Skip to main content

"قطيعة" بين اتحاد الشغل وقيس سعيّد.. هل يقترب من المعارضة؟

السبت 4 يونيو 2022

باتت نقاط الالتقاء بين الاتحاد العام التونسي للشغل والرئيس قيس سعيّد محدودة جدًا إن لم تكن معدومة، حيث كشف خطاب جديد للأمين العام للاتحاد التونسي للشغل نور الدين الطبوبي عن قطيعة تبدو عميقة مع قصر قرطاج.

وفي هذا السياق، حذر الطبوبي من محاولات اختراق منظمة طلابية، وذلك بعد الاتصال بنقابيين ودعوتهم للحوار برغم مواقف الاتحاد الرافض للمشاركة. كما ندد بما وصفه بالضغوط التي تمارسها وزيرة العدل للتدخل في عدد من القضايا.

في النتيجة، ومن دون التنسيق معها، أصبحت مواقف اتحاد الشغل أقرب إلى المعارضة منها إلى الرئيس، لكنّ غياب مشترك جامع بين الجبهات المعارضة يطيل أمد الأزمة ويعطّل حلّها، بحسب مراسل "العربي" في تونس.

مطالب مهنية ورسائل سياسية

وبحسب مراسل "العربي"، فقد باتت المواجهة بين الطرفين مكشوفة، قبل أيام من موعد الإضراب العام الذي أقره اتحاد الشغل في قطاع الوظيفة العمومية. ويشير في هذا السياق إلى لقاءات ماراثونية يجريها الأمين العام في الجهات حشدًا ليوم الإضراب.

وينقل مراسل "العربي" عن متابعين أنّ الإضراب الذي ينفذه الاتحاد سيحمل في مظهره مطالب مهنية، وفي جوهره رسائل سياسية، بحسب ما يقول متابعون.

وفي هذا السياق، يعتبر الكاتب الصحافي كمال بن يونس، في حديث إلى "العربي"، أّنّ "البيروقراطية التي انحازت في المرحلة السابقة لما سمّي بالانقلاب على الدستور، غيّرت موقفها على ما يبدو تحت ضغط المعارضة، وتحت ضغط الفشل الاقتصادي، وتزايد المعارضين للمسار السياسي لما بعد 25 يوليو داخليًا وخارجيًا".

خلافات جوهرية بين اتحاد الشغل وسعيّد

ويؤكد الكاتب السياسي صلاح الدين الجورشي أنّ تصريحات الطبوبي تمثّل مرحلة جديدة في العلاقة بين اتحاد الشغل والرئيس قيس سعيّد، موضحًا أنّ رئيس الجمهورية والفريق الذي حوله فشلوا في إمكانية استقطاب الاتحاد والتأثير على قياداته.

ويشير في حديث إلى "العربي"، من تونس، إلى محاولات جرت من جانب الرئاسة مع الاتحاد حتى يقف مع الأجندة الرئاسية، إلا أنّ هذه الجهود قد فشلت، لأنّ الاتحاد كشف عن وجود خلافات جوهرية مع المنهجية التي يعتمدها الرئيس سعيّد.

ويلفت في هذا السياق إلى خلافات أساسيّة حول فهم طبيعة المرحلة، وحول الآليات التي يُدار بها الشأن العام، وخصوصًا التعامل مع الأحزاب ومع منظمات المجتمع المدني.

ويجزم استنادًا إلى ما تقدم، بأنّ العلاقة تتّجه نحو القطيعة بين الطرفين، أو على الأقلّ، حالة شكّ عالية جدًا متبادلة بين الطرفين.

هل من "تقارب" بين الاتحاد والمعارضة؟

ويعتبر الجورشي أنّ هناك تقاربًا على مستوى الأطروحات والمواقف بين اتحاد الشغل والمعارضة في تونس، رغم الانتقادات التي يوجّهها الاتحاد لبعض قوى المعارضة، وذلك حول مسائل عدّة على غرار مقاطعة الحوار الذي أطلقه رئيس الجمهورية، وكذلك الموقف من الدستور، إضافة إلى مقاربة الملف القضائي.

ويلاحظ أنّه "على مستوى المضامين السياسية، هناك تقارب مهمّ بين الاتحاد والمعارضة، وهذا يدعم صف المعارضة ويقوّيها في المرحلة المقبلة".

لكنّه يستبعد إمكانية حصول تقارب حقيقي وعضوي بين الاتحاد والمعارضة بشكل عام، ولا سيما المعارضة الراديكالية، في الوقت الراهن، لافتًا إلى أنّه لا يزال هناك جدل كبير حول موقع حركة النهضة والإسلام السياسي في عملية بناء جبهة موحدة بين قوى المعارضة.

ويتحدّث كذلك عن خلافات بين اتحاد الشغل والمنهجية التي يمكن أن تتبعها المعارضة من أجل التصدّي لرئيس الجمهورية، باعتبار أنّ الاتحاد يبقى منظمة تعتمد على القانون وتريد حماية العلاقة في حدها الأدنى مع المؤسسات ومع رموز الدولة.

المصادر:
العربي
شارك القصة