أكدت تايوان أنها ستبدأ العام المقبل في نشر أنظمة دفاع بطائرات مسيرة على جزرها البحرية، بعد ظهور مقطع مصور لجنود تايوانيين يرشقون طائرة صينية مسيرة بالحجارة أثناء تحليقها فوق موقع حراسة بالقرب من ساحل الصين.
واشتكت تايوان من غارات صينية متكررة بطائرات مسيرة بالقرب من جزرها البحرية في إطار مناورات وتدريبات حربية صينية بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لتايبه هذا الشهر، والتي أثارت غضب بكين في وقت حذرت فيه الولايات المتحدة من أن تصرفات الصين حول تايوان تزيد من مستوى المخاطر.
وأجرت الصين، التي تعتبر تايوان جزءًا من أراضيها، تدريبات عسكرية هذا الشهر للتعبير عن غضبها من زيارة بيلوسي، وألقت باللوم على واشنطن في إثارة التوتر.
رشق طائرة مسيرة
ويُظهر المقطع المصور القصير، الذي جرى تداوله أولًا على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية قبل أن تنشره وسائل الإعلام التايوانية، جنديين يرشقان طائرة مسيرة اقتربت من موقع حراستهما بالحجارة.
Confirmed ‼ Video of a drone from mainland China hovering over Taiwanese troops on the island of Kinmen As you can see the air defense in Taiwan was indeed active🤣 pic.twitter.com/T6aQegK7IW
— Zhao DaShuai 无条件爱国🇨🇳 (@obsidianstatue1) August 24, 2022
وفي بيان صدر في وقت متأخر من يوم الأربعاء، قالت القيادة الدفاعية لمجموعة جزر كينمن التي تسيطر عليها تايوان وتقع قبالة مدينتي شيامن وتشوانتشو بالصين، إن الحادث وقع في 16 أغسطس/ آب الجاري، في جزيرة إردان، وأكدت أن الجنود ألقوا الحجارة لإبعاد ما أسمته طائرة مسيرة مدنية.
سخرية وانتقادات
وذكرت وزارة الدفاع التايوانية في بيان منفصل، أنها ستنشر أنظمة مضادة للطائرات المسيرة اعتبارًا من العام المقبل، وسيتم وضعها أولًا على الجزر الأصغر.
وبيّنت أن "الضباط والجنود على كافة المستويات سيواصلون توخي اليقظة وفقًا لمبدأ عدم تصعيد النزاعات أو إثارة الخلافات ".
ولم تعلق الصين على مقطع الفيديو الذي لاقى ملايين المشاهدات على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية وسخر منه المستخدمون.
كما أثار نقاشًا ساخنًا في تايوان، حيث وصف بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الحادث بأنه "إذلال" للقوات المسلحة في الجزيرة وحثوا وزارة الدفاع على تكثيف إجراءاتها المضادة لغارات الطائرات المسيرة المتكررة بشكل متزايد.
وكانت الصين أجرت مناورات عسكرية جديدة قرب تايوان بالتزامن مع زيارة وفد من الكونغرس الأميركي في أغسطس/ آب الحالي.
وكانت الولايات المتحدة أكدت أن موقفها حيال تايوان لم يتغير، واتهمت الصين بتهديد السلام في مضيق تايوان واستخدام زيارة بيلوسي ذريعة للمناورات العسكرية.
وفي هذا السياق، اعتبر كبير الموفدين الأميركيين إلى شرق آسيا دانييل كريتنبرينك، أن بكين ستقوم على الأرجح بزيادة الضغط على تايوان في الأشهر القادمة بعد المناورات.
وتقول حكومة تايوان المنتخبة ديمقراطيًا: إن جمهورية الصين الشعبية لم تحكم الجزيرة من قبل قط، بالتالي فإن ليس لها الحق في تقرير مستقبلها، والذي لا يمكن أن يقرره سوى سكان الجزيرة من دون إكراه.
ولا ترتبط واشنطن بعلاقات دبلوماسية رسمية مع تايوان، لكنها ملزمة بموجب القانون بتزويدها بوسائل الدفاع عن نفسها، في وقت تعتبر فيه الصين أن تايوان هي القضية الأهم والأكثر حساسية في علاقاتها بالولايات المتحدة.