الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

للحفاظ على النظام المصرفي.. بايدن يتعهد بالقيام "بكل ما هو ضروري"

للحفاظ على النظام المصرفي.. بايدن يتعهد بالقيام "بكل ما هو ضروري"

Changed

نافذة اقتصادية تناقش تداعيات إغلاق بنك وادي السيليكون في أميركا (الصورة: رويترز)
أكّد الرئيس الأميركي أن دافعي الضرائب لن يتحملوا كلفة تعويض مودعي بنك "سيليكون فالي"، موضحًا أن الحكومة تضمن أن يستعيد المودعون ما خسروه.

دعا الرئيس جو بايدن الأميركيين لأن "يثقوا" في النظام المصرفي "الآمن"، مؤكدًا في كلمة الإثنين أنه سيفعل "كل ما هو ضروري" للحفاظ عليه بعد انهيار بنك "سيليكون فالي". 

وقال بايدن خلال خطاب قصير من البيت الأبيض اتسم بنبرة حازمة: "لن نتوقف عند هذا الحد" و"سنفعل كل ما هو ضروري" بعدما وضعت السلطات الأميركية البنك المتخصص في تمويل قطاع التكنولوجيا تحت الوصاية وتدخلت بسرعة في ظل إفلاس مصرفين آخرين أصغر حجمًا.

حماية الودائع

كذلك أعلن الرئيس الأميركي أنه سيطلب من الكونغرس "تعزيز" القواعد الناظمة للقطاع المصرفي التي سبق وشُدّدت بعد كارثة انهيار مصرف "ليمان براذرز" عام 2008 قبل أن يخففها الرئيس السابق دونالد ترمب.

كما أكّد أن دافعي الضرائب لن يتحملوا كلفة تعويض مودعي البنك، موضحًا أن الحكومة تضمن أن يستعيد المودعون ما خسروه، لكن "ستأتي الأموال من الرسوم التي تدفعها البنوك لتأمين الودائع". 

كما أعلن الرئيس الأميركي أنه سيتم طرد مديري بنك "سيليكون فالي"، وذلك بعدما وعد في تغريدة الأحد "بتحميل المسؤولية" للفاعلين الماليين "الذين أحدثوا هذه الفوضى". 

ويحاول جو بايدن تعزيز أهم أسس الأسواق وهي الثقة التي تمثل الحصن الوحيد ضد تداعيات واسعة النطاق لأزمة بنك "سيليكون فالي".

وكشفت السلطات الأميركية الأحد عن سلسلة إجراءات لطمأنة الأفراد والشركات بشأن متانة النظام المصرفي الأميركي، وستضمن خصوصًا سحب جميع ودائع البنك المفلس ومقره ولاية كاليفورنيا.

وبالإضافة إلى "إس في بي"، ستضمن السلطات الأميركية الوصول إلى جميع ودائع مؤسسة بنك "سيغنتشر" الذي أغلقته السلطات الناظمة في خطوة فاجأت الجميع.

تداعيات عالمية

ويأتي ذلك بعدما اتخذت السلطات إجراءات في الولايات المتحدة وأوروبا لحماية ودائع المؤسسة التي أفلست ووضعت تحت الوصاية العامة الأحد.

ويشير الكاتب الاقتصادي تامر حسن إلى أنه منذ الإعلان عن إفلاس بنك "سيليكون فالي" بدأت تداعياته تطال العالم حيث انخفض الدولار الأميركي عالميًا مقابل العملات الأساسية. 

كما ارتفعت الودائع الثابتة بالنسبة للبنوك. ولفت في حديث إلى "العربي" من لوسيل، إلى أن بنك "سيليكون فالي" استحوذ منذ عامين على أكثر من 40% وحوالي 80 مليار دولار لشراء سندات حكومية وكانت تعطي فائدة طويلة الأجل بحوالي 1.5%. لكن مع ارتفاع أسعار الفائدة من صفر إلى نحو 0.4% أدّت هذه الودائع إلى خسائر، بحسب حسن. 

وقد حاول البنك تعويض هذه الخسائر وبيع بعض الأصول ما أدى إلى تخوف بعض المستثمرين وعجز البنك عن تأمين السيولة للمودعين ثم أعلن إفلاسه بعد يومين. 

