الأحد 19 مايو / مايو 2024

مع ازدياد وتيرة الفيضانات.. ما الخطوات اللازمة لحماية المحاصيل الزراعية؟

مع ازدياد وتيرة الفيضانات.. ما الخطوات اللازمة لحماية المحاصيل الزراعية؟

Changed

فقرة ارشيفية من برنامج "صباح النور" تقدّم نصائح للعناية بالشتول والنباتات خلال فصلي الخريف والشتاء (الصورة: أسوشييتد برس)
يُعتبر الماء ضروريًا لحياة النباتات، لكن ماذا يحدث عندما يكون هناك الكثير من الفيضانات، كما حدث في كافة أنحاء العالم هذا الصيف؟

أدى تغيّر المناخ حول العالم إلى تشكّل العواصف في الغلاف الجوي الذي أصبح أكثر دفئًا، ما يؤدي إلى هطول أمطار غزيرة وبشكل أكثر تواترًا الآن.

والماء أمر ضروري لحياة النباتات، ولكن ماذا يحدث عندما يكون هناك الكثير من الفيضانات، كما حدث في كافة أنحاء العالم هذا الصيف؟

وقال نيك غولتز، مدير مختبر "UConn Plant Diagnostic Laboratory" في جامعة كونيتيكت لوكالة أسوشييتد برس، إنّ "الفيضانات تحرم جذور النباتات من الأكسجين، مما يؤدي إلى أمراض تعفّن الجذور، ما يمنع النباتات من امتصاص الماء من خلال أوراقها وأنسجتها".

وفي تناقض غريب، تجفّ النباتات المغمورة بالمياه، وتذبل أوراقها وتصفّر.

ما الذي يُمكن فعله؟

إذا تأثّرت الحديقة بالفيضانات، تجنّب المشي على الوحل، وانتظر حتى تجفّ التربة قبل تقييم الضرر. إذ يُمكن أن يؤدي الوزن أو الضغط على التربة الرطبة إلى منع وصول الأكسجين إلى الجذور بشكل أكبر.

وقال غولتز: إنّ النباتات ذات الجذور القوية والعميقة، مثل الأشجار وبعض النباتات المعمّرة، لديها احتمالات أفضل للتعافي. أما النباتات الحولية التي لها جذور ضحلة، فلا تحظى بفرصة كبيرة، لذا يجب إزالتها إذا بدت ذابلة.

والنباتات التي أضعفتها مياه الفيضانات أو تعرّضت للإجهاد، هي أكثر عرضة للآفات والأمراض، لذلك يجب مراقبتها وعلاج المشاكل عند ظهورها بعد أشهر.

ويجب إزالة أطراف الشجرة المكسورة على الفور، وانتظر تحسّن الظروف للبدء بعملية التقليم لتجنّب إضعاف الشجرة المُجهدة بالفعل.

هل الفاكهة والخضروات آمنة للأكل؟

يجب اعتبار الفواكه، والخضروات، والأعشاب المغمورة ملوّثة، ويجب عدم أكلها.

وقال غولتز: "إذا كان الجزء الذي تأكله يلامس الماء، فهو غير آمن، حتى إذا تمّ غسله أو طهيه، نظرًا لوجود البكتيريا  الناتجة عن المياه الراكدة، والجريان السطحي للمياه من الساحات المجاورة والمبيدات الحشرية ومياه الصرف الصحي والملوّثات الكيميائية".

وأضاف أنّه "إذا كان الجزء الصالح للأكل فوق سطح الأرض، فعندئذ يمكن أكله، لكن بعد غسلها بشكل جيد وطهيها بدلًا من تناولها نيئة".

ونصح غولتز بزراعة محاصيل قصيرة في التربة التي غمرتها المياه، على غرار الفاصوليا والبازلاء التي يُمكن أن تنمو حتى قبل نهاية موسم النمو، أو زراعة البرسيم الذي يتحكّم في عوامل التعرية ويثبّت النيتروجين في التربة.

إصلاح التربة

بعد الاهتمام بالنباتات، اعمل على إصلاح التربة التي غمرتها المياه. ويؤدي الفيضان إلى تسرّب العناصر الغذائية وتعطيل التصريف. وسيُساعد الخلط في السماد في كلتا الحالتين.

ويُوصي غولتز بفحص عينة من التربة أو إرسالها إلى المختبرات لإختبار العناصر الغذائية أو التحسينات التي يجب تجديدها، وما إذا كان الرقم الهيدروجيني للتربة بحاجة إلى تعديل، والمعادن الثقيلة وغيرها من الملوّثات المقلقة.

كيف نستعدّ للفيضان التالي؟

إذا كنت تعيش في منطقة مُعرّضة للفيضانات، هناك خطوات يمكن اتخاذها لتجنّب أو على الأقل تقليل الأضرار في المستقبل، مثل زراعة الخضروات على ارتفاعات أعلى أو في رفوف عالية على غرار الزراعة العمودية.

كما يُوصي غولتز بحفر الخنادق، أو تركيب المصارف لتوجيه المياه بعيدًا عن النباتات.

المصادر:
العربي، أسوشييتد برس

شارك القصة

تابع القراءة
Close