طلب مجمع "أ ب ث" (ABC) التجاري بالعاصمة اللبنانية بيروت، من شركة "فول هاوس" التي تملك متجرًا داخل المجمع، استبدال إحدى موظفاته التي تعمل داخل المجمع وذلك بسبب ارتدائها الحجاب.
وفي التفاصيل، فقد أعلنت إدارة متجر "فول هاوس" المخصص لبيع الأدوات المنزلية أنها تبلغت من إدارة مجمع ABC التجاري في منطقة الأشرفية في بيروت بضرورة استبدال عاملة لديه لأنها "مُحجبة".
هذه الخطوة عدها كثيرون تمييزًا ضد النساء وتقييدًا للحريات الشخصية، وأثارت استياءً كبيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي بحيث تصدر وسم #قاطع_ABC، قائمة الأكثر تداولًا على تويتر في لبنان، ودعا النشطاء من خلاله إلى مقاطعة المجمع التجاري.
"إسلاموفوبيا وتمييز"
فقد غرّدت الناشطة لينا زعيم كاتبة أن هذا المجمع التجاري كان ينظر إليه على أنه "معقل الحداثة في لبنان"، مضيفة: "يحظر توظيف النساء المحجبات لكنه يرحب بهن بصفة مشتريات لإنفاق أموالهن وهذا يرتقي إلى الإسلاموفوبيا والتمييز على أساس الجنس وكره النساء إلى مستوى جديد".
أما مدير المركز اللبناني لحقوق الإنسان وديع الأسمر فشدّد على أن "جسد وشكل المرأة حرية شخصية"، داعيًا إلى مقاطعة كل متجر "يرفض أو يفرض الحجاب"، على حد تعبيره، مذكرًا بأن الحق في العمل ينبغي أن يكون بدون تمييز أيًا كان السبب.
في المقابل، اعتبر المخرج زاهي علامة أن المؤسسات الخاصة لديها حرية إقرار أنظمتها الداخلية وشروط اختيار الموظفين.
موظفة في #لبنان تطرد من عملها بسبب حجابها تابعوا المزيد عبر البث المباشر للتلفزيون العربي على يوتيوبhttps://t.co/VLgRtlxUjQ pic.twitter.com/HjNolHgHZf
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 4, 2022
كيف برّرت الإدارة موقفها؟
بدوره، برّر المجمع طلبه بأن "ذلك يتنافى مع قوانين المؤسسة، واضعًا إياه في إطار "منع أي دلائل دينية لدى العاملين في المول" بحسب بيان نشره على الإنترنت.
وأكّدت إدارة الـABC "احترامها لجميع الديانات والمذاهب والتعامل معها على مبدأ المساواة وهي لذلك تحافظ على عدم إبراز أي شعار ديني أو سياسي أو حزبي لأي فئة كانت".
لكن شركة "فول هاوس" أكّدت أنّه على إثر ذلك قررت إغلاق متجرها في المجمع، مرجعة سبب ذلك إلى "معارضتنا التمييز بجميع أنواعه"، مؤكدةً للرأي العام أن الموظفة ما زالت تعمل لديها وستستكمل عملها في فروعه الأخرى الموجودة خارج المجمع.
ووقعت حادثة مشابهة بشهر ديسمبر/ كانون الأول الفائت في كندا، حين أثار قرار حرمان معلمة من ممارسة مهنتها في إحدى مدارس مقاطعة كيبيك الكندية بسبب ارتدائها الحجاب، جدلًا كبيرًا في البلاد.
فبموجب قانون سنته المقاطعة الكندية عام 2019 لمنع الرموز الدينية في الوظائف العامة والمدارس، نقلت مدرسة كيبيك معلمة ابتدائية إلى عمل آخر مختلف كونها محجبة، الأمر الذي أثار غضب الأهالي.
لكن حينها علّق رئيس الوزراء جاستن ترودو على الأمر بالإصرار على أنه لا يجب أن يفقد أي شخص في كندا لوظيفته بسبب ملابسه أو ديانته، مشيرًا إلى أن "الباب سيبقى مفتوحًا لأي إجراء في المحكمة".