لا يزال القتال يتصاعد في الشرق الأوكراني في ظل إصرار روسي على تحقيق تقدم في المنطقة الإستراتيجية بإقليم دونباس.
وفي سياق عملياتها العسكرية المستمرة منذ أسابيع، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأحد عن مقتل 100 جندي أوكراني إثر استهداف قطار كان يقلهم إلى منطقة دونباس.
استهداف أسلحة غربية
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كانوشينكوف: إنّ "ضربة صواريخ من طراز "كاليبر" عالية الدقة بعيدة المدى أدت إلى تدمير 10 مدافع هاوتزر M777 عيار 155 ملم وما يصل إلى 20 مدرعة قتالية قدمها الغرب إلى نظام كييف".
ووفق وسائل إعلام روسية، أوضح كوناشينكوف أن الضربة نفذت مساء أمس واستهدفت المعدات التي استلمتها أوكرانيا من الغرب خلال الأيام العشرة الماضية، وكانت موجودة في أرض مصنع للمحولات في مدينة نيكولايف جنوب أوكرانيا.
وبيّن كوناشينكوف أنه "في نفس المساء، أصابت صواريخ عالية الدقة أطلقت من الجو قطارا يقل أفرادًا وأسلحة ومعدات للواء أوكراني وصل إلى منطقة القتال في دونباس شرقي أوكرانيا، ما أدى إلى مقتل أكثر من 100 جندي وتدمير 30 دبابة ومدرعة".
معارك شرسة
وكان حاكم المنطقة الشرقية من لوغانسك سيرغي غايداي، أفاد عبر تطبيق تيليغرام، بأن المعارك الأشرس حاليًا تدور قرب مدينة سيفيرودونيتسك"، مبينًا أن الروس لا يمكنهم الاقتراب منها ولذلك لا يفعلون سوى شنّ ضربات جوية على المدينة.
وتتركز المعارك في الشرق الأوكراني، وسط غياب أي بوادر للحل السياسي بسبب تعطل المفاوضات بين كييف وموسكو منذ نهاية مارس/ آذار الماضي.
وأمام ذلك، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون أن على قادة الدول الغربية مواصلة دعم كييف والاستعداد لحرب طويلة في أوكرانيا أو مواجهة خطر "أكبر انتصار للعدوان في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية"، وذلك في مقال كتبه جونسون لصحيفة "ذا صنداي تايمز" البريطانية لدى عودته من لقاء مع رئيس أوكرانيا، فولوديمير زيلينسكي، الجمعة.
الحرب قد تستغرق سنوات
ويتناغم كلام جونسون مع تصريحات الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرغ لصحيفة أسبوعية ألمانية، اعتبر فيها أن الحرب التي تخوضها روسيا في أوكرانيا قد تستغرق سنوات.
واعتبر أمين عام "الناتو"، أن تزويد القوات الأوكرانية بأحدث الأسلحة من شأنه أن يزيد من فرص تحرير منطقة دونباس من السيطرة الروسية.
ولم يتخل الغرب عن دعم كييف بالأسلحة لمواجهة روسيا التي تشن هجومًا منذ فجر 24 فبراير/ شباط الماضي.
كما أن الغرب وجه رسالة دعم معنوية جديدة لأوكرانيا، بعدما زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس وزراء إيطاليا ماريو دراغي إربين ضواحي كييف، الخميس الماضي، لإظهار الدعم لأوكرانيا. وانضم إليهم في وقت لاحق الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس.
ويرى قائد هيئة أركان القوّات المسلّحة البريطانيّة الأميرال توني راداكين، في تصريحات قالها الجمعة الماضية: إنّ "الرئيس بوتين استخدم 25% من قوّة جيشه لتحقيق مكاسب صغيرة على الأرض".
فيما كانت نائبة وزير الدفاع الأوكراني آنا ماليار قد أفادت الثلاثاء الماضي، بأنّ بلادها لم تتلقّ سوى "حوالي 10%" من الأسلحة التي تحتاجها.