أعلن الجيش السوداني مساء أمس الأربعاء أن قائده عبد الفتاح البرهان أعطى موافقته المبدئية على مبادرة منظمة "إيغاد" لحل الأزمة، وتمديد الهدنة الحالية لمدة 72 ساعة أخرى، وإرسال مبعوث عسكري إلى جوبا عاصمة جنوب السودان لإجراء محادثات.
وكانت مبادرة "إيغاد" تمخّضت عن اجتماع عُقد بين رؤساء دول المنظمة خُصص للبحث عن حلول للأزمة في السودان. ولم يصدر رد عليها من جانب قوات الدعم السريع.
بموازاة ذلك، طرح رئيس جنوب السودان سالفا كير مقترحًا لجمع كل من قائد الجيش وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" عند طاولة الحوار.
لكن المقترح لا يبدو عمليًا في ظل سعي كل من القائدين لإقصاء الآخر، لذا استعيض عنه بأن يوفد الطرفان ممثلين لهما إلى جوبا، وفق ما أوضح وزير خارجية جنوب السودان دينق داو.
"التواصل مستمر مع الطرفين"
وأشار داو في حديث لـ"العربي" من جوبا، إلى انتظار رد قوات الدعم السريع على مبادرة التسوية المقدمة من قبل منظمة "إيغاد" لإنهاء النزاع في السودان.
وتحدّث عن العمل في هذه المرحلة للوصول إلى التزام الطرفين بوقف إطلاق النار للسماح بإخراج العالقين في مناطق الاشتباك، ومن ثم بدء حوار جدي، بحسب قوله.
بإشراف قادة سياسيين سودانيين.. محادثات ستبدأ في بورتسودان لوقف الاقتتال بين الجيش والدعم السريع#السودان pic.twitter.com/bhXJijJr1o
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 27, 2023
وأوضح أنّ إقرار وقف إطلاق النار والسماح باستكمال عمليات الإجلاء هو جوهر المبادرة التي قدّمتها بلاده لحل الأزمة في السودان.
وقال: "اقترحنا أن تكون جوبا مكانًا لعقد اللقاء بين البرهان وحميدتي لبدء مفاوضات التسوية"، مشدّدًا على أنّ "المفاوضات بين أطراف النزاع في السودان جزء أساسي من المبادرة". كما أشار إلى استمرار التواصل مع كلا الطرفين.
مساع دولية وداخلية
إلى ذلك، أكدت وزارة الخارجية الأميركية في بيان أن الوزير أنتوني بلينكن بحث مع رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد التعاون لوضع حد للقتال في السودان بصفة دائمة.
وكشفت واشنطن أنها تجري اتصالات مع شركاء إقليميين ودوليين لتشكيل لجنة مفاوضات بالسودان.
على الصعيد الداخلي، أفادت مصادر أن محادثات لتهدئة الأوضاع في السودان ستنطلق في مدينة بورتسودان؛ أطرافها أربعة هم قادة كل من حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع النيل الأزرق، إضافة إلى والي شرق دارفور.
وتهدف المحادثات إلى جمع البرهان وحميدتي عند طاولة المباحثات بدلًا من ساحات القتال.