أعلنت هيئة الدفاع عن القيادي في حركة النهضة نور الدين البحيري أن موكلها في حالة اختفاء قسري، وانتقدت عدم احترام الحصانة التي يتمتع بها البحيري بصفته نائبًا للشعب.
وأوضح عضو هيئة الدفاع سمير ديلو أن البحيري "اختطف من الشارع دون الإفصاح عن الجهة التي اختطفته واقتادته إلى مكان مجهول".
"منعرج يستدعي تدويل القضية"
ووجهت الهيئة رسائل إلى الرئيس قيس سعيّد ووزير الداخلية توفيق شرف الدين وحملتهما المسؤولية عما وصفته باختطاف البحيري وتدهور وضعه الصحي. وتقول الهيئة: "إن ما حدث هو تطويع لأجهزة الدولة ومنعرج خطير يستدعي تدويل القضية".
وقال ديلو: "سيتم التواصل مع الهيئات القضائية والحقوقية الإقليمية والدولية المعنية بانتهاكات حقوق الإنسان وخاصة بالاحتجاز والإخفاء القسري".
وأثارت حادثة اعتقال البحيري جدلًا واسعًا في تونس وفجّرت انتقادات بشأن طريقة اعتقاله على مستوى الشكل على الأقل باعتبارها تخالف المعايير القانونية التي ينص عليها الدستور إضافة إلى معارضتها مبدأ المحاكمة العادلة كما يرى مراقبون.
"ظاهرة غريبة"
واعتبر الكاتب الصحفي كمال بن يونس في حديث إلى "العربي" أن ظاهرة الاختطاف وتعنيف شخصيات "ظاهرة غريبة عن تونس" لم تحدث في عهود سابقة رغم اعتقال آلاف المعارضين.
ويواصل عدد من المحامين اعتصامهم احتجاجًا على ما وصفوه بالاختطاف والاحتجاز غير القانوني للقيادي في النهضة تزامنًا مع استمرار إضراب أعضاء حملة "مواطنون ضد الانقلاب". وينبئ المشهد بكثير من التعقيد في ظل تمسك سعيّد بإجراءاته.
ونقلت وكالة رويترز عن وزير داخلية تونس قوله: "إن شخصين قد وضعا في إقامة جبرية منذ يوم الجمعة بسبب تقديم وثائق هوية وجنسية بشكل غير قانوني وشبهة إرهاب جدية"، ملمحًا إلى مسؤولين من حزب النهضة.
حالته خطرة
ومساء الأحد، قال القيادي في "النهضة" رياض الشعيبي: إنه جرى نقل البحيري إلى المستشفى، وهو في "حالة خطرة جدًا" و"يواجه الموت"، مضيفًا أنه "منذ ثلاثة أيام دون طعام وماء ودواء".
وأكدت زوجة البحيري سعيدة العكرمي في المؤتمر الصحافي أنها لم تدخل لزيارة البحيري في المستشفى "ورفضت توقيع أوراق طلبها منها رئيس الفرقة الأمنية" وأن زوجها "تعرض لأزمة قلبية وهو في قسم الإنعاش بالمستشفى".
ويرفض نائب رئيس حزب النهضة نور الدين البحيري الذي نقل في حالة خطرة إلى المستشفى بعد يومين من توقيفه الجمعة، تناول الطعام والدواء بحسب ما نقلته وكالة فرانس برس اليوم الإثنين عن مصدر مطلع زاره الأحد.
ويشكو البحيري من عدة أمراض مزمنة من بينها السكّري وضغط الدم، وأراد الفريق الطبي نقله إلى المستشفى العسكري تفاديًا لتدهور وضعه الصحي، حسب المصدر نفسه.
وقام وفد من الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب، وهي هيئة مستقلة تابعة للدولة، ومن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بتونس بزيارة إلى مستشفى بمحافظة بنزرت نقل إليه البحيري وهو وزير عدل سابق، على ما أوضح المصدر نفسه.