الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

مؤتمر أممي لدعم السوريين.. هل تعيق المواجهة الدولية وصول المساعدات الإنسانية؟

مؤتمر أممي لدعم السوريين.. هل تعيق المواجهة الدولية وصول المساعدات الإنسانية؟

Changed

يحذر مسؤولون أمميون من أن إغاثة السوريين تتطلب التزامات مالية تصل إلى 10 مليارات دولار قد تصطدم بقرار لا يسمح بعبور المساعدات إلا عبر دمشق حصرًا.

نظمت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء مؤتمرًا للمانحين في بروكسيل من أجل توفير دعم ماليّ لبلادٍ باتت أحجارها أكثر بكثير من ناسها.

وتتواجه أميركا بايدن مع روسيا والصين في مجلس الأمن. إذ لا تريد موسكو وبكين فتح مزيد من المعابر للسماح للمساعدات بالوصول إلى محتاجي سوريا الذين باتوا بحجم نصف الشعب السوري وفق التقديرات الأممية.

ويحذر مسؤولون أمميون من أن إغاثة السوريين تتطلب التزامات مالية تصل إلى 10 مليارات دولار، قد تصطدم بقرار أممي لا يسمح بعبور المساعدات إلا عبر دمشق حصرًا.

وفي الأثناء، يتجدد القصف الروسي على إدلب مع اشتباكات في ريف المدينة الشمالية بين قوات النظام وفصائل المعارضة.

"لن نعطي شيكًا مفتوحًا للأسد"

تعليقًا على التطورات يقول ديفيد دي روش، أستاذ الدراسات الاستراتيجية، إن الأسد وروسيا والإيرانيين استعملوا المساعدات الانسانية لدعم غاياتهم في تهجير الشعب السوري، ويؤكد "أننا لن نعطي شيكًا مفتوحًا لبشار الأسد وروسيا".  

ويلفت إلى أن بشار الأسد ومن يرعاه من الروس والايرانيين يريدون من بقية العالم أن يقف كتفًا إلى كتف معهم من أجل المساعدة الانسانية، بينما يحافظون على هذا النظام الشمولي الذي يقوم بتطهير عرقي لا سيما في مناطق غرب دمشق.

ويؤكد أن "علينا الحفاظ على المساعدة الإنسانية في سوريا، ولكن ليس بطريقة ندعم فيها نظام بشار الأسد".  

تبرئة ذمة

بدوره، يعتبر مروان قبلان ـ مدير وحدة تحليل السياسات في المركز العربي للأبحاث ـ أن استمرار المؤتمرات المانحة أمر مهم، ولكنه في جزء منه محاولة من قبل المجتمع الدولي ولا سيما القوى الكبرى لتبرئة ذمتها في ما يتعلق بالموضوع السوري، متحدثًا عن تقصير واضح من جانب هذه القوى منذ البداية.

ويرى أن الحرب السورية تحوّلت منذ عامها الثاني أو الثالث إلى حرب وكالة إقليمية ودولية، اسُتخدم خلالها السوريون كسلاح حرب بكل معنى الكلمة، مشيرًا إلى قيام روسيا في العام 2015-2016 بقصف المناطق المدنية بشكل متعمد لتهجير أكبر عدد ممكن من السوريين من بلادهم ودفعهم نحو أوروبا في محاولة لاستخدامهم لتقويض الاتحاد الأوروبي.

ويعتبر أن المساعدات للسوريين استخدمت أيضًا كسلاح سياسي من قبل الروس أو آخرين. ويوضح أن موسكو تمكنت على مدى السنوات الماضية من خفض المعابر إلى معبر واحد هو معبر باب الهوى، بغرض جعل المساعدات تتم حصرًا عن طريق النظام في محاولة لاستعادة شرعيته.

ويشدد على أن القضية السورية سياسية بالدرجة الاولى، وليست قضية إنسانية رغم أهمية المساعدات الانسانية التي ينبغي أن تستمر لمساعدة الشعب السوري.   

ويؤكد أن السوريين سواء أكانوا في مناطق النظام أم المعارضة أو في مخيمات اللجوء في الدول المجاورة لا يجوز أن يدفعوا ثمن الخلاف السياسي بين الدول، معتبرًا أنهم يستحقون المساعدة ويجب أن تصلهم ولا يهم كيف سيتم ذلك.

دمروا كل شيء

من ناحيته، يلفت عضو البرلمان الأوروبي برنارد جوتا، إلى أن الوضع الذي يعاني منه اللاجئون السوريون وحاجتهم للمساعدة أمر معقد جدًا، فمن جهة هناك مسألة التضامن الإنساني مع هؤلاء الناس الذين يحتاجون إلى كل شيئ: الطعام والمدارس والمستشفيات.. ومن جهة أخرى "لا بد من الحديث عن المسؤول عن هذا الوضع، وهم ثلاثة رجال وهم فلاديمير بوتين وبشارالأسد وخامنئي لأن ثلاثتهم دمروا سوريا".

ويرى أن الأسد وبوتين وخامئني "جعلوا اللاجئين السوريين يتوجهون نحو العالم كله، لا سيما دول الجوار في لبنان والأردن وتركيا في المناطق الحدودية". ويضيف: "لهذا السبب لا بد أن يدفعوا ثمن هذا الوضع، ومن الواضح أنهم لا يفعلون فقد دمروا كل شيء ولا يريدون دفع قرش واحد من أجل مساعدة هؤلاء الناس، لذا علينا أن نقوم بذلك نحن الإتحاد الأوروبي وبعض البلدان الأخرى في المجتمع الدولي".     

ويلفت إلى أن إيجاد كيفية إيصال هذه المساعدات أمر صعب جدًا، لأن بوتين والأسد وخامنئي لا يوفرون شيئًا من أجل وقف وصول المساعدة إلى اللاجئين.  

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close