ضمان سحب الودائع 

وقد سجلت مؤشرات الأسواق الأوروبية الرئيسية تراجعًا بأكثر من 2% عند الساعة 10:15 بتوقيت غرينتش، وعانت أسهم البنوك من انخفاضات حادة.

كما أصدرت مجموعة من الشركات بيانات في بورصة لندن لطمأنة المستثمرين.

ومن جانبها، أعلنت لندن الإثنين عن شراء بنك "إتش إس بي سي" للفرع البريطاني لبنك "سيليكون فالي" في مقابل جنيه إسترليني واحد رمزي.

وقالت وزارة المال البريطانية في بيان: "تم اليوم بيع بنك سيليكون فالي (المملكة المتحدة) إلى إتش إس بي سي (...) سيتمكن زبائن إس في بي يو كاي من الوصول إلى ودائعهم وخدماتهم المصرفية كالمعتاد اعتبارًا من اليوم". 

عسر ثلاثة بنوك

وتحرص السلطات على تجنب حدوث ذعر في الأسواق الإثنين وسحوبات جماعية لزبائن البنوك، وهو ما يمكن أن يكون له تأثير عدوى مدمر على القطاع.

وتسببت موجة عمليات السحب المصرفية في عسر في ثلاثة بنوك الأسبوع الماضي: بنك سيليكون فالي، وبنك سيغنتشر، وكذلك بنك سيلفرغايت الأصغر حجمًا، لكن المعروف بروابطه الوثيقة مع قطاع العملات المشفرة.

ويعتبر بنك "سيغنتشر" ومقره في نيويورك البنك الحادي والعشرين الأكبر في الولايات المتحدة، فقد قدّر الاحتياطي الفدرالي أصوله بمبلغ 110 مليارات دولار في نهاية عام 2022. وهو ثالث أكبر بنك يفلس في تاريخ الولايات المتحدة بعد "إي في بي" و"واشنطن ميوتشوال" عام 2008.

وقال مسؤول في وزارة الخزانة: إن "النظام المصرفي أكثر قدرة على المقاومة ولديه أساس أفضل بكثير مما كان عليه قبل الأزمة المالية لعام 2008"، مضيفًا أن جميع الإجراءات التي تم الكشف عنها الأحد "ضرورية لمعالجة المخاطر الشاملة التي لاحظناها في الأسواق المالية". 

وقال مسؤول في الاحتياطي الفدرالي إن الحل الذي أُعلن عنه الأحد يحمي المودعين، لكن المساهمين في بنك سيليكون فالي وسيغنتشر "سيخسرون كل شيء". 

وفي الوقت نفسه، طرحت السلطات الأميركية البنك المفلس للمزاد بهدف إيجاد مشترٍ في أقرب وقت.

طمأنة أوروبية  

ووسط مخاوف من تكرار أزمة 2008، أكد مفوض الاقتصاد في الاتحاد الأوروبي باولو جينتيلوني الإثنين أن انهيار بنك سيليكون فالي في الولايات المتحدة لا يمثّل تهديدًا خطرًا لأوروبا، في ظل مخاوف المستثمرين من إمكانية انتقال العدوى.

وقال جينتيلوني للصحافيين في بروكسل مع تراجع الأسهم الأوروبية بشكل كبير في تداولات فترة بعد الظهر: إن "احتمال التأثير غير المباشر هو أمر علينا مراقبته، لكنني لا أرى حاليًا في الأمر خطرًا كبيرًا". 

وفي ألمانيا، أكدت سلطة الرقابة المالية الفدرالية الإثنين أن إفلاس سيليكون فالي لا يشكل "تهديدًا للاستقرار المالي" في البلاد. 

من جهته، أكد وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير أن البنوك الفرنسية ليست في خطر، مشيرًا إلى أن البنوك الفرنسية "ليست نشطة في قطاع واحد" مثل بنك سيليكون فالي الذي كان يعمل بشكل حصري تقريبًا مع قطاع التقنيات الجديدة.

أمّا رابطة القطاع التكنولوجيا البريطاني، فاعتبرت أن بيع فرع بنك سيليكون فالي إلى إتش إس بي سي سوف "يخفف" من الوضع في "محيط قطاع التكنولوجيا".

المصادر:
العربي- وكالات

شارك القصة

تابع القراءة