Skip to main content

محاولة لنقل الطاقة إلى روسيا.. هل كان قصف محطة زابوريجيا متعمّدًا؟

الإثنين 15 أغسطس 2022

نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن خبراء قولهم أن سيطرة القوات الروسية على محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا تهدف إلى حرمان أوكرانيا من خمس الطاقة الكهربائية، ونقل تلك الطاقة إلى المناطق التي تسيطر عليها موسكو ومن ثم إلى الأراضي الروسية.

وذكرت الصحيفة أنه في الخامس من أغسطس/ آب الحالي، لاحظ طاقم الفنيين الأوكرانيين الذين يديرون محطة زابوريجيا، أن مسؤولين وفنيين من شركة الطاقة الذرية الحكومية الروسية غادروا المبنى دون تفسير. وقال بعض العمال في المحطة للصحيفة إنه عند الساعة 2:40 من عصر ذلك اليوم، حدثت انفجارات في المحطة، ما أدى إلى إغلاق أحد خطي الطاقة المتبقيين في الخدمة.

وتصاعد الدخان من المحطة وكأنه خارج من فوهة بركان، على بعد بضع مئات من الأمتار من محطة فرعية؛ بينما تسابق الفنيون في داخل المحطة لفحص مولدات الديزل الاحتياطية التي ستكون ضرورية لتبريد الوقود النووي المعرّض لخطر ارتفاع درجة الحرارة جراء الحادث.

وقال القادة الأوكرانيون وخبراء الطاقة النووية الدوليين، وموظفو المحطة، إن القصف لم يكن حادثًا من المحتمل أن يتسبّب بكارثة نووية، بل كان خطوة متعمّدة مقصودة في سبيل سرقة الطاقة الكهربائية عن طريق قطع اتصال خطوط إمداد المحطة ببقية الأراضي الأوكرانية.

وقالت سوريا جايانتي، الدبلوماسية الأميركية السابقة التي شغلت منصب رئيس إدارة الطاقة بسفارة الولايات المتحدة في كييف بين عامي 2018 و2020، إن مصادرة مثل هذا الإمداد الضخم من الطاقة الرخيصة والموثوقة، سوف يجعل أوكرانيا تعتمد على الاتحاد الأوروبي، حيث سجلت أسعار الكهرباء الأسبوع الماضي مستويات قياسية.

واعتبرت أن سرقة روسيا لأكبر محطة طاقة نووية في أوروبا "سوف يشكل مشكلة للقارة العجوز".

ولكن شركة "روساتوم" الروسية الحكومية للطاقة الذرية أوضحت، في بيان مكتوب، أن تصريحات عمال المحطة عارية عن الصحة، مضيفة أن موظفيها كانوا حاضرين لتقديم المشورة الفنية لسلامة المحطة، ولم يلعبوا أي دور في إدارتها أو الدفاع عنها.

غير أن عمال المحطة، وبدعم من شهادات مسؤولين أوروبيين، أكدوا أن القصف جاء من مواقع روسية، قائلين إن ذلك يخدم الهدف الأوسع للكرملين المتمثّل في قطع اتصال طاقة زابوريجيا بالأراضي الأوكرانية المتبقية، وإعادة توجيهها إلى المناطق التي تسيطر عليها روسيا.

من جهتها، ذكرت شركة الطاقة النووية الحكومية الأوكرانية "Energoatom"، أن الضربات استهدفت تدمير البنية التحتية، وإلحاق الضرر بخطوط نقل الطاقة، ونتيجة لذلك انقطعت خطوط التيار الكهربائي العابرة عبر جنوب أوكرانيا.

إعادة توجيه الطاقة

وقال العديد من موظفي المحطة النووية إن الفنين الروس قد ناقشوا علنًا إعادة توجيه الكهرباء إلى الأراضي التي تحتلها موسكو، لتصل في النهاية إلى روسيا، علمًا أن العديد من كبار المسؤولين الروس، بمن فيهم نائب رئيس الوزراء مارات خوسنولين، كانوا قد تعهّدوا علانية بدمج محطة زابوريجيا مع نظام الطاقة الروسي، أو إجبار أوكرانيا على دفع تكاليف الكهرباء.

وقال ميخايلو بودولاك، كبير مستشاري الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في تغريدة: "الهدف الروسي هو فصلنا عن زابوريجيا، وإلقاء اللوم على الجيش الأوكراني".

والأسبوع الماضي، قالت الحكومة الأوكرانية في رسالة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن المديرين التنفيذيين لشركة "روساتوم" يقودون الجهود الروسية لفصل المحطة النووية عن الشبكة الكهربائية الأوكرانية، بهدف تدمير البنية التحتية للمحطة، وإلحاق أضرار بخطوط النقل، والتسبّب بانقطاع التيار الكهربائي في جنوب أوكرانيا".

وقال مسؤولون أمنيون أوكرانيون إنه عندما وصل تقنيو شركة "روساتوم" الروسية عقب فترة وجيزة من استيلاء القوات الروسية على المحطة في الأول من مارس/ آذار الماضي، سألوا العمال الأوكرانيين عمّا إذا كان من الممكن إعادة توجيه الكهرباء إلى الخطوط الموجودة في شبه جزيرة القرم.

وقال أحد الفنيين الذين فرّوا عبر الخطوط الأمامية مع أسرته في وقت سابق من هذا الشهر: "لقد كانوا صريحين بشأن ذلك.. فقد طلبوا منا مخططات لشبكات الكهرباء".

من جانبه، قال توماس بوبيك، رئيس مؤسسة المجتمعات المرنة، وهي مجموعة غير ربحية مقرها الولايات المتحدة مكرسة لحماية البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا: "ستكون هذه أكبر عملية سرقة للكهرباء على الإطلاق"، مضيفًا أنه "جرى تخطيط تلك الهجمات على المحطة بعناية فائقة لإلحاق الضرر بها، ولكن من دون أن يتمّ تدميرها".

ورفضت موسكو المقترحات الأوكرانية بإرسال وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المحطة برًا عبر الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا، بينما اعترضت كييف على اقتراح موسكو بأن تصل الوفود إلى المحطة عبر شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها موسكو.

وبالإضافة إلى المخاطر التي تهدّد السلامة المادية للمبنى من القصف، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن الافتقار إلى المراقبة المنتظمة للإشعاع خارج الموقع، وانقطاع وصول قطع الغيار والوقود والإمدادات، وقلّة عدد الموظّفين وإرهاقهم بشكل جماعي قد يؤدي إلى أزمة بشأن المحافظة على الأمان النووي في تلك المحطة.

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة