السبت 27 أبريل / أبريل 2024

متغيّر جيني يوفّر الحماية.. دراستان قد تؤديان إلى اختراقات بمكافحة كورونا

متغيّر جيني يوفّر الحماية.. دراستان قد تؤديان إلى اختراقات بمكافحة كورونا

Changed

أودى فيروس كورونا بحياة أكثر من 5.54 ملايين شخص في العالم
أودى فيروس كورونا بحياة أكثر من 5.54 ملايين شخص في العالم (غيتي)
تشير الأبحاث المبكرة إلى أن فقدان حاسة الشم والتذوق نادر مع متحور "أوميكرون"، ولكنه ليس مستبعدًا تمامًا.

منذ بداية انتشار جائحة كوفيد-19، انشغل العلماء في البحث عن كيفية تأثير جينات المريض على قوّة العدوى، والجينات المسؤولة عن الإصابة بعوارض ما بعد الإصابة.

وفي نتائج قد تؤدي إلى "اختراقات جديدة" في طرق مكافحة الفيروس، حدّد فريق دولي من الباحثين متغيرًا وراثيًا قد يوفّر الحماية من الأعراض الشديدة للفيروس. كما توصّل علماء آخرون إلى "عامل خطر وراثي" وراء فقدان حاستي الشمّ والتذوق بعد الإصابة بالفيروس، يُرجّح أن يكون السبيل لإيجاد العلاج المناسب لهذا العارض الذي قد يستمر طويلًا.

متغيّر جيني يوفّر الحماية

ووجدت دراسات سابقة أُجريت على الأشخاص من أصل أوروبي بشكل رئيسي، أن الأفراد الذين يحملون شريحة معينة من الحمض النووي الموجود داخل مجموعة الجينات (OAS1/2/3)، لديهم خطر أقلّ بنسبة 23% لتطوير عدوى كورونا، وقالت الدراسات إن هذا الجزء من الحمض النووي موجود لدى الناس في حوالي نصف الأشخاص خارج إفريقيا.

واستطاع العلماء في دراسة جديدة نشرتها مجلة "ساينس أليرت" تحديد متغيّر جيني داخل هذه الشريحة هو "rs10774671"، ويتواجد في كل من الأشخاص سواء من أصول إفريقية أو أوروبية.

وقالت مؤلفة الدراسة جينيفر هوفمان: "حقيقة أن الأفراد المنحدرين من أصل إفريقي يتمتعون بنفس الحماية مثل الأوروبيين، سمحت لنا بتحديد المتغيّر الفريد في الحمض النووي الذي يحمي بالفعل من عدوى كوفيد-19".

وذكر الباحثون أن تحديد هذا المتغيّر قد يكون خطوة مهمة نحو أنواع جديدة من العلاج التي تعزّز الاستجابة المناعية ضدّ فيروس كورونا.

وفي هذا الإطار، قال كبير الباحثين وعالم الوراثة برنت ريتشاردز من جامعة ماكجيل في كندا: "إن فهم عوامل الخطر الجينية بالتفصيل هو المفتاح لتطوير عقاقير جديدة ضد كوفيد-19".

فقدان حاستي الشمّ والذوق

إلى ذلك، وبعد حوالي ستة أشهر من الإصابة بالفيروس، لا يزال 1.6 مليون شخص في الولايات المتحدة غير قادرين على الشمّ أو عانوا من تغيير في قدرتهم على الشمّ.

ويعتقد فريق من علماء أميركيين وبريطانيين، في شركة الجينوميات والتكنولوجيا الحيوية "23 أند مي"، أن السبب الدقيق لفقدان الحاستين بعد الإصابة بفيروس كورونا، ناجم عن تلف الخلايا المصابة في جزء من الأنف يسمّى الظهارة الشمّية. وتحمي هذه الخلايا، الخلايا العصبية الشمية التي تساعد الإنسان على الشم.

ونشرت مجلة "ناتشير جينيتكز" الدراسة التي أوضحت أن فقدان الحواس يرتبط بموقع جينَي الشم والتذوق على الكروموسوم، وأشارت إلى أن عامل الخطر الجيني هذا يزيد من احتمالية تعرّض الشخص المصاب بالفيروس لفقدان حاسة الشم أو التذوق بنسبة 11%.

ومن بين مجموعة مكوّنة من 69841 شخصًا أصيبوا بكورونا، أفاد 68% منهم بفقدان حاسة الشم أو التذوق.

وبعد مقارنة الاختلافات الجينية بينهم وبين الذين لم يعانوا من هذا العارض، وجد العلماء أن منطقة من الجينوم (الشريط الوراثي) مرتبطة بذلك، وتحديدًا جيني "UGT2A1" و"UGT2A2".

النساء والبالغون أكثر عرضة 

ولاستخدام هذه النتائج في التوصّل لعلاج، يحتاج العلماء إلى معرفة المزيد عن وظائف هذين الجينين في تفعيل الحواس.

كما أظهرت الدراسة أن النساء أكثر عرضة بنسبة 11% من الرجال لفقدان حاستي الشم والتذوق. وفي الوقت نفسه، شكّل البالغون، الذين تتراوح أعمارهم بين 26 و35، نسبة 73% من هذه المجموعة. ووجدت أن الأشخاص "من أصل شرق آسيوي أو أميركي من أصل إفريقي كانوا أقلّ عرضة للإبلاغ عن فقدان حاسة الشمّ أو التذوّق".

وقالت دانييل ريد، المديرة المساعدة لمركز مونيل للحواس الكيميائية، إن هذه النتائج يمكن أن تساعد المرضى بطريقتين: إنها تساعد في الإجابة على سبب إصابة شخص معين بالأعراض دون آخرين، كما تساعد العلماء في إيجاد العلاجات.

هذا وتشير الأبحاث المبكرة إلى أن فقدان حاسة الشم والتذوق نادر مع متحور "أوميكرون"، ولكنه ليس مستبعدًا تمامًا. حيث أشارت دراسة أُجريت على 81 حالة في النرويج، إلى أن 12% من المصابين أبلغوا عن انخفاض في القدرة على الشمّ، بينما قال 23% إنهم عانوا من تراجع في حاسة الذوق.

الكمامات من أفضل طرق وقف انتقال العدوى

وتبقى الكمامات من أفضل طرق وقف انتقال العدوى وإنقاذ الأرواح. لكن لا يكفي مجرد ارتداء الكمامة لحماية الأفراد من التقاط العدوى، أو لمنع المصابين بالفيروس من نقلها، بل يجب اتباع الإرشادات التي وضعتها منظمة الصحة العالمية.

وتوصي المنظمة بالحرص على غسل اليدين وتنشيفهما قبل ارتداء الكمامة، من ثم التأكد من أنها خالية من الثقوب والأوساخ والبلل، كما توصي بإبقاء الكمامات الجديدة في علبها.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close