الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

التحقيق متواصل و"تصحيح" في عدد القتلى.. مصر تشيّع ضحايا قطاري سوهاج

التحقيق متواصل و"تصحيح" في عدد القتلى.. مصر تشيّع ضحايا قطاري سوهاج

Changed

 موقع اصطدام قطاري سوهاج.
موقع اصطدام قطارَي سوهاج في صعيد مصر (غيتي)
أعلنت وزيرة الصحة والسكان تراجع عدد قتلى الحادث إلى 19 شخصًا، بعد التدقيق في الإصابات والوفيات، بعدما كانت قد أعلنت سابقًا أن الحصيلة بلغت 32 قتيلًا.

شَيّع المصريون اليوم السبت، ضحايا حادث تصادم القطارين بمحافظة سوهاج جنوبي مصر  الذي أسفر عن مقتل 19 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 180 بجروح، معظمهم من أبناء الصعيد، فيما بوشر بالتحقيق لمعرفة ملابسات الحادث.

وبدأت مراسم تشييع الضحايا، صباح السبت، في القرى المحيطة.

وخلال مؤتمر صحافي لمجلس الوزراء عقد في القاهرة، ظهر السبت، وبثّه التلفزيون الرسمي، قالت وزيرة الصحة والسكان هالة زايد: "بعد أن دقّقنا الإصابات والوفيات.. حتى هذه اللحظة هناك 185 إصابة و19 جثمانًا وثلاثة أكياس من الأشلاء".

وكانت الوزيرة أعلنت، مساء الجمعة خلال مؤتمر صحافي عقد في سوهاج، أن حصيلة القتلى بلغت 32 قتيلًا والمصابين 165، يُعاني 70% منهم من كسور.

وعزت زايد، السبت، تراجع حصيلة القتلى إلى "أن الأهالي الذين ساعدوا وحدات الإنقاذ أبلغوا عن 20 حالة، كانوا في غيبوبة تامة، على أنها جثامين".

وأظهرت مشاهد التقطتها كاميرات مراقبة اصطدامًا عنيفًا قذف إحدى المقطورات في الهواء، وخلّف سحابة كثيفة من الغبار والدخان في موقع المأساة في قرية الصوامعة، على بعد 460 كيلومترًا من القاهرة جنوبًا.

وظهر في مقاطع فيديو متداولة على منصات التواصل الاجتماعي، خروج بعض عربات القطارين عن القضبان ومسارعة المواطنين ورجال الإسعاف لنقل الضحايا على نقالات في مشهد مرعب.

واستؤنفت حركة القطارات على الخط، صباح السبت، بعد إزالة العربات الخمس التي انقلبت والحطام الذي خلّفه الحادث، فيما تنتشر قوات أمنية في المنطقة.

التحقيق مستمر في حادث اصطدام القطارين

وأصدر النائب العام حمادة الصاوي، بيانًا ليل الجمعة - السبت، بعد معاينته موقع الحادث أمر فيه "بسرعة اتخاذ الإجراءات باستجواب سائقي القطارين ومساعديهما ومسؤول لوحة تشغيل برج المراقبة وعامل المزلقان الذي وقع الحادث أمامه".

كما أمر "بإجراء تحليل المواد المخدرة لكل منهم، والتحفّظ على هواتفهم المحمولة لفحصها، وفحص سجل المحادثات".

وقرّر النائب العام انتداب لجنة خماسية مكلفة ب"تحديد المسؤول عن التصادم وتبيان مسؤوليته، ومدى اتباعه قواعد وأنظمة ولوائح تشغيل القطارات، وبيان كافة أوجه القصور والإخلال وسببها والمسؤول عنها".

مضاعفة تعويضات أسر الضحايا

من جانبه، أعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، الجمعة، "مضاعفة" التعويضات لأسر ضحايا الحادث لتصل إلى 100 ألف جنيه عن كل فقيد، ورفعها ما بين 20 ألفًا و40 ألفًا لكل مصاب حسب درجة الإصابة.

وأوضح مدبولي أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمر بتوجيه كافة أجهزة الدولة وحشد إمكانياتها لمعرفة أسباب الحادث والتعامل معه.

وقال: "ليس لدينا سبيل إلا تطوير مرفق السكة الحديد"، مشددًا على أن "الموضوع يستغرق وقتًا"، وأنه "من الوارد أن تحدث مثل هذه الحوادث".

سحب مكابح الطوارئ

وكانت النيابة العامة قد طالبت، في بيان ظهر الجمعة، من الجهات والأجهزة المختلفة عدم إصدار "أي بيانات أو تصريحات عن أسباب وقوع الحادث؛ إذ تتولى النيابة العامة التحقيقات لكشف حقيقة أسبابه".

وأصدرت هيئة سكك حديد مصر، بيانًا عقب الحادث، عزت فيه السبب إلى قيام مجهولين بـسحب مكابح الطوارئ لبعض عربات أحد القطارين، ما نتج عنه توقّفه واصطدام القطار الآخر بمؤخرته.

وجاء في البيان أنه "تم فتح بلف الخطر (مكابح الطوارئ) بمعرفة مجهولين لبعض عربات قطار رقم 157 مميز، المتّجه من الأقصر إلى الإسكندرية ما بين محطتي المراغة وطهطا، وعليه توقّف القطار".

وأضاف البيان أنه "في هذه الاثناء، وفي تمام الساعة 11:42 (بتوقيت القاهرة) اصطدم قطار 2011 مكيف أسوان - القاهرة، بمؤخرة آخر عربة في قطار 157؛ ما أدى الى انقلاب عربتين من مؤخرة القطار المتوقّف على السكة وانقلاب جرار قطار 2011، وعربة القوى ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات والوفيات".

حوادث متكررة للقطارات في مصر

وتشهد مصر بصورة متكررة حوادث سكك حديد ومرور مأساوية. وأكثر الحوادث دموية وقع في عام 2002، عندما لقي 361 شخصًا حتفهم بعدما اندلعت النيران في قطار مزدحم جنوب العاصمة.

ونهاية شهر فبراير/ شباط 2019، شهدت محطة رمسيس للقطارات في القاهرة حادثًا مروعًا، حين صدم قطار مسرع حائطًا عند طرف رصيف المحطة، ما تسبّب بانفجار واندلاع حريق ضخم أدى إلى مصرع 22 شخصًا.

وتسبّب هذا الحادث في استقالة وزير النقل هشام عرفات، وقيام الرئيس المصري في مارس/ آذار 2019 بتكليف كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية بالجيش آنذاك، ليتولّى مسؤولية قطاع النقل والمواصلات.

وفي هذا السياق، ونتيجة حادث سوهاج، أُلغيت قمة كان من المقرر أن تجمع مصر والأردن والعراق يومي الجمعة والسبت في بغداد، وكان من المفترض أن يُشارك فيها السيسي.

ويتزامن حادث تصادم القطارين مع أزمة أخرى يشهدها البلد العربي الأكثر سكانًا، وهي تعطّل الملاحة في قناة السويس لليوم الرابع على التوالي، بعدما جنحت سفينة حاويات ضخمة بسبب سوء الأحوال الجوية وأغلقت المجرى المائي، بينما تتواصل جهود السلطات المصرية لإخراجها.

كما لقي 7 أشخاص على الأقل مصرعهم وأصيب 24 آخرون، فجر اليوم السبت، جراء انهيار عقار من عشرة طوابق، شرقي العاصمة المصرية القاهرة.

المصادر:
العربي/ وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close