أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال استقباله الموفد الصيني لي هوي، أنه يرى "عقبات جدية" أمام حل سلمي في أوكرانيا، مشيدًا رغم ذلك بالدور "الإيجابي" لبكين.
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد كشفت في بيان أن لافروف والمبعوث الصيني الخاص لي هوي، بحثا آفاق حل الصراع في أوكرانيا خلال اجتماع في موسكو، اليوم الجمعة.
وجاء في البيان أن "وزير الخارجية الروسي كرر خلال الاجتماع التزام موسكو لصالح حل سياسي-دبلوماسي للنزاع، ملاحظًا وجود عقبات جدية مصدرها أوكرانيا وداعموها الغربيون أمام استئناف مفاوضات السلام".
وأضافت الخارجية الروسية: "أعرب سيرغي لافروف عن امتنانه للصين لموقفها المتوازن بشأن الأزمة الأوكرانية وعن تقديره العميق لاستعداد بكين لأداء دور إيجابي في تسويتها".
الدور الصيني
ويجري الموفد الصيني لي هوي، الذي سبق أن شغل منصب سفير بكين في موسكو، جولة لعواصم أوروبية منذ أسبوع من بينها كييف، التي شدد وزير خارجيتها دميترو كوليبا أثناء لقاء هوي على ضرورة "احترام وحدة أراضي" أوكرانيا.
وخلال زيارته لألمانيا، طلبت الحكومة الألمانية من الموفد الصيني أن "يمارس ضغطًا" على روسيا لتسحب قواتها من أوكرانيا.
وتحافظ روسيا والصين على علاقات وثيقة، حيث زار الرئيس الصيني شي جينبينغ موسكو في مارس/ آذار، معلنًا أنّ العلاقات بين البلدين "تدخل حقبة جديدة".
وفيما يتعلق بالحرب الدائرة في أوكرانيا، تشدد الصين على موقفها المحايد من النزاع بين أوكرانيا وروسيا، لكنّها تعرّضت لانتقادات غربية لرفضها إدانة الهجوم العسكري الروسي.
انسداد أفق السلام
ويتزامن تصريح لافروف مع كشف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري ميدفيديف أن المفاوضات مع كييف "مستحيلة"، لكنه قال: "عاجلًا أم آجلًا سيتعين على كييف التفاوض".
فقد نقلت وكالات الأنباء الروسية عن ميدفيديف قوله أن "هذا الصراع سيستمر لفترة طويلة جدًا. ربما لعقود. هذا واقع جديد".
كما ذكر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي أن بلاده لا يمكن أن تثق في أي هدنة مع حكام أوكرانيا الحاليين لأن الصراع سيندلع مرة أخرى، وبالتالي يجب "تدمير الحكومة الحالية".
في هذا الصدد يلفت رئيس تحرير موقع "أوكرانيا اليوم" محمد العروقي في حديث لـ "العربي"، إلى أن التطورات الميدانية المتصاعدة غير المسبوقة لا تبشر بأي مفاوضات بين الطرفين.
ويردف من كييف: "شهدنا خلال الشهر الجاري أكثر من 14 هجمة روسية واسعة على جميع أوكرانيا، غير مسبوقة بمعدلها مقارنةً مع العام الماضي".