جدّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تأكيده أن الولايات المتحدة تعارض أي تهجير قسري للفلسطينيين، وذلك على وقع تهديد الاحتلال الإسرائيلي بتوسيع هجومه العسكري على رفح بجنوب قطاع غزة.
وأكّدت الخارجية الأميركية في هذا الإطار الموقف الواضح للرئيس جو بايدن، بأن الولايات المتحدة لا تدعم عملية عسكرية كبيرة في رفح.
من جهة ثانية، أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوجود خلافات بينه وبين الرئيس الأميركي جو بايدن، معربًا في مقابلة تلفزيونية عن أمله في أن يتمكن الرجلان من تجاوزها.
واشنطن تجدد رفض عملية رفح
في التفاصيل، فقد أجرى بلينكن اتصالًا هاتفيًا مع نظيره المصري سامح شكري أمس الخميس وفق ما كشف المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر.
ونقل ميلر أن بلينكن أكد مجددًا "الموقف الواضح للرئيس جو بايدن بأن الولايات المتحدة لا تدعم عملية عسكرية كبيرة في رفح، وأن الولايات المتحدة ترفض أي تهجير قسري للفلسطينيين من غزة".
وبينما كثفت إسرائيل قصفها لا سيما على رفح، توعدت واشنطن بوقف شحنات الأسلحة إلى تل أبيب بحال شن هجوم كبير على المدينة المكتظة بالنازحين على حدود مصر، ما يدل على وجود شرخ كبير بين الإدارة الأميركية وحكومة نتنياهو فيما يتعلق بالحرب على غزة.
كما أضاف ميلر أن بلينكن "أعرب أيضًا عن دعم الولايات المتحدة إعادة فتح معبر رفح، واستمرار تدفق المساعدات الإنسانية المطلوبة بشكل عاجل".
وشكر كذلك وزير الخارجية الأميركية مصر على وساطتها في المحادثات المتعلقة بوقف لإطلاق النار في غزة، بين "حماس" والاحتلال الإسرائيلي.
مصر تدعو "للمرونة"
من جهتها، دعت مصر كلًا من "حماس" وإسرائيل إلى إبداء "مرونة" من أجل التوصل "في أسرع وقت" إلى هدنة في غزة تتيح أيضًا تبادل أسرى.
وأصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا حول الاتصال الهاتفي بين بلينكن وشكري ذكرت فيه أن الوزيرين "اتفقا على أهمية حث الأطراف على إبداء المرونة وبذل الجهود اللازمة للتوصل إلى اتفاق هدنة يضع حدًا للمأساة الإنسانية ويسمح بنفاذ المساعدات الإنسانية بصورة كاملة ومستدامة تلبي الاحتياجات العاجلة لسكان القطاع".
وفي وقت سابق، كشف جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض، أن مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز الذي شارك بشكل كبير في محادثات القاهرة حول هدنة وتبادل أسرى سيعود إلى الولايات المتحدة اليوم الجمعة.
وأوضح كيربي أن الأطراف "لم تحل" خلافاتها، لكن الولايات المتحدة "لا تتخلى عن كل أمل" في أن تؤدي المحادثات إلى اتفاق.
نتنياهو يأمل حل خلافه مع بايدن
بدوره، عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن أمله في أن يتمكن هو والرئيس الأميركي جو بايدن من تجاوز خلافاتهما إزاء الحرب في قطاع غزة، وذلك بعدما منع بايدن إرسال بعض الأسلحة إلى إسرائيل.
فقد صرح نتنياهو خلال مقابلة مع برنامج "دكتور فيل برايم تايم": "كثيرًا ما كنا متفقين، ولكن كانت بيننا خلافات أيضًا. وكنا نتمكن من التغلب عليها. آمل أن نتمكن من تجاوزها الآن، لكننا سنفعل ما يجب علينا فعله لحماية بلدنا".
نتنياهو قال: إن الإسرائيليين مستعدون للقتال "بأظافرهم" في رفض مستتر لتحذير بايدن من احتمال حجب إمدادات الأسلحة. وقال دون أن يشير على وجه التحديد إلى الإعلان الأميركي: "إذا كان علينا أن نقف وحدنا، فسنفعل".