السبت 11 مايو / مايو 2024

محطة زابوريجيا بلا كهرباء.. معركة باخموت تحتدم وقصف روسي واسع

محطة زابوريجيا بلا كهرباء.. معركة باخموت تحتدم وقصف روسي واسع

Changed

فقرة ضمن برنامج "الأخيرة" حول معركة السيطرة على باخموت وما هي الخطوات الروسية القادمة؟ (الصورة: وسائل التواصل)
أعلن الجيش الأوكراني أنه تمكن من صد الهجمات الروسية المكثفة على مدينة باخموت على الرغم من إعلان روسيا أنها سيطرت على النصف الشرقي منها.

وسط احتدام المعارك بين موسكو وكييف شرقي أوكرانيا، قصف وابل من الصواريخ الروسية عددًا من المناطق الأوكرانية في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس، بما في ذلك ميناء أوديسا على البحر الأسود ومدينة خاركيف، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في عدة مناطق، حسبما أفاد مسؤولون محليون.

وقال حاكم أوديسا ماكسيم مارتشينكو على تيليغرام: إن هجومًا صاروخيًا أصاب منشأة للطاقة في المدينة الساحلية، مما أدى إلى قطع التيار الكهربائي.

من جانبه، أفاد حاكم منطقة خاركيف أوليه سينيهوبوف بأن المدينة والمنطقة تعرضتا لـ15 ضربة جوية، شملت البنية التحتية. ووردت أنباء عن ضربات أخرى في مدينة دنيبرو بوسط البلاد ومناطق في جميع أنحاء البلاد.

وفي سياق متصل، انقطع التيار الكهربائي عن محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا في أعقاب ضربة روسية، على ما أعلن مشغل الطاقة النووية في أوكرانيا الخميس، مضيفًا أنها تعمل حاليًا على مولدات ديزل.

وقالت مؤسسة إنيرغواتوم في بيان: إن "خط الاتصال الأخير بين محطة زابوريجيا النووية ومنظومة الطاقة الأوكرانية انقطع نتيجة هجمات صاروخية".

كما أعلن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو أن شخصين أصيبا بجروح في انفجار في غرب العاصمة الأوكرانية الخميس، وسط موجة من الضربات الروسية التي تستهدف أنحاء واسعة من البلاد.

وكتب على منصة تيليغرام أن "شخصين أصيبا بجروح" جراء انفجار في منطقة سفياتوشينسكي، بعد أن كان قد أعلن في وقت سابق عن "انفجارات" في منطقة جنوبية من المدينة.

"معركة السيطرة على باخموت"

وفي وقت متأخر مساء الأربعاء، أعلن الجيش الأوكراني أنه تمكن من صد الهجمات الروسية المكثفة على مدينة باخموت على الرغم من إعلان روسيا أنها سيطرت على النصف الشرقي منها.

وبصفتها واحدة من أكثر المعارك دموية في ساحة الحرب المستمرة منذ عام، ظل المدافعون الأوكرانيون، الذين بدا أنهم يستعدون الأسبوع الماضي لانسحاب تكتيكي من باخموت، صامدين أمس الأربعاء.

وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية على فيسبوك: إن "العدو واصل هجماته ولم يظهر أي مؤشر على وقف اقتحام مدينة باخموت"، مضيفة "صد مدافعونا الهجمات على باخموت والمناطق المجاورة".

ويتحدث القادة العسكريون والسياسيون الأوكرانيون الآن عن التمسك بالمواقع وإسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا الروس لتقويض قدرتهم القتالية.

وفي خطابه المصور الليلي عن معركة باخموت ومنطقة دونباس المحيطة، قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي: "هذه هي أولويتنا الأولى".

في المقابل، قال يفغيني بريغوجين، رئيس مجموعة فاغنر الروسية الأمنية الخاصة، إن مقاتليه استولوا على الجزء الشرقي من باخموت. وإن صح ذلك، فسوف تسيطر القوات الروسية على ما يقرب من نصف المدينة في سعيها الشاق لتحقيق أول انتصار كبير لها منذ عدة أشهر.

