اختُتمت، أمس الإثنين، المرافعات في قضيّة تنظر فيها محكمة مدنية اتحادية في مانهاتن وتتّهم فيها الكاتبة والصحافية الأميركية السابقة إي. جين كارول الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب باغتصابها والتشهير بها.
وتقاضي كارول البالغة 79 عامًا ترمب البالغ 76 عامًا، مدعية أنه اغتصبها في غرفة تغيير الملابس في متجر ملابس بمانهاتن عام 1995 أو 1996، ثم شهر بها عندما أنكر حدوث ذلك. وتسعى الصحافية إلى الحصول على تعويضات مالية غير محددة.
"لا أحد فوق القانون"
وخلال المرافعات الختامية، حضّ وكلاء الدفاع عن الكاتبة الأعضاء الـ9 في هيئة المحلفين على إدانة الملياردير الجمهوري، حيث قالت المحامية روبرتا كابلان أمام محكمة مانهاتن الفدرالية: "لا أحد فوق القانون، ولا حتى الرئيس السابق".
كما ذكّرت المحامية المحلفين بشريط يحمل عنوان "الوصول إلى هوليوود" الذي يعود لعام 2005 كانوا قد شاهدوه أثناء المحاكمة ويتباهى فيه ترمب بالتحرش بالنساء قائلًا: "عندما تكون نجمًا، يسمحن لك بذلك".
وعلّقت كابلان: "إنه يعتقد أن النجوم مثله يستطيعون الإفلات من العقاب. يعتقد أنه يستطيع الإفلات من العقاب هنا".
أما ترمب، فتنازل عن حقه في الإدلاء بشهادته في المحاكمة واختار ألا يقدم دفاعًا عن نفسه مراهنًا على أن المحلفين سيجدون أن كارول فشلت في رفع قضية مقنعة.
ولم يحاكم ترمب جنائيًا وقد نفى مرارًا صحّة الاتهّامات الموجّهة إليه، وغالبًا ما يردد أن كارول "ليست من النوع المفضّل لديه".
"لا دليل على وقوع اعتداء"
بدوره، ذكر وكيل الدفاع عن ترمب المحامي جو تاكوبينا في المرافعة الختامية إن لا دليل على وقوع اعتداء، واتّهم كارول بالسعي إلى عرقلة وصول ترمب إلى الرئاسة في العام 2024.
ودعا أعضاء هيئة المحلفين إلى التحلي بـ"المنطق السليم" مشيرًا إلى أنه لو اغتصب ترمب كارول في مكان عام لكان "أوقف على الفور".
تهم تلاحق ترمب
من جانبها، صرّحت كارول من على منصة الشهود أنّ الاغتصاب الذي تعرّضت له ولّد لديها شعورًا بـ"العار" وجعلها غير قادرة على الخوض في علاقات رومانسية.
وخلال أسبوعين استمعت المحكمة إلى اتّهامات أطلقتها كارول وامرأتان أخريان تفيد بأن ترمب اعتدى عليهن جنسيًا قبل عقود.
وينفى ترمب صحّة ما يوجّه إليه من اتّهامات على صعيد التحرّش الجنسي وهو لم يحضر المحاكمة، وكشفت كارول للمرة الأولى القضية في مقتطفات من كتابها نشرتها مجلة "نيويورك ماغازين" في 2019. وردّ ترمب في حينه قائلًا إنه لم يلتقها على الإطلاق وأنها "تكذب بالكامل".
يذكر أنه لا يمكن أن تؤدي هذه القضية إلى أي ملاحقات جنائية، لكن في حال وقفت هيئة المحلفين إلى جانب كارول فستكون هذه المرة الأولى التي يلاحق فيها ترمب قانونًا بتهمة الاعتداء الجنسي.
وخلال الحملة الانتخابية في العام 2016 اتّهمت نحو 12 امرأة ترمب بالتحرش جنسيًا بهنّ في الماضي، ونفى ترمب صحة الاتهامات ولم يحضر أي جلسة.
ويأتي ذلك في وقت يواجه فيه الرئيس السابق الذي قررّ إعادة الترشّح عن الحزب الجمهوري، دعاوى قضائية متزايدة. ففي أوائل أبريل/ أبريل وجّهت لترمب رسميًا 34 تهمة احتيال محاسبية وضريبية، تتعلق بمدفوعات للتستر على قضايا عدة بما في ذلك علاقة جنسية مع الممثلة الإباحية ستورمي دانيلز أنكرها أيضًا.
ومن أبرز القضايا التي تلاحق الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتّحدة، الاتّهامات الموجّهة إليه بممارسة ضغوط على مسؤولين عن العملية الانتخابية في ولاية جورجيا في 2020، إضافة الى تحقيق بشأن طريقة تعامله مع أرشيف البيت الأبيض.