الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

لحل أزمة ناقلة صافر.. الأمم المتحدة توقّع مذكرة تفاهم مع الحوثيين

لحل أزمة ناقلة صافر.. الأمم المتحدة توقّع مذكرة تفاهم مع الحوثيين

Changed

فقرة ضمن "برنامج "شبابيك" تعرض لقصة الناقلة "صافر" التي تهدد حياة ملايين اليمنيين (الصورة: غيتي)
سبق لمنظمة "غرينبيس" البيئية أن حذّرت مؤخرًا من أن الناقلة المهجورة تشكل "تهديدًا خطيرًا" على حياة ملايين اليمنيين.

ضمن محاولات دولية لمنع وقوع واحدة من أسوأ كوارث التسرب النفطي في العالم، وقّعت الأمم المتحدة مذكرة تفاهم مع جماعة الحوثي في اليمن، تتعلق بدعم اقتراح تقدّمت به المنظمة الأممية لحل قضية ناقلة "صافر" النفطية المهجورة قبالة سواحل البلاد.

وأعلن المتحدث باسم منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، راسل غيكي، اليوم الإثنين، أنه في الخامس من مارس/ آذار، وقع الحوثيون ومنسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، مذكرة تفاهم لوضع إطار للتعاون بشأن الاقتراح الذي قامت بتنسيقه الأمم المتحدة لحل التهديد الذي تشكله ناقلة صافر.

طبيعة الناقلة؟

والناقلة "صافر"، صُنعت قبل 45 عامًا وتُستخدم منصة تخزين عائمة، وهي محمّلة بنحو 1,1 مليون برميل من النفط الخام تقدّر قيمته بحوالي 40 مليون دولار، لكنها مهجورة منذ عام 2015، وترسو قبالة ميناء الحديدة حيث لم تخضع لأي صيانة مذّاك؛ ما أدّى إلى تآكل هيكلها.

وخلق تهديد الناقلة لحياة اليمنيين تخوفًا دوليًا كبيرًا من حدوث عملية تسرب بأي لحظة، ولهذا كان الاتجاه نحو تفريغ الناقلة العملاقة من حمولتها في سفينة أخرى.

وطوال الفترة التي علقت فيها "صافر" في ميناء رأس عيسى النفطي على البحر الأحمر الواقع تحت سيطرة الحوثي، كان مسؤولو الأمم المتحدة يحذرون من أن الناقلة يمكن أن يتسرب منها أربعة أمثال النفط الذي تسرب في كارثة إكسون فالديز قبالة ألاسكا في عام 1989.

وفي 27 أيار/ مايو الماضي تسرّبت مياه إلى غرفة محرّكها. والسفينة مهدّدة في أيّ لحظة بالانفجار أو الانشطار، ما من شأنه أن يؤدّي إلى تسرّب حمولتها في مياه البحر الأحمر.

وربط المتحدث مذكرة التفاهم، بتمويل المانحين، مشيرًا إلى أنه سيشمل حلًا قصير الأمد للقضاء على التهديد الفوري عبر نقل مليون برميل نفط على متن صافر إلى ناقلة نفطية، بالإضافة إلى حل طويل الأمد.

وأشار إلى أن جماعة الحوثي "تلتزم أيضًا بتسهيل نجاح المشروع".

ويوم أمس الأحد، أكد المسؤول السياسي في الجماعة محمد علي الحوثي، على تويتر، توقيع مذكرة تفاهم مع الأمم المتحدة بشأن سفينة صافر، لتجنيب سواحل البحر الأحمر أي كارثة، وفق قوله.

وسبق لمنظمة "غرينبيس" البيئية، أن حذّرت مؤخرًا من أن الناقلة المهجورة تشكل "تهديدًا خطيرًا" على حياة ملايين اليمنيين الذين قد يجدون أنفسهم دون مياه للشرب ومساعدات غذائية، في حال عدم منع تسرب النفط.

وكان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانيّة مارتن غريفيث أعلن خلال اجتماع لمجلس الأمن في فبراير/ شباط الماضي، التوصل إلى "اتفاق مبدئي" مع الحوثيين لنقل حمولة الناقلة إلى سفينة أخرى.

بماذا يطالب الحوثيون؟

ويطالب الحوثيون بأن تقوم الفرق الأممية بفحص الناقلة وصيانتها فورًا، لكن الأمم المتحدة قالت إنّ فرقها تخطط لإجراء زيارات لتقييم حجم الأضرار قبل بدء عملية الصيانة الفعلية.

وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أكد سابقًا أن المنظمة خصّصت 3,35 مليون دولار من أجل المهمة.

ومنذ سنوات تحاول الأمم المتحدة تأمين السفينة "صافر"، ومنع حدوث تسرّب نفطي منها، لكنّها لم تتمكّن من ذلك بسبب رفض الحوثيين السماح لها بالوصول إلى الناقلة الراسية قبالة الميناء الخاضع لسيطرتهم.

وسبق للأمم المتحدة أن نالت موافقة مبدئية على إرسال فريق أممي لتفقّد الناقلة في صيف العام 2019، قبل أن يتراجع الحوثيون عن قرارهم في اللحظة الأخيرة، قبيل بدء الفريق الأممي مهمّته.

ويشهد اليمن حربًا طاحنة عقب سيطرة جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى في 2014، ما أدى لتدخل السعودية عبر تحالف عسكري منذ عام 2015 دعمًا للحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها أمميًا.

وأسفرت الحرب عن مقتل مئات الآلاف من الأشخاص بشكل مباشر أو غير مباشر في الصراع اليمني، بينما نزح الملايين، في وقت تقف فيه البلاد على شفا مجاعة، وسط تحذيرات المانحين من أن نفاد المساعدات يشكل أكبر تهديد للأهالي.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close