وذكر بريغوجين على تطبيق تيليغرام: "كل شيء شرق نهر باخموتكا تحت سيطرة فاغنر تمامًا".

ويقسم النهر باخموت، التي تقع على حافة إقليم دونيتسك الأوكراني الذي تحتل روسيا معظمه بالفعل. ويقع وسط المدينة على الجانب الغربي من النهر.

"باخموت بحكم الساقطة بيد الروس"

وبشأن أهمية باخموت في ساحة الصراع، يرى الخبير العسكري والإستراتيجي العميد خليل الحلو أنه ليس هناك أهمية إستراتيجية لهذه المدينة حسب مفهوم الغرب، وأن سقوطها في يد القوات الروسية لن يغير في موازين القوى ولن يغير أيضًا في مسار الحرب.

وفي حديث لـ"العربي" من العاصمة اللبنانية بيروت، يضيف الحلو أنه منذ بدء الهجوم الروسي على باخموت، وبعد الهجوم الأوكراني المعاكس خلال شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، والذي استعادت فيه أوكرانيا مساحات واسعة في منطقة خاركيف، أصبحت باخموت رمزًا للصمود الأوكراني، وأي انسحاب منها سوف يضرب المعنويات في صفوف القوات الأوكرانية.

ويتابع أنه في حال سقوط باخموت، فإن القوات الروسية ستتابع معركتها في التقدم، ولكن بصعوبة قصوى لأنها استنزفت، ولأن قدراتها الميكانيكية التي تتمتع بها لم تثبت فعالية كبيرة على الأرض.

ويردف الحلو أن القوات الروسية ستحاول بعد سقوط باخموت، التقدم نحو مدينتي كراماتورسك وسلوفيانسك، مشيرًا إلى أن سقوطهما يعني سقوط كامل إقليم دونيتسك، موضحًا أن سلوفيانسك مدينة تحتوي على عقدة سكك حديد مهمة جدًا وهي الوسيلة المفضلة اليوم للإمداد اللوجستي من غرب أوكرانيا إلى شرقها، فإن سقوطها يعني أيضًا السيطرة على جزء من شبكة سكك الحديد التي تمد القوات الأوكرانية الموجودة في غرب البلاد.

وفيما يشير إلى أن مدينة باخموت أصبحت بحكم الساقطة عسكريًا، يتحدث الحلو عن بطء شديد جدًا من قبل القوات الروسية في التقدم بالمعركة، لأنها بعد أن منيت بالهزائم المتكررة غيرت طريقة عملها على الأرض، وعادت إلى الطريقة الكلاسيكية بالاعتماد بشكل كبير على الموجات البشرية.

دفع شراء الأسلحة

في غضون ذلك، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، قبل اجتماع لوزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في ستوكهولم أن روسيا ترسل مزيدًا من القوات إلى المعركة.

وأضاف: "عانوا من خسائر كبيرة، لكن في الوقت نفسه لا يمكننا استبعاد احتمال سقوط باخموت في نهاية المطاف في الأيام المقبلة".

وتابع أن هذا لن يكون بالضرورة نقطة تحول في الحرب لكنه أظهر أننا "لا ينبغي أن نقلل من شأن روسيا".

واتفق وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي على تسريع توريد قذائف المدفعية وشراء المزيد من القذائف لمساعدة الجيش الأوكراني، الذي يستهلك القذائف أسرع مما يستطيع حلفاؤه تصنيعها.

وبموجب الخطة، ستحصل دول الاتحاد الأوروبي على حوافز مالية بقيمة مليار يورو لإرسال المزيد من قذائف المدفعية إلى كييف، في حين أن مليار يورو أخرى ستمول المشتريات المشتركة للقذائف الجديدة.

وذكرت روسيا أنها ضمت ما يقرب من 20% من أراضي أوكرانيا. وتقول إن الاستيلاء على باخموت سيكون خطوة نحو الاستيلاء على منطقة دونباس الصناعية بأكملها على حدودها.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close