الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

لمواجهة نقص العاملين الصحيين.. ألمانيا: روبوتات توفّر رعاية للمسنّين

لمواجهة نقص العاملين الصحيين.. ألمانيا: روبوتات توفّر رعاية للمسنّين

Changed

تقرير يسلط الضوء على روبوت يعمل في إحدى المستشفيات الأميركية لمعالجة مشكلة نقص اليد العاملة (الصورة: مواقع التواصل)
مع توقع وصول عدد وظائف التمريض الشاغرة في ألمانيا إلى 670 ألفًا بحلول عام 2050، يتمثل هدف الباحثين في إدماج الروبوتات بعمل المرافق الصحية ودور المسنّين.

يمثّل روبوت "غارمي" حلمًا للطبيب الألماني المتقاعد غونتر شتاينباخ، لقدرته على تشخيص الأمراض وربما توفير العلاجات والرعاية المناسبة مستقبلًا.

ولا يختلف "غارمي" عن الروبوتات الأخرى، فهو مثبّت فوق قاعدة متحركة ومجّهز بذراع آلية وشاشة سوداء تظهر عليها دائرتان زرقاوان هما بمثابة عينيه.

وتولّى تصميم "غارمي" عشرات الباحثين من معهد ميونيخ للروبوتات والذكاء الآلي المتخصّصين في الـ"جيرياترونكس"، وهو مجال جديد تُستخدم فيه التقنيات الحديثة لتطوير طب الشيخوخة.

وأنشأ المعهد الذي يشكل قسمًا من جامعة ميونيخ التقنية، وحدته المتخصّصة في الـ"جيرياترونكس" في غارميش-بارتنكيرشن التي تشكّل منتجع تزلج يضمّ أعلى نسبة من كبار السن في ألمانيا، التي تسجّل إحدى أعلى معدلات الشيخوخة في العالم.

ومع توقّع وصول عدد وظائف التمريض الشاغرة في ألمانيا إلى 670 ألفًا بحلول عام 2050، يتمثّل هدف الباحثين البسيط في إدماج الروبوتات بعمل المرافق الصحية ودور المسنّين، ما يحدّ من تنقّل الأطباء بين مراكز الرعاية هذه.

مهمات متعدّدة

وقال الباحث والمسؤول العلمي عن المختبر عبد الجليل ناصري (43 عامًا): "لدينا أجهزة صراف آلي لسحب الأموال، لكن تخيّلوا أنّه في أحد الأيام، وضمن النموذج نفسه، سيُتاح للأشخاص الخضوع لفحوصهم الطبية في نوع من المراكز التكنولوجية".

وسيتمكّن الأطباء تاليًا من تقييم النتائج التي يوفّرها الروبوت عن بُعد، في خطوة مفيدة خصوصًا للأشخاص الذين يعيشون في أماكن نائية.

ويُمكن أن تؤدي هذه الروبوتات مهمات عدة، على غرار تقديم وجبات طعام أو فتح عبوة من الماء أو طلب المساعدة في حال سقوط المريض أو إطلاق محادثة بالفيديو مع عائلته أو أصدقائه.

وداخل المختبر، يستعد الطبيب غونتر شتاينباخ لتقييم تقدّم الروبوت، فيجلس أمام مكتب مجهز بثلاث شاشات وآلة تحكم.

وفي زاوية أخرى من الغرفة، يجلس باحث يتولّى دور المريض أمام الروبوت "غارمي" الذي يضع سماعة طبية على صدر الباحث، عقب تلقيه أمرًا وجهّه إليه شتاينباخ.

وعلى الفور، تظهر على الشاشة أمام الطبيب البيانات الطبية الخاصة بالمريض، وقال شتاينباخ: "تخيّلوا لو كان ذلك مُتاحًا لي في السابق".

وعلى غرار شتاينباخ، يزور مقدمو رعاية من مختلف التخصّصات المختبر باستمرار، لإبداء ملاحظاتهم في ما يتعلّق بتصميم الروبوت.

وقال عبد الجليل ناصري: "إنّ غارمي يتصرّف كطفل في الثالثة، علينا أن نعلّمه الأمور كلّها".

هل يُمكن الوثوق بالروبوت؟

غير أنه لم يُعرف بعد متى سيُصبح "غارمي" مُتاحًا في الأسواق، فيما لم تُحدّد بعد تكاليف تصنيعه واستخدامه.

وأكد ناصري أنّ "تسويق غارني حتمي، إذ تُظهر الإحصاءات أنّ استخدامه أمر ملحّ"، مضيفًا أنه "اعتبارًا من عام 2030، ينبغي أن نكون قادرين على دمج هذا النوع من التكنولوجيا في مجتمعنا".

وإذا بدأ المشروع يؤتي ثماره، يُرجّح أن يظهر "غارمي" للمرة الأولى في ممرات دار "زانت فنتسنتس" للمسنين في غارميش-بارتنكيرشن، الذي هو شريك في المشروع.

من جهتها، اعتبرت مديرة المؤسسة الثلاثينية إيفا بيوسكوفيك أن نقص الموظفين هو أحد مشكلاتها اليومية، وأنه لا يوجد علاج سحري لهذه الأزمة.

وقالت: "لن يتمثّل الحل بمجرد روبوت، لكنّه قد يتيح للموظفين تمضية وقت إضافي مع النزلاء".

ورأى فريق عمل عبد الجليل ناصري أنّ أحد التحديات الرئيسة لا يتمثّل في مسائل تقنية أو طبية أو مالية، بل بقبول المرضى للروبوتات.

وقال ناصري: "عليهم الوثوق بالروبوت واستخدامه كما نستعمل الهواتف الذكية راهنًا".

وكانت إحدى المستشفيات في شيكاغو الأميركية أدخلت الروبوت "موكسي" إلى سوق العمل لمواجهة مشكلة نقص اليد العاملة فيها.

المصادر:
العربي، ا ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close