أكد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الاستعداد للتوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود مع لبنان، مهددًا بأن الأخير سيدفع الثمن في حال حاول حزب الله تعطيل الاتفاق.
وأشار غانتس في إيجاز للدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي وسفراء الدول الموقّعة على اتفاقيات إبراهام، إلى وجود "توتر مع لبنان، فيما يتعلق بمسألة النزاع الحدودي البحري، وعمليات التنقيب عن الغاز".
وبينما لفت إلى أن إسرائيل مستعدة للتوصل إلى اتفاق مع اللبنانيين يخدم الجانبين، وجّه تهديدًا إلى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، قائلًا: "إذا كان يريد الإضرار بالعملية فهو مرحب به، الثمن سيكون لبنان، وآمل من أجله ألا يفعل ذلك".
ويجري لبنان وإسرائيل مفاوضات غير مباشرة بوساطة أميركية لترسيم الحدود البحرية المشتركة، مما سيسهم في تحديد انتماء موارد النفط والغاز لكلا الجانبين، ويمهد الطريق أمام المزيد من عمليات الاستكشاف.
الرسائل لحزب الله
وأشارت مراسلة "العربي" من القدس، إلى أن التهديدات الإسرائيلية تأتي في سياق محاولة إسرائيل التأكيد أنها جادة باعتبارها طرفًا في المفاوضات، وأنها تريد في نهاية الأمر التوصل إلى اتفاق يقضي بترسيم الحدود البحرية مع لبنان.
وفيما أوضحت أن الرسائل هي عمليًا لحزب الله، الذي أطلق في السابق 3 مسيّرات باتجاه منصة كاريش في رسالة تهديد وإنذار لإسرائيل، لفتت إلى أن الأخيرة عبّرت عن أملها بألا تسمح القيادة اللبنانية لتهديدات حزب الله بأن تفشل المفاوضات.
وذكرت مراسلتنا أن مؤتمرًا دوليًا لمكافحة الإرهاب يُعقد في جامعة رايخمن الإسرائيلية؛ يعرج المسؤولون الإسرائيليون خلاله في خطاباتهم على هذا الملف.
واستطردت بالإشارة إلى أن ثلاثة ملفات رئيسية تؤرق إسرائيل في هذه الأيام، وتتمحور معظم التصريحات حولها، عشية انتخابات الكنيست والأعياد اليهودية؛ الوضع الداخلي في الضفة وتصاعد عمليات المقاومة، وملف ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، والاتفاق النووي مع إيران.
موقف حزب الله على حاله
بدوره، أفاد مراسل "العربي" من بيروت بألَّا ردود فعل حتى اللحظة في لبنان، مذكرًا بأن ردود الفعل على التهديدات الإسرائيلية عادة ما تخرج على ألسنة مسؤولي حزب الله.
وفيما تحدث عن الفصل بين خطاب حزب الله والدولة اللبنانية، لفت فيما يخص الدولة اللبنانية، أي رئاستي الجمهورية والحكومة، إلى تأكيد الجميع أن المفاوضات جدية وأن الأمور تذهب باتجاه إيجابي.
ومراسل "العربي" أشار إلى ترقب لخطاب نصر الله بعد غد السبت بمناسبة ختام مسيرات الأربعين، ولتقرير خطي سيرسله آموس هوكستين، الوسيط الأميركي في هذا الملف، إلى لبنان للاطلاع على المواضيع التقنية.
وتوقف عند معطيات لـ"العربي" تفيد بأن الموضوع أُنجز بنسبة كبيرة، لا سيما وأن إسرائيل وافقت على ما يبدو على الخط 23، ولكن هناك بعض التفاصيل التقنية المرتبطة بالمساحة البحرية القريبة من الحدود.
وبشأن موقف حزب الله، أفاد بأنه "ما زال على حاله وعلى معادلاته، من حيث أنه لا يمكن لإسرائيل أن تبدأ التنقيب في كاريش ما لم يتم السماح للبنان التنقيب في قانا، وطالما أنه لا يوجد اتفاق لترسيم الحدود".