الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

في قمتين لتطوير العلاقات.. الرئيس الصيني يلتقي القادة العرب في السعودية

في قمتين لتطوير العلاقات.. الرئيس الصيني يلتقي القادة العرب في السعودية

Changed

"العربي" يسلط الضوء على أبرز الاتفاقات والشراكات التي توصلت لهما الصين والسعودية (الصورة: غيتي)
من المقرر أن يشارك الرئيس الصيني، اليوم الجمعة، في قمتين واحدة خليجية-صينية والثانية عربية-صينية يحضرهما قادة دول المنطقة.

يلتقي الرئيس الصيني شي جينبينغ، اليوم الجمعة، مع قادة عرب في السعودية في قمتين وصفتا بأنهما "معلم" في تاريخ العلاقات الصينية-العربية والعلاقات الصينية- الخليجية.

والتقى شي، أمس الخميس، العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، ووقعا بحضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان "اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين المملكة والصين".

وحسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية، فقد اتفقت كل من الرياض وبكين، على عقد اجتماع لقادة الدولتين كل عامين.

بيان مشترك

وقال البلدان في بيان مشترك صدر، اليوم الجمعة، إنهما أكدا على "أهمية استقرار أسواق البترول العالمية".

كما تحدث الجانبان عن "ضرورة تنفيذ الاتفاقيات المناخية بالتركيز على الانبعاثات دون المصادر".

وبحسب البيان فإن الجانبين اتفقا على "أهمية استمرار العمل المشترك في جميع المجالات وتعميق العلاقات في إطار الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين والوصول بها إلى آفاق جديدة وواعدة".

وتأتي هذه اللقاءات في ثالث وآخر أيام زيارة يقوم بها الرئيس الصيني إلى السعودية للمرة الأولى منذ 2016، وثالث رحلة له إلى الخارج منذ دفعت جائحة كوفيد-19 الصين إلى إغلاق حدودها والشروع في سلسلة من عمليات الإغلاق، مما أضر باقتصادها العملاق.

وجرى الإعلان عن 46 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين السعودية والصين، من بينها تعليم اللغة الصينية، حيث يسعى الجانبان إلى تعميق التعاون بينهما.

وأصبحت الصين في عام 2020 الشريك التجاري الأول لدول مجلس التعاون الخليجي الست، حيث يهيمن الوقود الأحفوري على التبادلات.

ويشتري ثاني أكبر اقتصاد في العالم المنتجات البترولية من سلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة والكويت، وأيضًا السعودية التي غطت وحدها قرابة 17% من احتياجات الصين النفطية في 2021، بينما تقوم قطر أيضًا بتزويد بكين بالغاز الطبيعي المسال.

قمة منتظرة

ومن المقرر أن يشارك الرئيس الصيني، اليوم الجمعة، في قمتين واحدة خليجية-صينية والثانية عربية-صينية يحضرهما قادة دول المنطقة.

ووصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي والرئيس الفلسطيني محمود عباس وقادة آخرون الخميس إلى الرياض.

كذلك سيحضر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني, كما أكد حضوره كل من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ورئيس الوزراء المغربي عزيز أخنوش.

وقال الرئيس الصيني حسبما نقل عنه الإعلام الرسمي الصيني إن بلاده تتطلع إلى "بذل جهود مشتركة مع الجانب السعودي والدول العربية، لتصبح القمتان حدثين كبيرين كمعلم في تاريخ تطور العلاقات الصينية العربية والصينية الخليجية، يسهمان في الارتقاء بالعلاقات الصينية العربية والصينية الخليجية إلى مستوى جديد".

اتفاقية التجارة الحرة

ولم يعلن عن تفاصيل كثيرة حول اجتماعي الجمعة، لكنهما قد يشكلان فرصة لاستئناف المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي الست التي بدأت في 2004.

ويقول روبرت موجيلنيكي من معهد دول الخليج العربية في واشنطن إن "الصين سترغب في إنهاء المفاوضات التي طال أمدها، حيث تشكل اتفاقات التجارة الحرة مع تكتلات تجارية ضخمة مسألة هيبة لبكين".

وأضاف: "الأمر ليس بهذه البساطة لدول مجلس التعاون الخليجي التي تبدو مهتمة أكثر بتقديم العلاقات الثنائية وتشارك بدرجات متفاوتة في منافسة اقتصادية إقليمية مع الدول الأعضاء المجاورة لها".

وذكرت وسائل إعلام سعودية أن الزيارة تشهد توقيع اتفاقيات بنحو 29,3 مليار دولار في مجالات عدة، في وقت تريد فيه الصين تعزيز اقتصادها المتضرر من فيروس كورونا.

لكن موجيلنيكي أشار إلى أن أهمية هذه الإعلانات ستتوضح في حال تجاوزت مرحلة التعهدات.

ومضى يقول: "عندما يتعلق الأمر بعلاقات الصين الثنائية مع الخليج والشرق الأوسط، يجب أن يتذكر الجميع أن توقيع مذكرات التفاهم والتعهد بالقيام باستثمارات أسهل بكثير من الالتزام برأس المال".

واشنطن: الصين تحاول تنمية نفوذها

وكان البيت الأبيض قد حذّر من "النفوذ الذي تحاول الصين تنميته حول العالم".

وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي للصحافيين، الأربعاء الماضي: "نحن مدركون للنفوذ الذي تحاول الصين توسيعه حول العالم".

وأضاف قائلًا: "إن الشرق الأوسط هو بالتأكيد من هذه المناطق التي يرغبون في تعميق مستوى نفوذهم فيها". وتابع "نعتقد أن العديد من الأمور التي يسعون إليها، وطريقة سعيهم إليها، لا تتلاءم مع الحفاظ على النظام الدولي الذي تحكمه قواعد" محددة.

وتابع كيربي: "لا نطلب من الدول الاختيار بين الولايات المتحدة والصين، لكن كما قال الرئيس مرّات عدّة، نعتقد أن الولايات المتحدة هي بالتأكيد في وضع يتيح لها القيادة في إطار هذه المنافسة الإستراتيجية".

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close