السبت 4 مايو / مايو 2024

مخاوف من مجاعة ودعوات إلى التهدئة.. القتال يتوسع في إقليم تيغراي الإثيوبي

مخاوف من مجاعة ودعوات إلى التهدئة.. القتال يتوسع في إقليم تيغراي الإثيوبي

Changed

نافذة ضمن "العربي" تستعرض الوضع المتأزم بين الجيش الإثيوبي والمتمردين في تيغراي (الصورة: غيتي)
قال مدير منظمة الصحة العالمية إن سكان تيغراي أمام "مجاعة حقيقية" وسط مخاوف من أن تكون الحرب هناك مقبلة على جولة عنف هي الأشد بين طرفي الصراع.

أفاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة تيدروس غيبريسوس، بأن سكان إقليم تيغراي شمالي إثيوبيا يتضورون جوعًا، وذلك في معرض حديثه عن معاناة المدنيين في الإقليم. 

غيبريسوس المولود في إقليم تيغراي، قال إنّ "سكان الإقليم معزولون عن العالم الخارجي دون اتصالات أو كهرباء أو خدمات مالية"، وهو وصف الأسبوع الماضي الوضع الناجم عن الصراع في تيغراي بـ"أسوأ من أي أزمة إنسانية أخرى في العالم".

إفادة غيبريسوس المتجددة ألقاها من مدينة جنيف السويسرية، بينما كان القتال يتجدد بين القوات الحكومية الإثيوبية ومسلحي الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، لأول مرة منذ نحو عام، حيث قال مكتب الاتصال الحكومي الإثيوبي إن جبهة تيغراي شنّت هجومًا على مواقع عسكرية إثيوبية، داعيًا المجتمع الدولي لإدانة جبهة تيغراي وممارسة ضغوط عليها لتنبّي خيار السلام.

في المقابل، أفاد تلفزيون إقليم تيغراي، بأن غارة جوية شنتها القوات الحكومية بعد ظهر الأمس "أصابت روضة أطفال في ميكيلي"، وبث تلفزيون تيغراي صورًا لمبان مدمرة ومصابين على ما يبدو يستلقون على الأرض يتلقون مساعدة من مسعفين، فيما قال مدير مستشفى "آيدر" في ميكيلي عاصمة تيغراي، عبر تويتر: إنّ "4 أشخاص قتلوا جراء الغارة بينهم طفلان". 

ما وراء تجدد القتال؟

ورأى عبد القادر محمد علي، الكاتب المستقل المتخصص في شوؤن القرن الإفريقي، خلال حديث إلى "العربي"، أن اندلاع القتال مجددًا بين الطرفين جاء بعد انسداد الأفق التفاوضي بينهما. 

وفند ضيف "العربي" الأسباب التي أدت إلى ذلك، وردها إلى ثلاث نقاط أساسية أولها فشل الوساطة الإفريقية بممارسة الضغوط المتوازنة لجرهما إلى طاولة التفاوض، وثانيًا انعدام الثقة العميق بين حكومة أديس أبابا، والجبهة الشعبية، أما ثالثًا فتأتي مسألة التباعد الكبير في المطالب بينهما. 

وحول تلك المطالب، أشار محمد علي من تورنتو، إلى طلب المتمردين في تيغراي إعادة السيطرة على غربي الإقليم، في حين أن الحكومة الإثيوبية تتخوف من الأمر الذي قد يؤمن لمسلحي الجبهة قناة إمداد لوجستية من السودان. 

وبدأ الصراع في تيغراي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، عندما أرسل رئيس الوزراء آبي أحمد القوات الفيدرالية إلى الإقليم للسيطرة على السلطات المحلية المنبثقة من الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي بعد اتهامها بمهاجمة ثكنات للجيش. وأسفر الصراع عن مقتل آلاف الأشخاص في ثاني أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان بعد نيجيريا.

"الجولة الأعنف" 

الكاتب الصحافي أكد أنّ هناك مجموعة من المؤشرات على التصعيد العسكري بين الطرفين، كتوغل قوات تيغراي في إقليم عفر، واستمرار القتال لثلاثة أيام من دون أي دلائل على التهدئة، واستيلاء مسلحي الجبهة على كميات كبيرة من الوقود، الأمر الذي قد يدل على حاجتهم لها بغية تحريك آلياتهم العسكرية، بالإضافة إلى بيان حكومة إثيوبيا الأخير الذي طلب من السكان الابتعاد عن المنشآت العسكرية الأكثر عرضة للاستهداف. 

وحذّر محمد علي من جولة عنف قد تفوق سابقاتها في حال انفلات الأمور عسكريًا، ولا سيّما أن الطرفين استغلا فترة الهدنة السابقة التي استمرت خمسة أشهر للاستعداد، وهذا ما يؤشر إلى تصعيد غير مسبوق في ظل انعدام الحلول التفاوضية. 

ولم يستبعد المتخصص في الشأن الإفريقي، انعكاس الحرب الأوكرانية على أزمة الإقليم لانشغال المجتمع الدولي بها، بالاضافة إلى أزمة تايوان والمحيط الهادئ، وسط جمود الوساطات الإفريقية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close