الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

هدية مسيحيي قرقوش إلى البابا.. وشاح بخيوط ذهبية يختصر تراثاً عراقيًا

هدية مسيحيي قرقوش إلى البابا.. وشاح بخيوط ذهبية يختصر تراثاً عراقيًا

Changed

زيّن الوشاح بثلاثة صلبان تحمل تصميم الصليب الذي كان موجوداً في كنيسة الطاهرة الكبر
زيّن الوشاح بثلاثة صلبان تحمل تصميم الصليب الذي كان موجوداً في كنيسة الطاهرة الكبرى (غيتي)
اشترك خمسة أشخاص من أهالي قرقوش بحياكة وتطريز الوشاح المصنوع من قماش يسمى محليا بالشال، حيث استغرق العمل عليه نحو شهرين.

تنكب كرجية من سكان قرقوش الواقعة في محافظة نينوى في شمال العراق، على وضع اللمسات الأخيرة بخيوط ذهبية على وشاح اختار أهالي البلدة تقديمه للبابا فرنسيس خلال زيارته لها ضمن جولته التي تبدأ الجمعة في العراق. 

ويصل البابا فرنسيس؛ قرقوش الواقعة على بعد نحو 30 كيلومتراً إلى جنوب الموصل الأحد، وقد تزينت البلدة بأعلام العراق والفاتيكان وصور البابا ترحيباً به. 

ويشرح مصمم الوشاح وراعي كنيسة الطاهرة الكبرى في قرقوش، الأب عمار ياقو، أن "خمسة أشخاص من أهالي قرقوش اشتركوا بحياكة الوشاح وتطريزه"، وصنع كما يقول من "قماش يسمى محليا بالشال". واستغرق العمل على الوشاح الملون بالأسود والأحمر شهرين كاملين.

ولبلدة قرقوش تاريخ قديم جدًا سابق للمسيحية. حيث يتحدث سكانها اليوم لهجة حديثة من الأرامية "لغة المسيح"، ولذلك تعدّ محطة مهمة في زيارة الحبر الأعظم التي تستغرق ثلاثة أيام.

وبشكل عام، تحمل زيارة البابا لمحافظة نينوى أهميةً خاصة كونها مركز الطائفة المسيحية في العراق، وعاصمتها الموصل، المكان الذي اختار تنظيم "داعش" أن يعلن منه إنشاء ما سماه دولة "الخلافة" في العام 2014. 

ولزيارة البابا إلى قرقوش تحديداً أهمية كبرى، ليس فقط لتاريخها المرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمسيحية، لكن أيضاً لكونها تعرضت لدمار كبير على يد التنظيم.

وتعد هذه أول زيارة بابوية على الإطلاق للعراق، ويحقق فيها البابا فرنسيس حلماً لطالما راود البابا الأسبق يوحنا بولس الثاني. وتنطوي الزيارة على دعم معنوي مهم للمسيحيين الذين تعود جذورهم في العراق إلى تاريخ طويل.

وشاح البابافرنسيس

اختصار للتراث

وبحسب الأب ياقو، فقد حيك الوشاح على "الطراز القرقوشي"، فنُسجت على أحد طرفيه، "الصلاة الربية"، أي "أبانا الذي في السموات"، وعلى الطرف الآخر، دُرز "السلام الملائكي" لمريم العذراء بخيوط ذهبية باللغة السريانية. 

وزيّن الوشاح أيضاً بثلاثة صلبان تحمل التصميم الذي كان موجوداً في كنيسة الطاهرة الكبرى في قرقوش، قبل تخريبه على أيدي تنظيم "داعش"، كما يوضح الأب ياقو. 

وبالخيوط الذهبية نفسها، طُرزت "زخارف نباتية لها رمزية مهمة جداً" في الدين المسيحي وهي "السنبلة والعنب"، التي تعني "الخبز والخمر". كما حُبك رمز عراقي آخر على الوشاح هو سعفة النخيل، ليختصر الوشاح بذلك "تراث بغديدة وسهل نينوى والعراق كاملاً".

هذه ليست الهدية الأولى التي يقدّمها العراقيون للبابا فرنسيس، إذ قبل عامين، حاكت الكردية المسلمة شاناز جمال رداءً يحمل رموز الأديان كافة، وهو معروض حالياً في الفاتيكان، هدية للحبر الأعظم. 

وطرّزت جمال على مدى خمسة أشهر رموز الطوائف الرئيسية الموجودة في كردستان وفي العراق، على العباءة، من الصليب والهلال إلى معابد الأيزيديين، الذين تعرضوا لاضطهاد وعنف شديدين على يد تنظيم "داعش". وتمثّل العباءة التعدد الإثني والديني الغني في المنطقة.

اما اليوم، فأعدّت جمال هدية أخرى للبابا، هي عبارة عن صليب مطرّز، حُيّك يدوياً بخيوط ذهبية على قماش مقطّع باللونين الأحمر والأسود، ورُصّع بأحجار باللونين الفيروزي وبالأحمر الياقوتي والزمردي، بالإضافة الى قبعة باللونين الأبيض والذهبي.

المصادر:
أ.ف.ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close