرب يستغل أوكرانيا لتحجيم روسيا"

وكرر باتروشيف الرواية الروسية من أنه "يجب التخلص من النازية تمامًا، وإلا فستعود من جديد خلال سنوات قليلة وحتى بشكل أكثر قبحًا".

وأضاف المسؤول الروسي، أن "الغرب يستغل أوكرانيا لتحجيم روسيا"، وذلك في ترديد لاتهامات أطلقها الرئيس الروسي لتبرير اجتياح أوكرانيا.

ومضى باتروشيف يقول: "يبدو أن السيناريو المثالي، بالنسبة إلى حلف شمال الأطلسي بأكمله بقيادة الولايات المتحدة، هو صراع محتدم بلا نهاية".

"فشل إستراتيجي"

من جانبها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين لقادة الأعمال العالميين في دافوس، اليوم الثلاثاء، إنّ على "أوكرانيا أن تفوز في الحرب التي تخوضها ضد موسكو بما يجعل غزوها إخفاقا إستراتيجيًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

وخلال المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي يجمع أكثر من ألفين من قادة الأعمال والسياسيين والخبراء في المنتجع الواقع بجبال الألب، وصفت فون دير لاين قواعد اللعبة الروسية بأنها قادمة مباشرة من قرن آخر.

ولفتت إلى أنّ روسيا "تعامل ملايين الناس ليس على أنهم بشر وإنما كسكان مجهولي الهوية يتم نقلهم أو السيطرة عليهم أو وضعهم كعازل بين القوات العسكرية، محاولة لدهس تطلعات أمة بأكملها بالدبابات".

وتابعت: "يجب أن تنتصر أوكرانيا في هذه الحرب ويجب أن يكون عدوان بوتين فشلًا إستراتيجيًا".

بدوره، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الإثنين، عبر رابط فيديو تفاعلي مع الجمهور في المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس"، إلى فرض عقوبات اقتصادية قصوى على روسيا.

أما دبلوماسيًا فقد أبدت موسكو استعدادها للعودة إلى طاولة المفاوضات مع أوكرانيا، مشيرة إلى أنها تدرس خطة سلام مقترحة من إيطاليا.

روسيا تتحدث عن فتح ممرات إنسانية

وفي السياق المرتبط بالشأن العسكري، ذكرت وكالة الإعلام الروسية، اليوم الثلاثاء، أن وزير الدفاع سيرغي شويغو، قال إن بلاده تتعمد إبطاء هجومها في أوكرانيا للسماح للمدنيين بالخروج، حسب قوله.

ونقلت الوكالة عن شويغو قوله: "يجري الإعلان عن عمليات وقف لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية لإخراج الناس من التجمعات السكنية المحاصرة. وهذا بالطبع يبطئ وتيرة الهجوم، لكنه يتم عمدًا لتجنب وقوع ضحايا بين السكان المدنيين".

وبحسب مراسل "العربي" من لفيف، على رباح، فإن وتيرة العملية العسكرية الروسية تتزايد، ولا سيما في ثلاث جبهات رئيسة الأولى ميكولايف الجنوبية، التي تعرضت لقصف روسي وسط سط هجمات من قبل الجيش الأوكراني والتي تعد حامية مدينة أوديسا، وهي آخر منفذ لأوكرانيا على البحر الأسود.

والجبهة الثانية، قرب دونيتسك والتي تجري فيها اشتباكات عنيفة وفي حال سقوط آخر مدينة محاصرة فيها ستصبح كامل المقاطعة تحت سيطرة الجيش الروسي.

أما الجبهة الثالثة وهي مستجدة في زابوريجيا والتي يسعى الجيش الروسي بلوغ المدينة والذي يتواجد على مقربة 30 كيلومترًا منها، وهي ذات أهمية كونها تشكل عمق أوكرانيا وهي المدينة الأبرز للصناعة المحلية.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close