الأربعاء 1 مايو / مايو 2024

في ظل الهوّة بين مكوناته.. ما هي فرص نجاح الائتلاف الإسرائيلي الجديد؟

في ظل الهوّة بين مكوناته.. ما هي فرص نجاح الائتلاف الإسرائيلي الجديد؟

Changed

ما هي فرص نجاح الائتلاف الجديد في إسرائيل في الظفر بثقة الكنيست، وهل سينجح في الصمود وتشكيل بديل لحكم نتنياهو المتمسك بمنصبه؟

يُغيَّب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن الصورة هذه المرة؛ فقد تحقق لخصومه ما خاضوا لأجله أربع انتخابات في غضون عامين.

وبعد مفاوضات عسيرة، أعلن يائير لابيد، زعيم المعارضة الإسرائيلية، نجاحه في تشكيل الحكومة مع ائتلاف واسع من المكونات السياسية.

لكن لا يبدو أنه من اليسير عبور ائتلاف بكل هذه التباينات اختبار انتزاع الأغلبية في الكنيست بعد أيام.

ويتمسّك بنيامين نتنياهو المُهدد بالإطاحة به بكل وسيلة بمنصبه. وهو يستثمر سريعًا في الوقت المتبقي؛ داعيًا أعضاء الكنيست من اليمين لرفض منح الثقة لحكومة وصفها بأنها يسارية خطرة.

فما هي فرص نجاح الائتلاف الجديد في الظفر بثقة الكنيست، في ظل الهوة الشاسعة بين مكوناته، وهل سينجح في الصمود وتشكيل بديل لحكم نتنياهو؟.

"الائتلاف سيكون مشلولًا"

يعتبر عضو الكنيست السابق إمطانس شحادة أن الائتلاف هجين ومؤقت بشكل عام، لأنه يجمع تناقضات كبيرة جدًا داخله.

ويضيف، في حديث إلى "العربي" من حيفا، أن الاتئلاف "يجمع بقايا اليسار الصهيوني واليمين الفاشي المتطرف بزعامة بينيت، وكذلك جدعون ساعر الداعم لأرض إسرائيل الكبرى، واليمين المحافظ جدًا في قضايا المحاكم والاستيطان والاحتلال، ويجمع أيضًا يمين الوسط".

ويردف: "لذلك سيكون مؤقتًا ومشلولًا لأن المشاركين فيه يعلنون منذ الآن أنهم لن يخوضوا في القضايا الجوهرية والأساسية الخلافية، أي قضايا الاحتلال والاستيطان والقدس وهوية الدولة ومكانة الفلسطينيين في الداخل التي غُيبت تمامًا عن هذه الحكومة".

وإذ يلفت إلى أن غالبية المتحالفين اليوم كانوا حلفاء لنتنياهو بالأمس، يعتبر أن ما يجمعهم هو مشكلتهم معه ورغبتهم بالتخلص منه.

ويقول: "لا بديل آخر أمام هذه الأحزاب سوى الذهاب إلى حكومة خوفًا من انتخابات خامسة قد تلحق ضررًا كبيرًا بهم، وقد تُعطي فرصة ثانية لنتنياهو". 

ويشكك بإمكانية تشكيل هذه الحكومة ومرورها في الكنيست الإثنين ما بعد القادم، إلا إن تنازلت القائمة العربية الموحدة عن إعلانها والثوابت ومواقفها ودعمت هذه الحكومة بأي ثمن.

"ليست حكومة يسار"

بدوره، يشير المدير العام لمركز "مدى الكرمل" للأبحاث مهند مصطفى إلى أن من الواضح أن هذه الحكومة ليست حكومة يسار، شارحًا أن ما بقي من اليسار الصهيوني هم أقلية.

ويؤكد، في حديث إلى "العربي" من أم الفحم، أن هذه حكومة يمين ويرأسها يميني متطرف استيطاني أكثر من بنيامين نتنياهو، ويلفت إلى أن الأخير كان دائمًا ما يقوم ـ عندما يريد بخطابه السياسي نزع الشرعية عن قائمة أو ائتلاف قوائم ـ باتهامها باليسار لتحفيز القواعد الاجتماعية لليمين.

ويشرح أن القواعد هذه ثابتة وغير انسيابية، بمعنى أنها مخلصة جدًا لأيديولوجية اليمين.

ويضيف: "من الواضح أن لدى اليمين الإسرائيلي عقدة تاريخية في إسقاط حكومة يمين. ففي الماضي، كان يتم إسقاط حكومة اليمين من داخل اليمين، ثم تأتي حكومات أخرى تقوم بخطوات سياسية تتناقض مع أيديولوجية اليمين".

ويشير إلى أن نتنياهو يلعب على هذه العقدة التاريخية للقواعد الاجتماعية لليمين؛ من خلال الادّعاء أن بينيت تحالف مع قوائم وأحزاب يسارية تضرب الأيديولوجية اليمينية فيما يتعلق على سبيل المثال: بتهويد النقب والاستيطان وأيضًا فيما يتعلق بمواجهة الملف النووي الإيراني.

ويعتبر أن نتنياهو يستخدم بطاقتين من أجل تحقيق غايته: تحشيد القواعد الاجتماعية لليمين: والتلويح بالملف الإيراني.

ويستبعد أن ينجح نتنياهو هذه المرة في شق صفوف "يمينا" باجتذاب بعض الأعضاء إلى معسكره، عازيًا ذلك إلى فقدان الثقة به.

وإذ يؤكد أن "أحدًا لا يصدقه"، يعتبر أن رهان الضغط على أعضاء في القوائم اليمنية داخل الحكومة رهان ضعيف.

"الخبر الجيد هو إنهاء الاحتلال"

من ناحيته، يقول رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية أحمد رفيق عوض ردًا على سؤال عمّا إذا كان رحيل نتنياهو عن السلطة خبر جيّد بالنسبة للفلسطينيين: "الخبر الجيد بالنسبة لنا هو إنهاء الاحتلال".

ويضيف في حديث إلى "العربي" من رام الله: "إذا تشكلت هذه الحكومة واجتازت تصويت الثقة ستأتي حكومة استعمارية أخرى بيمين متطرف ربما يكون أكثر تطرفًا من بنيامين نتنياهو".

ويشير إلى "أننا أمام حكومة غير متجانسة، وعدم التجانس هذا قد ينقلب علينا من حيث العنف والتشدد".

وينوّه إلى أن في الحكومة هذه "ثلاثة وزراء لا بد من وضع العين عليهم؛ غانتس الذي خنق غزة وليبرمان صاحب التهديدات الشهيرة، وبينيت الذي شن حربًا هائلة على غزة لثلاثة مستوطنين قيل إنهم قتلوا".

ويؤكد: "نحن بالتالي أمام حكومة استعمارية ويمينية متطرفة، ولا مجال فيها لأن يؤثر اليسار ولا حتى القائمة الموحدة".

ثم يلفت إلى أن هذه الحكومة قد تكون حكومة عدوان: تعطل عملية إعمار غزة وتشدد الحصار على القطاع وقد تجمد التسوية السياسية تمامًا...".

وإذ يحتج على كلمة يسار ويمين في إسرائيل، يقول: "هؤلاء صهاينة ولا يختلفون إلا بالأدوات".

ويردف أنه "منذ عام 1967 وحتى اليوم تم تكريس الاحتلال وضرب الوجود الفلسطيني وإنكار حقوق الفلسطينيين على الإطلاق وإضعافهم باتفاقات مع الإقليم وكأننا تركنا لوحدنا. ولولا الصمود الفلسطيني المذهل هنا لتغيرت الأمور".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close