الأربعاء 1 مايو / مايو 2024

في ختام محاكمتها.. الجيش يحكم على زعيمة ميانمار السابقة بالسجن 33 عامًا

في ختام محاكمتها.. الجيش يحكم على زعيمة ميانمار السابقة بالسجن 33 عامًا

Changed

تقرير أرشيفي لـ "العربي" عن مسيرة سو تشي السياسية (الصورة: غيتي)
منذ الانقلاب لم تشاهد سو تشي سوى مرات قليلة في صور مشوشة، التقطتها وسائل الإعلام الحكومية في قاعة محكمة خالية.

بلغ مجموع الأحكام الصادرة بحق الحاكمة المدنية السابقة لميانمار أونغ سان سو تشي، 33 عامًا، بعد أن حكمت المحكمة العسكرية في البلاد اليوم بالسجن سبع سنوات عليها بعد إدانتها بالفساد، في ختام جلسات استمرت 18 شهرًا. 

وبدت المعارضة الشهيرة، الحائزة على جائزة نوبل "بصحة جيدة" اليوم. وقد تنهي في السجن مسيرتها بعد أن اعتقلها الجيش، عقب انقلاب في الأول من فبراير/ شباط 2021 ، أنهى فيه فترة الحكم المدني في هذه الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، والمعروفة بتاريخها المضطرب.

أحكام عدة 

وأدانت محكمة في العاصمة نايبيداو تنظم جلساتها بشكل استثنائي في السجن حيث تخضع سو تشي لحبس انفرادي، السياسية الجمعة بخمس تهم فساد. وقال مصدر قضائي لوكالة "فرانس برس" إن الرئيس السابق وين مينت المتهم في هذا الشق من المحاكمة حُكم عليه بالعقوبة نفسها وسيستأنف كل منهما الحكم.

وأوضح المصدر أن الحكم الذي صدر اليوم الجمعة على سو تشي (77 عامًا) يتعلق بخمس تهم مرتبطة بقضية استئجار مروحية وصيانتها تسببت "بخسائر للدولة" نظرًا لعدم احترامها القواعد.

ومن الفساد إلى التزوير الانتخابي وانتهاك أسرار الدولة وقيود مكافحة كوفيد، أدينت سو تشي منذ بدء الإجراءات القانونية في يونيو/ حزيران 2021، بجرائم عدة.

ومنذ الانقلاب لم تشاهد سو تشي سوى مرات قليلة في صور مشوشة، التقطتها وسائل الإعلام الحكومية في قاعة محكمة خالية.

من الصور القليلة المسربة من محاكمة سو تشي
من الصور القليلة المسربة من محاكمة سو تشي - مواقع التواصل

" انتقاد أميركي ودعم روسي"

ويفتح انتهاء محاكمتها التي أدانتها منظمات حقوق الإنسان معتبرة أنها سياسية، مرحلة من عدم اليقين في ميانمار، مع احتمال إجراء انتخابات في 2023 وعد بها العسكريون لاكتساب شرعية.

وكان حزب "الرابطة الوطنية للديموقراطية" الذي أسسته سو تشي أواخر ثمانينات القرن الماضي، قد فاز في الانتخابات التشريعية الأخيرة  بالسلطة، بينما برر الجيش انقلابه في 2021 بالقول إنه اكتشف ملايين الأصوات غير النظامية في الاقتراع الأخير، الذي اعتبره عدد كبير من المراقبين الدوليين حرًا.

وانتقدت الولايات المتحدة خطة الجيش إجراء انتخابات جديدة لكن روسيا حليفته الموثوقة والمورد الرئيس للسلاح له، رحبت بها.

ودعا مجلس الأمن الدولي هذا الشهر إلى الإفراج الفوري عن سو تشي في أول قرار يتخذه منذ عقود بشأن الوضع في ميانمار، وأقرت هذه الدعوة التي جاءت في لحظة وحدة نادرة، بفضل امتناع الصين وروسيا الداعمتين لنايبيداو عادة، عن التصويت.

وقال فيل روبرتسون نائب مدير آسيا في المنظمة غير الحكومية هيومن رايتس ووتش، إن الأحكام التي صدرت عليها "مرادفة للسجن مدى الحياة" نظرًا لسنها.

"الإبادة الجماعية"

وما زالت سو تشي تتمتع بشعبية في بورما، وإن تضررت صورتها على المستوى الدولي بسبب عدم قدرتها على الدفاع عن أقلية الروهينغا المسلمة، التي وقع أفرادها ضحايا لانتهاكات ارتكبها الجيش في 2016 و2017  وتعتبرها واشنطن "إبادة جماعية".

وغرقت ميانمار بعد الانقلاب في حالة فوضى، مع أعمال عنف يومية بين الجيش وميليشيات شكلت نفسها بنفسها. وهما يتبادلان الاتهامات بقتل مئات المدنيين.

وقُتل أكثر من 2600  شخص في قمع المجلس العسكري للاحتجاجات، حسب منظمة غير حكومية محلية. واتهمت منظمات حقوقية عدة الجيش البورمي بشن غارات جوية على مدنيين مما يشكل جرائم حرب. فيما يتحدث الجيش من جهته عن مقتل أربعة آلاف مدني.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close