الأربعاء 17 أبريل / أبريل 2024

مشاهد تظهر ارتفاع منسوب المياه.. روسيا تحمل كييف مسؤولية تدمير سد نوفا كاخوفكا

مشاهد تظهر ارتفاع منسوب المياه.. روسيا تحمل كييف مسؤولية تدمير سد نوفا كاخوفكا

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول تداعيات تفجير سد نوفا كاخوفكا في أوكرانيا (الصورة: غيتي)
أكد رئيس المجلس الأوروبي ضرورة محاسبة روسيا بعد التفجير الذي أدى إلى التدمير الجزئي لسد نوفا كاخوفكا في أوكرانيا، قائلًا إن ذلك يرقى إلى جريمة حرب.

اعتبر الكرملين الثلاثاء أن الهجوم على سد نوفا كاخوفكا لتوليد الطاقة في منطقة خيرسون التي تحتل روسيا جزءًا منها في جنوب أوكرانيا هو "تخريب متعمد".

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين: "هذا عمل تخريبي متعمد بشكل لا لبس فيه من الجانب الأوكراني جرى التخطيط له وتنفيذه بأمر من كييف"، مضيفًا أنه يرفض "بشدة" اتهامات السلطات الأوكرانية التي تنسب المسؤولية إلى موسكو.

وشدد على أن "كل المسؤولية تقع على نظام كييف"، مؤكدًا أن أحد أهداف هذا العمل كان "حرمان القرم من المياه"، وهي شبه الجزيرة التي ضمتها موسكو في العام 2014.

وبحسب بيسكوف "قد يؤدي هذا العمل التخريبي إلى تداعيات وخيمة جدًا على عشرات الآلاف من سكان منطقة خيرسون" بالإضافة إلى "عواقب بيئية".

الهجوم على سد نوفا كاخوفكا لتوليد الطاقة في منطقة خيرسون
الهجوم على سد نوفا كاخوفكا لتوليد الطاقة في منطقة خيرسون - غيتي

ودمّر جزئيًا سد نوفا كاخوفكا الواقع في منطقة خيرسون (جنوب) التي تحتلها روسيا في هجوم تتبادل كييف وموسكو الاتهامات بتحمل مسؤوليته.

ويوفر هذا السد الذي سيطرت روسيا عليه في بداية هجومها على أوكرانيا، المياه لشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في العام 2014.

ويعد سد نوفا كاخوفكا الذي أقيم على نهر دنيبرو عام 1956 خلال الحقبة السوفياتية، أحد أكبر البنى التحتية من نوعه في أوكرانيا.

وكان رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال أشار إلى أن ما يصل إلى 80 بلدة مهددة بالفيضانات و"تدابير إجلاء" السكان جارية بالقطار نحو ميكولايف. 

وحتى الساعة 09,00 بتوقيت غرينتش، كان قد أجلي 742 شخصا من منطقة خيرسون، وفقًا لوزير الداخلية إيغور كليمنكو.

وقد أظهرت فيديوهات مشاهد ارتفاع منسوب المياه بالقرى المجاورة لسد نوفا كاخوفكا بعد تفجيره.

"جريمة حرب"

وفي المواقف، أكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الثلاثاء ضرورة محاسبة روسيا بعد التفجير، معتبرًا أن ما حصل يرقى إلى "جريمة حرب".

وأعرب شارل ميشال على تويتر عن "صدمته للهجوم غير المسبوق على سد نوفا كاخوفكا"، معتبرًا أن "تدمير بنية تحتية مدنية يشكل جريمة حرب، وسنحاسب روسيا والمجموعات التابعة لها".

وأضاف: "أفكاري مع جميع العائلات في أوكرانيا المتضررة من هذه الكارثة"، مشيرًا إلى أنه سيقترح مساعدة للمناطق التي غمرتها الفيضانات في القمة المقبلة لقادة الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي المقررة نهاية يونيو/ حزيران في بروكسل.

بدوره، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ اليوم الثلاثاء أن تدمير سد نوفا كاخوفكا في جنوب أوكرانيا يظهر وحشية الحرب الروسية في البلاد.

وكتب ستولتنبرغ على تويتر: "تدمير سد كاخوفكا اليوم يعرّض آلاف المدنيين للخطر ويسبب أضرارًا بيئية جسيمة".

وأضاف: "هذا عمل مشين يظهر مرة أخرى وحشية الحرب الروسية في أوكرانيا".

من ناحيته، قال المستشار الألماني أولاف شولتس إن ألمانيا تراقب بقلق الوضع في محطة زابوريجيا للطاقة النووية في جنوب أوكرانيا لا سيما بعد تفجير سد نوفا كاخوفكا الذي يمد المحطة بالمياه.

وأضاف شولتس في مقابلة مع محطة إذاعية ألمانية: "كل ما نستطيع قوله فيما يخص محطة زابوريجيا هو أننا نراقب الوضع فيها على مدار الساعة".

من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي إنه من السابق لأوانه تقديم تقييم مجد لتفاصيل تفجير السد، لكن رأى أن "السبب وراء وقوع ذلك هو الغزو الروسي فحسب".

وقال كليفرلي لوكالة "رويترز" أثناء زيارته هريبيلكي خارج كييف بعد عقد محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في العاصمة أمس الإثنين: "سمعت تقارير تفجير السد ومخاطر الفيضان. من السابق لأوانه تقديم تقييم مجد للتفاصيل".

وأضاف: "جدير بالذكر أن السبب الوحيد وراء هذا الأمر هو الغزو الروسي الشامل وغير المبرر لأوكرانيا".

وأردف: "سنواصل تقييم تطورات الوضع، ولكن أفضل ما يمكن أن تفعله روسيا في الوقت الراهن هو أن تسحب قواتها فورًا".

تداعيات تفجير سدّ نوفا كاخوفكا

وفي هذا الإطار، يوضح الخبير العسكري والإستراتيجي العميد الياس فرحات، أن التفجير لم يطل السد بكامله، ولم يؤد إلى انهياره، إنما طال الأقسام العليا منه، مبينًا أن إصابة الجانب العلوي أدى إلى تدفق المياه إلى مجرى نهر دنيبرو، وارتفع منسوب المياه، كما أفادت الأخبار إلى نحو 11 مترًا، ما أثر على بعض القرى في المنطقة.

وفي حديث إلى "العربي" من العاصمة اللبنانية بيروت، يضيف أن خطورة قصف السد وتكرار قصفه من أي جهة كانت هي بإمكان انهياره، موضحًا أن انهيار السد يعد الكارثة الفعلية التي قد تطيح بمنطقة القرم وجنوب خيرسون، وربما تصل إلى ميكولايف.

ويردف فرحات أن محطة زابوريجيا النووية التي تقع إلى الشمال الشرقي من سد نوفا كاخوفكا لم تتأثر كون مستوى المياه في جوارها لا يزال كما هو باعتبار أن تدفق المياه من الشمال إلى الجنوب في نهر دنيبرو.

وفيما يوضح أن انخفاض مستوى المياه والتقليل من عملية التبريد لا يؤدي إلى كارثة في محطة زابوريجيا، يشير فرحات إلى أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تعطيل معين.

ويتابع أن الكارثة حتى الآن مستبعدة في محطة زابوريجيا، وإنما الأنظار تتجه إلى تفجير جديد في السد وانهيار كبير قد يحدث فيه، عندها تتأثر المناطق الجنوبية.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close