الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

في ظل غياب الصدر.. ما فرص نجاح جلسات الحوار الوطني العراقي؟

في ظل غياب الصدر.. ما فرص نجاح جلسات الحوار الوطني العراقي؟

Changed

نافذة ضمن "الأخيرة" تناقش مسارات الأزمة العراقية وفرص نجاح الحوار الوطني (الصورة: وكالة الأنباء العراقية)
تبدو جلسة الحوار في نسختها الثانية كأنها تملأ الفراغ الناتج عن تعطيل الحوارات داخل مجلس النواب، فضلاً عن عدم متابعة الشؤون اليومية للمواطنين.

احتضن القصر الحكومي في العاصمة العراقية بغداد أمس الإثنين الجولة الثانية من الحوار الوطني بين القوى السياسية، وسط غياب التيار الصدري وزعيمه مقتدى الصدر.

وأصدر الحوار توصيات على رأسها تشكيل لجنة فنية لمناقشة وجهات النظر بين الفرقاء بغية الوصول لإجراء انتخابات نيابية مبكرة.

ولجمع شمل المختلفين، أطلق رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي شعار "ألف يوم من الحوار أفضل من سقوط قطرة دم واحدة".

ويرى المحلل السياسي العراقي، نبيل العزاوي، أن أي اجتماع لا يحضره التيار الصدري، لا جدوى منه، في ظل ضرورة طرح كل القضايا بإطار العملية السياسية ومناقشتها.

هل تستأنَف جلسات البرلمان؟

وإضافة إلى الصدر، غاب أيضًا عن جلسة الحوار الثانية، رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، ولم يكشف عن سبب تغيبه.

وكان الحوار خرج بست توصيات، إلا أنها لم تشمل ضرورة استئناف جلسات مجلس النواب على الرغم من مغادرة المعتصمين قاعاته وباحاته.

وفي هذا السياق، يرى المحلل السياسي إحسان الشمري أن "القوى السياسية غير راغبة بالتصعيد مع زعيم التيار الصدري، وتدرك أن عقد البرلمان لجلساته قد يمثل استفزازًا كبيرًا لأتباعه، وبالتالي عودة المواجهات".

ومع غياب أو تغييب البرلمان، فإن جلسة الحوار في نسختها الثانية تبدو كأنها تملأ الفراغ الناتج عن تعطيل الحوارات داخل مجلس النواب، فضلاً عن عدم متابعة الشؤون اليومية للمواطنين.

"تسويف وقضم وقت"

وفي هذا الإطار، يعتبر مستشار المركز العراقي للدراسات علي فضل الله أن "غياب طرف الأزمة الرئيسي المتمثل بالتيار الصدري عن الحوار، يدل أن الغرض من هذه اللقاءات هو التسويف وقضم الوقت".

ويقول في حديث إلى "العربي" من بغداد: "يبدو أن الحكومة الحالية راضية بموضوع صناعة الأزمات للبقاء أكبر فترة ممكنة، وظاهر الموضوع ألا نية حقيقية للأطراف السياسية في إيجاد حالة من التقارب بين التيار الصدري والإطار التنسيقي".  

ويرى فضل الله أنه "كان الأوْلى بصاحب المبادرة أن يجمع كل أطراف الأزمة ولا سيما التيار الصدري، لمناقشة كل السلبيات على الطاولة والذهاب إلى إيجاد حلول وسطية ترضي كل الأطراف".

ويلمح فضل الله، إلى ألا حكومة ستتشكل بدون التيار الصدري أو من غير الإطار التنسيقي، ما يعني أن على كل الأطراف القبول بهذه الرؤية، باعتبار أن التيار والتحالف الثلاثي عجزوا عن تشكيل الحكومة، كما أن الإطار حتى لو كان يمكنه تشكيل الحكومة بمفرده فإن ذلك سيكون له مآلات سيئة.

ويستدرك قائلًا: "هناك حرك سياسي، وبالتالي يجب أن تكون هناك جهة سياسية تقف ممثلة لمطالب الجماهير".

ويخلص إلى أن التيار الصدري "يقف معرقلًا أمام الحلول التي يريدها الشارع العراقي، لذلك ينبغي تجاوز حالة الخصام التي كادت أن تودي بالعملية السياسية".

مطالب الجماهير هي الأساس

من جانبه، يرى رئيس مركز بغداد للدراسات الإستراتيجية مناف الموسوي أن "التيار الصدري هو اليوم خارج العملية السياسية، وقد نقل العملية الإصلاحية عبر الجماهير، ولا سيما بعد اعتزال الصدر.

ويشير في حديث إلى "العربي"، من بغداد، إلى أن هذا الأمر يدفع بالمجتمعين للتعامل مع مطالب الجماهير، المتمثلة بحل البرلمان والذهاب لانتخابات مبكرة وتشكيل حكومة مستقلة جديدة".

ويرى أنّ هذه الحكومة يجب أن تكون قادرة على تأمين بيئة انتخابية آمنة تستطيع أن تعمل على جذب الأغلبية الصامتة التي لم تشارك في الانتخابات السابقة، وتحاول أن تعيد أيضًا الثقة مع المواطنين.

ويشدد على أن "من يحاول أن يصور أن المطالب الشعبية تتبع لجهة معينة، هو مخطئ، إذ إن هناك وحدة شعبية للهدف بما يتعلق بالإزاحة الكلية لكل من اشترك بالعملية السياسية منذ عام 2003 (سقوط بغداد) بما فيها التيار الصدري".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close