الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

كورونا.. مستشفيات تونس تفتقر إلى الأكسجين

كورونا.. مستشفيات تونس تفتقر إلى الأكسجين

Changed

تونس
مجموعة من كبار السن ينتظرون دورهم في التطعيم في العاصمة تونس (غيتي)
تُعاني المستشفيات التونسية من أزمة خطيرة تتمثل في النقص الشديد في مادة الأكسجين اللازمة لمصابي فيروس كورونا

ركزت السلطات التونسية منذ بداية أزمة كوفيد-19 مستشفيات متنقلة ووفرت أسرّة إنعاش إضافية ووظفت أطقمًا طبية، لكن البلاد تواجه اليوم سباقًا مع الوقت من أجل توفير مادة الأكسيجين التي تزايد الطلب عليها مع اشتداد الموجة الثالثة. 

وأقرّ رئيس الحكومة هشام المشيشي في مؤتمر صحافي الجمعة خصصه للإعلان عن الإغلاق التام في البلاد طوال أسبوع عيد الفطر، بأن "هناك أزمة في الأكسيجين وأحيانًا أيضًا لا نجد أسرّة للإنعاش" في بلاده التي يحصد فيها الفيروس أرواح قرابة مئة شخص يوميًا بينهم أفراد عائلات بأكملها.

كما نبّه المشيشي الى "خطر" انهيار المنظومة الصحية و"الانهيار النفسي للأطباء". ويقول رئيس قسم الإنعاش وعضو اللجنة العلمية لمكافحة كوفيد-19 أمان الله المسعدي من جانبه إن "استهلاك الأكسيجين في المستشفيات سيكون تحت المراقبة والاستعداد لأيام آتية قد تكون أصعب".

ويوضح رئيس قسم الإنعاش الطبي في "مستشفى الحروق البليغة" بمحافظة بن عروس أن "الوضع خطير"، معلّلًا ذلك "بعدد المرضى في المستشفيات الذي تضاعف نحو مرتين خلال شهر فقط". وكنتيجة لذلك فاق استهلاك الأكسيجين الطاقة الانتاجية المحلية، لأن "الاستهلاك تضاعف لأربع وست مرات" بحسب المسعدي.

سباق مع الوقت

وتصنع تونس على المستوى المحلي عبر شركتي "آر ليكيد" و"ليند غاز" الأجنبيتين نحو 100 ألف ليتر من الاكسيجين لكن المستشفيات والمصحات التي تعالج مرضى الوباء في حاجة الى 170 ألف ليتر بشكل يومي. وتشكل الـ70 ألف ليتر الناقصة تحديًا يوميًا للحكومة.

وأمام تردي الوضع الصحي والطلب المتزايد على هذه المادة استعانت تونس بتوريد كميات من الجزائر على امتداد شهر لتفادي النقص الحاصل، كما أكد وزير الصحة فوزي المهدي في تصريحات اعلامية، لافتًا إلى إجراء محادثات مع ليبيا لطلب العون منها. وتواجه شركة "ليند غاز" اليوم سباقًا مع الوقت لتأمين الطلبات التي تتزايد.

ويقول مدير التسويق بالشركة وجدي بن الرايس لفرانس برس: "منذ نهاية أكتوبر/ تشرين الأول بدأ الطلب يتزايد ووصل الى الذروة منتصف فبراير/ شباط وتضاعف الى حدود أربع مرات".

وتعمل الشركة على تزويد مستشفيات في 15 محافظة (من أصل 24) في البلاد من دون توقف، ويتم مراقبة مستوى الأكسيجين في خزانات المستشفيات عبر شاشات التواصل عن بعد من مقر الشركة في منطقة المغيرة القريبة من العاصمة.

ويضيف بن الرايس "الطلب تجاوز إمكانيات التصنيع المحلي ولجأنا الى التوريد من إيطاليا"، وكذلك من الجزائر "لاختصار الوقت"، لافتًا إلى أن "الوضع تحت السيطرة حاليًا، ولكنه هش لأننا نبقى رهينة دول الجوار التي يمكن أن تغلق في أي وقت" في حال تدهور الوضع الصحي.

ومن المرجح أن يتضاعف الطلب من المستشفيات التونسية على الأكسيجين مرتين مقارنة بـ100 ألف ليتر التي تصنع محليًا يوميًا. ويتم جلب الأكسيجين من الجزائر عبر الحدود البرية وتشحن الخزانات التي تحملها شاحنات الشركة ويتطلب ذلك ساعات طويلة مرة كل يومين.   

وتسجل تونس منذ مطلع أبريل/ نيسان ارتفاعًا في عدد الإصابات بالفيروس في البلد الذي يعد نحو 12 مليون نسمة، مع عشرات الوفيات وأكثر من ألف إصابة يوميًا. وسجلت في تونس إجمالًا 11,208 وفيات بالوباء وحوالي 320 ألف إصابة.

بطء في التطعيم

ويُعالج راهنا أكثر من 500 شخص داخل أقسام العناية المركزة وهذا رقم غير مسبوق منذ بداية الجائحة في مارس/ آذار 2020، أمّا أسرّة الأكسيجين فهي مستغلة بنسبة 80 في المئة. لكن عمليات تزويد المراكز الاستشفائية بالأكسيجين محفوفة بالمخاطر.

ويقول بن الرايس "لسنا في منأى من أن تتعطل آلة تصنيع الأكسيجين أو تتأخر خافرة في البحر بسبب سوء الأحوال الجوية لنجد أنفسنا في وضع نقص تزود".

وفي مؤشر الى تفاقم الأزمة، اضطر مستشفى محلي بمحافظة صفاقس (وسط-شرق) نهاية أبريل الفائت الى نقل مرضى الى مصحات أخرى احتياطيًا بعدما تراجعت الكميات في خزاناته الرئيسية الى حد كبير.

كما لا تستبعد تونس وصول موجات أشد للبلاد خصوصًا مع انتشار المتحورين البريطاني والهندي وتبدو المخاوف جدية  بالنظر الى تباطؤ وتيرة حملة التطعيم ضد الفيروس التي انطلقت نهاية مارس الفائت، اذ لم يتم تلقيح سوى حوالى 333 ألف شخص بسبب مشاكل في التزود باللقاح واختلالات في عمليات التسجيل.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close