الأربعاء 1 مايو / مايو 2024

"تعتيم وإنكار".. كيف صور الإعلام الروسي الرسمي الهجوم على أوكرانيا؟

"تعتيم وإنكار".. كيف صور الإعلام الروسي الرسمي الهجوم على أوكرانيا؟

Changed

"العربي" في تغطية للاعتقالات التي طالت المحتجين على الحرب في روسيا (الصورة: غيتي)
تحتشد القوة الكاملة لآلة الدعاية الحكومية الروسية لتصوير الهجوم العسكري لموسكو على أنه حملة دفاعية لـ"تحرير" أوكرانيا، وفقًا لتقرير "الغادريان".

تطرق تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية إلى "تعتيم" الإعلام الروسي حول حقيقة ما يحصل في أوكرانيا، عقب الهجوم العسكري الذي ينفّذه الجيش الروسي بأمر من الرئيس فلاديمير بوتين.

وأكّد التقرير بعد متابعة نقل التلفزيون الرسمي الروسي بعد ظهر اليوم الجمعة، أن المنفذ الإعلامي التابع للحكومة قدم "القليل من الدلائل"، على أن صواريخ البلاد تقصف العاصمة الأوكرانية.

فبدلًا من ذلك، تحتشد القوة الكاملة لآلة الدعاية الحكومية الروسية لتصوير الهجوم العسكري لموسكو على أنه حملة دفاعية لـ"تحرير" أوكرانيا، مع التركيز في معظم تغطيتها على الحماية المزعومة لمنطقة دونباس، التي يفترض أنها تتعرض لهجوم من قبل كييف.

وسائل الإعلام الروسية "تنكر" الهجمات

وصرح زعيم الجمهورية المعلنة من جانب واحد في لوغانسك ليونيد باشنيك لقناة روسيا 24: "وضعنا مقلق للغاية.. العدو يهاجم مواقعنا ويدخل منازل المدنيين".

وذكرت لافتة إخبارية عاجلة على القناة الأولى أن "أوكرانيا أطلقت ثلاثة صواريخ على جمهورية دونيتسك الشعبية في الدقائق السبع الماضية"، وفق "الغارديان".

وتتبع أخبار الدولة الروسية في الغالب رواية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الحرب في أوكرانيا، والتي أوضحها في خطابه إلى الأمة في وقت مبكر من صباح أمس الخميس عندما أعلن عن "عملية عسكرية خاصة" محدودة "لنزع السلاح" في أوكرانيا وحماية المواطنين في دونباس مما ادعى أنها كانت "إبادة جماعية" أوكرانية.

وتشير الصحيفة البريطانية إلى أنه طوال فترة التغطية صباح اليوم الجمعة، كان الهجوم الروسي على العاصمة الأوكرانية "يُنكر في كثير من الأحيان".

فقد قال المحلل أرتيوم شينين على القناة الأولى أن "كييف مدينة يعيش فيها المدنيون، لم تتعرض للقصف من قبل أي شخص"، بتصريح يتناقض بشكل واضح مع عدد لا يحصى من التقارير التي أظهرت العكس.

"روسيا تحرر أوكرانيا"

ولكن، نظرًا لأنه أصبح من الصعب على وسائل الإعلام الحكومية تجاهل التقدم العسكري الشامل داخل الأراضي الأوكرانية، بدأت بعض القنوات في تصوير الجنود الروس على أنهم محررون منتَظرون "بفارغ الصبر".

وقالت أولغا سكابيفا إحدى أبرز مذيعات التلفزيون الحكومي في البلاد: "الناس في مدينة خاركيف لديهم مشكلة واحدة فقط مع الجيش الروسي وهي سؤالهم "ما الذي استغرقكم كل هذا الوقت؟".

كذلك تستعرض "الغارديان" التناقض "الحاد" في تغطية العملية العسكرية في أوكرانيا مقارنة مع الحملات العسكرية الروسية الأخرى، فأثناء التدخل العسكري الروسي في سوريا عام 2015، كان المشاهدون يرون غالبًا مقاطع فيديو براقة لطائرات مقاتلة تدمر أهدافها. بينما يعد تجنب بث مقاطع الفيديو هذه المرة بمثابة علامة على أن السلطات الروسية تدرك قلق البلاد العميق من الصراع.

ويعدّ التلفزيون أكبر مصدر إخباري للروس على الرغم من تراجع الثقة به على مدار العقد الماضي، وفقًا لاستطلاعات الرأي السابقة، بحيث يقول 62% من السكان إنهم يتلقون أخبارهم من التلفزيون. لكن استطلاعات الرأي تظهر أيضًا أن معظم الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا يفضلون الحصول على أخبارهم عبر الإنترنت ومن مواقع التواصل الاجتماعي.

مصادر إخبارية "بديلة" للروس

وعلى الرغم من حملة القمع التي تفرضها الدولة على وسائل الإعلام الروسية، لا يزال بإمكان القراء الاختيار من بين العديد من المنافذ المستقلة التي تقدم تقارير قد توصف بـ"الانتقادية" عن تورط الدولة في الحرب، بما في ذلك منصة الإنترنت الشهيرة Meduza والقناة التلفزيونية Dozhd، وكلاهما صُنف مؤخرًا على أنهما "عملاء أجانب" من قبل السلطات الروسية.

كما أن أولئك الذين يستطيعون قراءة اللغة الإنكليزية لا يزال بإمكانهم الوصول إلى الصحافة الأجنبية عبر مواقع الإنترنت، وهناك أيضًا العديد من القنوات عبر تطبيق "تلغرام" الشهير التي يديرها صحفيون مستقلون تحولوا إلى مدونين.

فعلى عكس "واتساب"، يسمح تطبيق المراسلة المشفرة "تلغرام" للقراء "بمتابعة" المستخدمين بطريقة مماثلة "لتويتر"، الذي لا يصل إليه سوى 3% من السكان، بحسب الصحيفة.

وفي هذا السياق، كشفت التقارير الإعلامية أن روسيا هددت في السابق بحجب ما لا يقل عن 10 منافذ إخبارية ما لم تحذف تغطيتها لتحقيقات أجراها المعارض المسجون من قبل الكرملين أليكسي نافالني حول الفساد حيث استسلمت معظم المنافذ للمطالب.

قمع لمعارضي الهجوم العسكري

أما على أرض الواقع، فقد أقدمت الشرطة الروسية، منذ أمس الخميس، على اعتقال المئات من الأشخاص خلال مشاركتهم في تظاهرات مناهضة للحرب التي تشنها موسكو على جارتها أوكرانيا.

فيما نددت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، بتوقيف روسيا أكثر من 1800 متظاهر مناهض للهجوم على أوكرانيا، وطالبت بالإفراج عن الذين لا يزالون موقوفين منهم.

أما وزارة الخارجية الروسية والنيابة العامة ولجنة التحقيق الروسية، فحذّرت الروس من المشاركة في أي حركة احتجاجية.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close